- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مجزرة باريس: مطلوب معالجة أسباب ولادة البيئة الحاضنة للإرهاب

Capture d’écran 2015-11-18 à 21.46.19باريس – بسّام الطيارة (خاص)

أنتهت العملية الأمنية في شمال باريس.

المعالجة الأمنية كانت جيدة وأعطت نتائج سريعة وإيجابية ووقد استعادت قوات الأمن المبادرة بدليل أنها توصلت بسرعة إلى المجموعة المسلحة المرتبطة بالشبكة التي قامت بالعمليات الإرهابية يوم الجمعة في ١٣ تشرين الثاني/نوفمبر وقتلت ١٢٩ بريئاً وجرحت العشرات.
وهذا يطمئن الفرنسيين.

طمأنة الرأي العام الفرنسي جيدة ومفيدة سياسياً للرئيس الفرنسي هولاند ويمكن أن تشحن له ولحكومته قليلاً من الشعبية ولكنها غير كافية. ذلك أن المسألة تتجاوز الأمن. ما يحدث اليم في فرنسا يتطلب معالجات سياسية واجتماعية، وليس فقط أمنية.
يجب إيجاد معالجة على المدى الطويل للأسباب التي أدت إلى توليد تلك البيئة الحاضنة للشبكات الإرهابية الجهادية
هناك سبل عديدة:
ومن ضمن ما يمكن أن تفعله السلطات الفرنسية التعاطي مع مسألة تنظيم الجمعيات الإسلامية وحضورها في فرنسا ومسألة تمويلها وضبط عمل الدعاة الغرباء. إن فرنسا مستهدفة من قبل الإرهاب لأنها النموذج الأكبر لتعايش مواطنين مسلمين في أوروبا ولاندماجهم. ولكن مع العطل الذي أصاب مسار الاندماج أو ما يسمى المصد الاجتماعي، بسبب تراخي الدولة في الشأن الاجتماعي والتربوي الأزمة الاقتصادية، بقية أقلية من مسلمي فرنسا على هامش الاندماج.
إذا هدف المجموعات الإرهابية هو زرع البذور الانشقاق والفتنة في المجتمع الفرنسي بشكل خاص والأوروبي بشكل عام، مستندين إلى نقاط الضعف هذه.
وهنا نقطة نظام مهمة موجهة للصحفيين الفرنسيين والعرب أيضاً: يجب التوقف عن الحديث عن جالية مسلمة في فرنسا. الجالية تكون من المقيمين الغرباء ولكن مسلمو فرنسا هم فرنسيون مندمجون، ومن الباطل الطلب منهم أن يجهدوا كي يبرهنوا أنهم غير مرتبطين بالإرهابيين عند كل عملية إرهابية.
وفي الواقع ستكشف التحقيات أن هؤلاء الإرهابيون هم مواطنون وعدد قليل منهم ينتمي إلى ما «يجب تسميته الجالية الإسلامية» (ناهيك عن أن أعمالهم الإرهابية هي بعيدة جداً عن الإسلام الحنيف). كما سنرى أن العديد منهم ليسوا مزدوجي الجنسية أي لا يحملون جنسيات أخرى وبالتالي لن يستطيع هولاند نزع جنسيتهم كما اقترح قبل أيام، لأنهم «فرنسيين أقحاح» حسب قوانين …الجمهورية.
هناك أيضاً الشق الاقتصادي المعيشي: فليس صدفة أن تكون المجموعة الملاحقة في سان دوني وأن هذه المنطقة كانت اليوم «ساحة حرب» فهي من المناطق الفقيرة المهمشة، وهذا أيضاً صحيح بالنسبة لبلجيكا وينطبق هذا الوصف على منطقة مولنبيك حيث أقام ويقيم على ما يبدو بعض الإرهابيين، فهي مثل منطقة سان دوني فقيرة ومهمشة وعلى الحكومات الأوروبية أن تعالج هذه المسائل وتغير سياستها تجاه مواطنينها المسلمين لتعالج الأسباب التي تجعل من هؤلاء المواطنين الأوروبيين لقمة سائغة لدعاة داعش ليحولوهم إلى … إرهابيين.