- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

بويتن أعطى ساركوزي ما يريد وأخذ منه ما يريد

ساركوزيبسّام الطيارة – خاص

قضي الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ساعتين مع فلاديمير بوتين رئيس الاتحاد الروسي. هذه الزيارة كان لها أهداف سياسية داخلية محطة، فقد انتقدها اليسار الفرنسي بما فيه الحزب الاشتراكي الحاكم ورمى اللقاء الفرقة بين أركان حزب «الجمهوريين» جزب ساركوزي اليميني، وخرج منه بوتين رابحاً ١٠٠ في الـ ١٠٠.

حسب التصريحات التي صدرت عقب اللقاء في منتجع «نوفو أوغاريفو»، الذي هو الثالث بين بوتين وساركوزي منذ ترك هذا الأخير الإليزيه، فقد دار الحديث حول «سوريا وأوكرانيا وعلاقات روسيا بأوروبا وتأثير الولايات المتحدة على السياسة الأوروبية» إضافة إلى «مواضيع شخصية وذكريات الماضي» حسب ما ورد حرفياً.

ويبدو من الزوايا التي تم تناول هذه المواضيع أن بويتن أعطى ساركوزي في صراعه الداخلي ما يريد وأخذ منه ما يريد في القضايا الدولية.

فساركوزي الذي يستعد لخوض سباق داخل حزبه للفوز برشيحه في الانتخابات الرئاسية عام ٢٠١٧، أراد من هذه اللقاء أن يصيب هدفين: الأول موجه لداخل حزبه ليقول للمحازبين الذين عليهم أن يختاروا بينه وبين المرشحين الأخرين ،أبرزهم آلان جوبيه وفرنسوا فييون رؤساء الوزراء السابقين، أن له إطلالة دولية وأن كبار هذا العالم يستقبلوه ندا للند بعكس منافسيه المتقوقعين داخل فرنسا وعلى صعيد محلي بحت.

أما الهدف الثاني فهو استهداف الاشتراكيين وعلى رأسهم فرنسوا هولاند الرئيس الفرنسي خصمه المحتمل في جولة انتخابات عام ٢٠١٧ الذي يسميها المعلقون جولة الانتقام بعد أن هزمه هولاند عام ٢٠١٢، لذا فإن ساركوزي اتخذ في كافة المواضيع التي تطرق لها الاجتماع حسب تصريحاته للصحافيين وفي لقائه مع الطلبة أو الجالية الفرنسية، مواقف مناقضة لمواقف هولاند والديبلوماسية الفرنسية.

فهو أعلن أنه لا يوافق على نظام العقوبات التي فُرضت على روسيا، ولا على إستبعادها من مجموعة الثمانية. وهزأَ من هولاند بسبب عدم تسليم الفرقاطتين لروسيا بقوله «إن المعلومات الجغرافية لدى هولاند ضعيفة فهو اعتقد بإمكانية مهاجمة شرق أوكرانيا من البحر!». وهو قدم «هديتين كبيرتين» لبوتين عندما انتقد «من يريد ضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي بالقوة» وطالب بالخروج من منطق «الانحياز لكتلة دون أخرى». والهدية الثانية كانت …قوله بأن «لا أحد يطالب بإعادة شبه جزيرة القرم لأوكرانيا» واستطرد قائلاً بأن «أكثرية السكان ما عدا أقلية من التتار المسلمين عارضت هذا الضم»، ولم يمنعه هذا من المطالبة باحترام حدود أوكرانيا.
أما في الشأن الأكثر سخوة وهو حديث الساعة أي التدخل الروسي العسكري في سوريا فهو تجاوزه والتصق بما كان يطالب به سابقاً أي خروج بشار الأسد ولكن غلفه بمقوله «الأسد لا يمكن أن يلعب دوراً في مستقبل سوريا» من دون أي تحديد ولا المطالبة بخروجه قبل البدء بأي مفاوضات. ولم يتردد ساركوزي من القول «يجب إيجاد توازن بين بقاء الأسد إلى أبد الآبدين وبين خروجه غداً». هكذا فإن ساركوزي الذي خرج من الإليزيه وقد ألصقت به صفة «ساركوزي الأميركي» يستعد لمحاولة العودة إلى الإليزيه بصفة «ساركوزي الروسي».