- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

داعش يقترب من فلسطين ونتانياهو يناديه

BT 2015نقطة على السطر

بسّام الطيارة

داعش يقترب من لب القضايا العربية والجميع ينظر إلى سماء سوريا. عند كتابة هذه السطور (صبيحة يوم الأحد في ١١ أوكتوبر) كانت حصيلة شهداء فلسطين في مطلع هذه الهبة الجديدة (منذ عشرة أيام): ٢٣ شهيد وأكثر من ٢٨٠ جريح و٤٠٠ اسير جديد أعمارهم تتراوح بين ١٤ و٢٠ عاماً .

امتلأت الصحافة العربية والدولية بالتحذيرات من «انتفاضة ثالثة» تحذيرات بشكل وقائى يمكن وصفها بأنها «استيعابية» لإفراغ أي انتفاضة يمكن أن تحصل من عناصر تعاطف الرأي العام معها. التحذير المكرر بشكل ممل من انتفاضة ثالثة هدفه استيعاب الشحن العاطفي الذي قد يجبر الصحافة العالمية على االاهتمام بها، فيتلاشي التعاطف بفعل الترداد المسبق.

الجميع يلاحق أخبار سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصير اللاجئين المتشردين خارج وطنهم من سوريين وعراقيين ويمنيين وليبيين، ولا يلقي نظرة شمولية على خارطة العالم العربي ليرى التمزق والشرذمة والحروب والخراب الذي يجترح كافة أقطارها.

حتى الدول التي لا حرب فيها فيها تئن تحت عبء ما يحصل على حدودها، فكافة حدود الدول العربية مشتعلة في جنوب المغرب العربي (المغرب والجزائر وتونس) حرب ضروس في مالي والنيجر امتداد لحرب بوكو حرام ومبايعة لداعش. على حدود شرق المغرب العربي (تونس والحزائر) ليبيا المشتعلة والممزقة والسودان واقتتال درفور الذي يمتد إلى صحراء مصر التي تتكئ على الجرح الفلسطيني وتقفل معابر غزة «احتراماً» لاتفاقيتها وتلتفت لإرهابييها في سيناء، في المقلب الثاني للجرح الفلسطيني لبنان الذي يعيش «ربيعاً لبنانياً» بامتياز ضمن وعاء الطائفية والمذهبية والعشائرية، ولبنان الذي يستوعب مليوني لاجئ ما بين سوري وعراقي يضافون إلى «فلسطينيي لبنانـس يعيش على وقع الحرب الأهلية التي تمزق الشقيقة سوريا والتي يمكن أن تتحول إلى إقليمية تدوم لعقود وتشمل العراق الجريح، جنوباً نحو الخليج العربي لا تسلم أي إمارة أو مشيخة أو مملكة من ارتدادات التمزق العربي خصوصاً وأنها منغمسة بحرب مدمرة في الجنوب في اليمن وحرب غير مباشرة في الشمال (سوريا) وتشهد من حين لآخر  أعمال إرهابية تذكرها بأنها على شفير الزلزال القاتل.

لا يمكن وصف هذه الصورة بأنها قاتمة، فهي صورة الخراب الكامل، والدول «الأجنبية» من إيران إلى أميركا وتوابعها مروراً بتركيا وروسيا وتوابعها أيضاً تقتنص فرصة وهن الدول العربية كل وراء أهدافها ومصالحها والعرب إلى السماء ينظرون.

إسرائيل تريد أيضاً اقتناص هذه الفرصة فهي تشير أيضاً  إلى السماء لإلهاء العرب وللاستيلاء على الأقصى وفرض أمر واقع نهائي لن يمكن تغيره في ظل هذا الضعف.

لقد فهم الفلسطينيون هذا الأمر وهذا الواقع وفهموا أن الاعتماد على العرب هو كالاعتماد على «لاشيء». إنه احساس شعبي وطني.

من هنا الثورة اليوم.

فهل يقدر مسؤولو السلطة الفلسطينية خطورة هذا المنعطف التاريخي؟ أم أنهم سيتابعون سعيهم وراء سراب يهرب منهم أمام تملق الغرب وأكاذيبه بانتظار أن «يمسك داعش بالملف الفلسطيني»؟