- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الفن الياباني الحديث في باريس: رغبة بالتحرر من تراث الماضي

باريس – أوراس زيباوي (خاص)Présentation de Kimono

تستضيف العاصمة اليابانية طوكيو فعاليات دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية عام 2020، وذلك للمرة الثانية بعد عام 1964. بمناسبة هذا الحدث أطلقت الحكومة اليابانية مجموعة من المشاريع الثقافية لمواكبة الألعاب الرياضية ولاستقطاب السياح والذين من المتوقع أن يصل عددهم الى عشرين مليون بحلول عام 2020 بينما قدر عددهم العام الماضي بحوالى 13.4 مليون.

في هذا الإطار، وللتعريف بالتراث الياباني العريق في باريس، يقام حاليا في “بيت الثقافة الياباني” في العاصمة الفرنسية Maison de la culture du Japon ،H1 - Ancien Kôdôkan وهو مبنى يتميز بهندسته الحديثة ويقع بالقرب من برج إيفيل، معرض لتحف يابانية نادرة تتخلله مجموعة من النشاطات الثقافية. ويأتي هذا المعرض في إطار برنامج بعنوان “التراث الياباني”، تشرف عليه وكالة الشؤون الثقافية ومن أهدافه التعريف بأبرز المواقع التراثية في اليابان. التحف المعروضة اليوم في باريس جيء بها من 18 موقعا يابانيا وهي متنوعة وتضم مخطوطات وحلي وأزياء وأوان من مادة السيراميك. وتختصر هذه المعروضات تاريخ عريق من الابداع الفني قائم على أسس جمالية وفلسفية متكاملة، تاريخ كان له تأثير كبير على عدد هام من الفنانين الأوروبيين من رواد الحداثة ومنهم الهولندي فان غوغ  والفرنسيون مانيه وغوغين وتولوز لوتريك… .

بموازاة الآثار التي تختصر ماضي اليابان، يقام معرض للفن الياباني المعاصر تحت عنوان “كون حميم، مجموعة تاغاهاشي”Cosmos Intime Collection Takahashi.

2 Kusamaيضم المعرض مجموعة من الأعمال الفنية التي تختصر ملامح من الابداع الياباني المعاصر منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي وحتى اليوم. أكثر من أربعين عملا فنيا لثلاثة وعشرين فنانا يابانيا، وجميع الأعمال المعروضة هي من مجموعة عالم النفس الياباني رييوتارو تاغاهاشي الذي يعد من أبرز مقتني الفن الياباني المعاصر وهو بدأ بتكوين مجموعته الخاصة منذ عام 1997 وتضم اليوم أكثر من ألفي عمل، وهذه أول مرة تشارك نماذج منها في معرض فني خارج اليابان.

من أهداف المعرض إذاً التعريف بالفن الياباني المعاصر الذي يظل مجهولا بالنسبة للكثيرين وهو فن يعكس رغبة فعلية بالتحرر من تراث الماضي من جهة ومواكبة ما يحدث في العالم المعاصر من جهة أخرى. وقد تم اختيار باريس لعرض هذه الاعمال المتنوعة الأحجام والأساليب والتقنيات، لأنها ما زالت عاصمة عالمية للفن المعاصر على الرغم من منافسة لندن ونيويورك لها، ولأن متاحفها ومراكزها الثقافية تستقطب الزوار من مختلف جنسيات العالم.