مضحك هو بان كي مون سكرتير مجلس الأمن، مضحك أيضاً جون كيري وزير الخارجية الأميركي، ومضحك كل من يعتقد بأن زيارة ولقاء مع محمود عباس وبنيامين نتانياهو يمكن أن توقف العنف في فلسطين.
أصلاً مضحك أيضا نتانياهو الذي بات يصدح بصوت عال «سنحافظ على ستاتيكو جبل الهيكل»، السخرية في هذه وما يضحك الجميع وفي مقدمتهم «شباب السكاكين» هي الكلمات التي يعتقد نتانياهو أنها قوية إعلامياً فهو يقول عندما يتلفظ بكلمة ستاتيكو «سنواصل احتلالنا للقدس» لذا فهو لا يتردد من وصف الحرم المقدسي بأنه «جبل الهيكل» وهي التسمية الدينية التي تشكل محرك مسار المستوطنين واليمن المتطرف. والشباب السكاكين يضحي بنفسه لأنه يريد الحرية ليس فقط للمسجد الأقصى بل أيضا لفلسطين. يريد الحرية.
مضحك اليوم (كما الأمس) محمود عباس عندما يحاول أن يستعمل مقولات ولغة «القانون الدولي» فيقول ناطقين باسمه إن «إقفال الضفة مخالف للقوانين الدولية» وكأن الاحتلال مقبول بحسب القوانين الدولية. يدل هذا إن لزم الأمر على أن عباس ما زال مثله مثل كل الطاقم القديم يؤمن بحل سياسي إما عن سذاجة إما عن عجز… عجز عن إفساح المجال لجيل جديد ليقود معركة التحرير. لقد سحق عباس وفريقه كل سبل اللجوئ للقضاء الدولي: ما أن يستشهد مناضل إلا ويطالب بمحكمة دولية، ما أن تقفل طريق أو يحرق حقل زيتون إلا ويطالب بمحكمة لاهاي، حتى أنه أفرغ مسألة اللجوء للقضاء الدولي من مضمونه، وهو لا يطالب أبداً بقضاء دولي ليحكم على المسألة الأساسية أي حقوق الشعب الفلسطيني ومبدأ الاحتلال. مضحك من يكبل يديه بكلبجة المفاوضات التي لا تترك له إلا فيه ليصيح ويهدد ويتوعد باللجوء لمحكمة لتنفيس الاحتقان والتخفيف عن … الاسرائيليين.
هنا يبرز ما هو مضحك في تصرفات وحركات بان كي مون وكيري وغيرهم من المسؤولين الدوليين من فابيوس إلى شتنماير وجر: فهم يلهثون للقاء نتانياهو وعباس وكأن في لقاءهما يمكن وقف «شباب السكاكين». ألم يسألوا أنفسهم من يمون على هذه الشبيبة الثائرة؟ هل يستطيع عباس أن يقول كفوا فيكفون؟ هل يمون عباس على أقرب شاب إليه؟ هؤلاء الشبابا الذي لم تعد تنطلي عليهم «مزحة المفاوضات» الذين تفتحت عيونهم على عباس جالس على كرسي الرئاسة ويتحدث بالمفاوضات بينما أراضي الضفة تتآكل بفعل تقدم الاستيطان فيها.
حقاً لا يفهم لا هذا ولا ذاك ولا هؤلاء ما يحرك شباب انتفاضة السكاكين، كلهم مضحكون ويثيرون شفقة على السذاجة والوهن السياسي الذي يعتريهم إن كانوا صادقين، ويثيرون الاشمئزاز إن كانوا منافقين.
صادقون أو منافقون آن الأوان لربيع فلسطيني حقيقي وآن الأوان كي يستفيق الغرب ويخرج من حلقة السذاجة وإطار النفاق لأنه بدعمه الأعمى لاسرائيل، على الغرب أن يسأل نفسه كيف سيكون حال شباب السكاكين في حال وصلوا إلى حائط مسدود. الجوراب موجود عند ،،،داعش. فهل هذا ما يريده الغرب دوعشة المسألة الفلسطينية؟
