- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مجزرة باريس جعلت «قتال داعش» أولوية لقاء فيينا

سوريا فييناباريس – «برس نت» (خاص)

لو التأم لقاء فيينا قبل ٤٨ ساعة لكانت النتائج مختلفة عما توصل إليه المجتمعون. ولكن لأن اللقاء تم بعد الهجمات المنسقة التي تبناها تنظيم داعش، فإن كل ما كانت لجنة الخبراء قد وضعته منذ يوم الخميس من خطط عمل انهار يوم السبت بسبب الصدمة التي سببتها هذه الهجمات الارهابية.

ضرورة القضاء على «داعش» كان محور اللقاء، وكيفية القضاء على داعش كانت نتائج هذا اللقاء التي يمكن تحديدها بثلاث فصول ألبست رداء «حل المسألة السورية» ولكن إذا نظرنا قليلاً وراء الكلمات نجد أن كل المساعي ستصب في مسألة محاربة داعش بكل الوسائل الممكنة:

١) في شق الحل السياسي تم التفاق على تأليف لجنتين واحدة عسكرية للإشراف على وقف النار والتنسيق «بين الفرقاء» (دون تحديد هؤلاء) ولجنة سياسية مهمتها وضع أسس الحل السياسي عبر المفاوضات بإشراف ستيفان دي ميستورا.  هذه النقطة تشير إلى أن آلية الحل باتت اليوم في يد الأمم المتحدة بإشراف «أميركي روسي» بعيداً عن التجاذبات التي كانت سائدة بين مختلف القوى الإقليمية والدولية.

٢) تشكيل «حكومة موسعة» بعد ستة أشهر تعمل على تحضير دستور جديد والتحضير لانتخابات رئاسية ونيابية في مهلة أقصاها ١٨ شهراً، وتثبيت وقف إطلاق النار.

٣) تكليف الأردن بتقديم لوائح المجموعات التي تعتبر إرهابية مع تعهد الدول الـ ١٧ المشاركة بوقف دعم هذه المجموعات.

هذا مختصر القرارات التي تم التوصل إليها «بسلاسة» حسب مصدر مرافق. وقد عبر عن هذه السلاسة سيرغي لافروف وجون كيري في مؤتمر صحفي مشترك إلى جانب المبعوث الأممي دي ميستورا في ختام القاء حول سوريا في فيينا.

وأشار لافروف إلى لقاء فيينا قائلا: “اتفقنا على الخطوات الأساسية لإطلاق حوار سياسي قبل يناير/ كانون الثاني المقبل”، مضيفا: «أكدنا أن مستقبل سوريا سيحدده السوريون بأنفسهم، وهذا ينطبق على مصير الأسد». وتابع أن عملية الحوار السياسي سيديرها السوريون بأنفسهم، وأن الاتفاقات في فيينا تتماشى مع مقررات جنيف 1، مضيفا «اتفقنا على تفعيل الجهود لتقديم المساعدات للسوريين وحل مشكلة اللاجئين». وقال لافروف إن دمشق أبلغت دي ميستورا بتشكيلة وفد الحكومة السورية إلى المباحثات مع المعارضة، موضحا أن دي ميستورا سيساعد كافة الأطراف السورية على تشكيل وفودها لبدء الحوار.

وكشف لافروف عن تأسيس مركز إعلامي روسي في عمان لدعم جهود روسيا في مكافحة الإرهاب، ما يدل على توافق روسي أميركي على در الأردن في تحديد لوائح مجموعات لائحة الارهاب.

حول الهجمات التي استهدفت العاصمة الفرنسية الجمعة قال لافروف إن «الفظائع التي وقعت في باريس يجب أن تؤكد ألا مبرر للإرهاب أو للتسامح معه»، مشددا على ضرورة تشكيل تحالف أوسع لمواجهة الجماعات الإرهابية.

من جهته أكد كيري أن أحداث باريس أظهرت تهديد داعش للجميع في الشرق الأوسط وخارجه، وأضاف أنه لا يمكن هزم «داعش» من دون إنهاء الأزمة السورية. وحول لقاء فيينا قال: «لم نأت لكي نملي على السوريين ما يجب فعله لتحديد مصيرهم»، وهو ما يمكن تفسيره بأنها موافقة أميركية على أن «يترشح الأسد للانتخابات الرئاسية» حسب قول المصدر المتابع.  رغم أن كيري عندما تكلم عن الانتخابات أشار إلى  «أن الخلاف لا يزال قائما حول مصير الأسد».

وعلى هامش اجتماع فيينا أكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير من جانبه أن الإصرار على إيجاد حل للأزمة السورية زاد بعد هجمات باريس. وقال شتاينماير «نتوقع أن تجري الانتخابات في سوريا خلال عام ونصف»، مضيفا أن المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة يجب أن تتم حتى نهاية العام الحالي.