- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

نوبل تونس: خرج «النهضة» من باب الانتخابات ويعود من شباك النزاعات

BT 2015نقطة على السطر

بسّام الطيارة

بعد أقل من ثلاثة أسابيع على فوز تونس بجائزة نوبل للسلام تكريماً لـ «نجاح الحوار السياسي»، انفرط عقد الحوار السياسي بانشقاق ٣٢ نائباً من حزب نداء تونس ما يعيد لحزب النهضة حيوية ويضعه في موقع القوة والحكم ويمكن أن يدفعه إلى إعادة هيمنته على توجهات الحكومة.

الأسباب التي تقف وراء الانشقاق هي بالطبع بعيدة جداً عن «مبدأ نوبل» !

فريقان داخل الحزب يتنازعان: الاول يضم حافظ قائد السبسي، «ابن الرئيس التونسي» الباجي قائد السبسي، والذي يحاول لعب دوراً في قيادة الحزب من خلال إعادة هيكلته التنظيمية، والثاني يتزعمه الامين العام للحزب محسن مرزوق الذي يرى في تلك المحاولة عملية «توريث» من الباجي إلى حافظ.
ورغم نفي رئاسة الجمهورية أي محاولة لوضع الابن على سكة الأب وكما تنفي أوساط الرئاسة أي تدخل في الخلافات بين الفريقين المتنازعين على قيادة الحزب، إلا أن هالة الرئيس التي تحيط بالابن هي أكبر من محاولات النفي هذه، خصوصاً وأن مرزوق يتهم رضا بلحاج مدير ديوان الرئيس بالوقوف وراء محاولات الهيمنة على الحزب. إذاً هي نزاعات تتداخل فيها الحزبية مع مواقع رسمية.

عندما وقع الخيار على تونس لتتوج بجائزة السلام كان ذلك مكافأة على حوار سياسي بين الأطراف السياسية وصولآً إلى انتخابات هادئة شكلت انتقالاً سلساً للحكم من يد إسلاميي النهضة إلى يد «نداء تونس العلماني».

العراك الذي شهدته اجتماعات الحزب مؤخراً  في مدينة الحمامات والتضارب بالعصي والهراوات، (وهي التي قادت إلى اعلان النواب االـ ٣٢ انسحابهم)، هذه المعارك هي بعيدة كل البعد عن «روح جائزة نوبل» كما هي أوصلت إلى نقطة بعيدة جداً عن الأسباب الكامنة وراء إهداء تونس الجائزة : إبعاد إسلاميي النهضة عن الحكم.

محاولات توريث أو هيمنة ومطالب نواب المشاركة في «كعكعة الحكم» تعيد الإسلاميين إلى موقع قوة من شباك الخلافات بعد أن خرجوا من الحكم من باب الانتخابات.