ديانا الزين (خاص)
تكلمت فلسطين للمرة الالف لكن هذه المرة بالسكين! طعنة تليها الاخرى شباب يكتبون وصيتهم على صفحات التواصل الاجتماعي وفي اليوم التالي يطعنون! تقشعر الابدان امام المشهد لا يسعك الا ان تنحني احتراما لهؤلاء الابطال امام تخاذل الكبار الذين ما زالوا يحلمون بمقاعد ذهبية لا توصلهم الا الى كفن ابيض في النهاية! وفي الوقت الذي تكتب فيه المقال، تتسارع الاحداث بشكل مخيف يدعو الى التساؤل.
عيسى عيسى القواسمي، كاتب وروائي يسكن مدينة القدس ويعمل فيها، عضو في ندوة اليوم السابع الثقافية و اتحاد الكتاب الفلسطينيين، صدرت له رواية في بيروت عازفة الناي. هو ناشط في مجال عمله لمعرض الفنوغرافية قصة وصورة حول القدس القديمة. يشاركنا عيسى مشاهداته وتحليله حول ما يجري في القدس خاصة، وامتداد ذلك الى مناطق اخرى في فلسطين المحتلة .
يرى القواسمي ان قصة القدس اعمق مما تبدو عليه، لان من يستلم الحكم في الكيان الصهيوني هي اليمينية المتطرفة، الخاضعة لافكار المستوطنين.اي، “ارضوا عنا وانتخبونا”. اضافة الى الحاخامات التي تنادي الى هدم الاقصى، وبناء الهيكل المزعوم. الحالة دينية ومرهونة بالوقت الحالي و بعقلية مجنونة تريد اشعال المنطقة لتعجيل عودة المسيح المنتظر. وهذا طبعا له علاقة بالعقيدة الدينية التي تؤمن بها الحكومة الحالية.
منذ يومين أ قامت قوات الاحتلال حواجز اسمنتية ثابتة- بين قرى القدس- خارج كل قرية وداخلها مثل الفيتوهات. هو تقسيم جغرافي : اغلاق للاحياء داخل كل قرية، شلل في الحياة اليومية للمقدسيين- واحد واربعون حاجزا في داخل احياء القدس المحتلة فقط. اما القدس القديمة فمن الصعب دخولها كما في السابق. اكثر من ثلاثين حاجزا داخلها وتزايد مقلق للاستيطان. الاحتلال يتحكم بكل اسوار المدينة، يغلقها متى يشاء، وبيوت استيطانية يستولون عليها ويسكنونها.اضافة الى كنيست ومخافر للشرطة وحي اسمه حي اليهود، اقيم على انقاض حي المغاربة في 67.
بعد قرار الكابينت المصغر الذي اجاز للجنود اطلاق النار الحي قبل اسبوع على اي مشبوه عربي، بدات الاعدامات وانطلق الطعن. اما سبب استعمال السكين فهو السلاح الوحيد المتوفرويسهل الحصول عليه واخفائه.
وكل ذلك دفاعا عن الاقصى بعد المنع الذي طال امده والتهجم على المرابطات والمرابطين فيه الذين أفشلوا صلوات اليهود فيه .
اما بالنسبة للقيادات فالشباب قد فقدوا الثقة بقياداتهم المتخاذلة دوما وابدا ونتيجة لاغلاق الاقصى.
القواسمي يشارك من خلال نقله بالصورة والكلمات على صفحته كشاهد يوثق ما يجري. وهو يرى انهم وحيدون وعليهم ان يقومو ا بذلك بانفسهم حيث تخلى عنهم العالم الخارجي. السلطة متعاونة بالجرائم كلها، مع شركة تديرها اميركا واسرائيل . وهو يرى ان الجهاد تشارك بمصداقية اكثر من حماس، حيث ان حماس تكون احيانا رديفا للسلطة.
هو صراع وجود ولا يوجد حل فوري ونهائي واهالي الشهداء صابرون ومرابطون لانهم يعانون الظلم نفسه.
عيسى القواسمي وغيره، شواهد على احتلال لم تعد كلمة “ظالم” تنصفه! تخطى الظلم وتخطى الاجرام واللا عدالة، اوصلنا الى حال يكون استحداث كلمة جدية لما يحصل بسيطا أمام جبروتهم. شهد عيسى القواسمي من خلال صوره على معاناة القدس، وينتظر، كغيره شروق شمس الحرية.