- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مأزق بوتين: طائرتان في أفق الأزمة السورية والعديد من الأسئلة

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

طائرتان باتتا في أفق الرئيس الروسي فلادمير بوتين: الأولى أسقطتها داعش ومعها ٢٨٤ مواطن روسي، والثانية أسقطتها تركيا وأسقطت معها وهج ما بات يعرف بـ «عاصفة السوخوي».

أسئلة كثيرة تتدافع في أفق الأزمة السورية بعد هذه الحادثة:

لماذا أسقط الأتراك القاذفة الروسية وهي خارجة من المجال الجوي التركي بعد أن اخترقته لـ ١١ ثانية فقط حسب مصادر مطلعة؟ أين هو التنسيق المتفق عليه بين الروس والأتراك حول تجنب الاحتكاك في الأجواء السورية؟ ما هذه الرسالة التي تحملها الضربة التركية؟ ماذا يستطيع أن يفعل بوتين وقد هب قادة العالم ليدعوه للتروي بعد أن هدد وتوعد؟

التوقيت مهم جدا في إطار العمليات التي تدور على الأرض خصوصاً في الأيام القليلة الماضية حين ركز  الجيش السوري القتال بمساعدة القاذفات الروسية على منطقة جبل التركمان في ريف اللاذقية حيث تقطن أقلية تركمانية يمثلها في المعارضة السورية «الجيش السوري «التركماني» المدعوم من تركيا. وقد نددت تركيا بقوة على ضرب التركمان من جهة واستدعت قبل أيام السفير الروسي للاحتجاج الرسمي. إذ أن التركمان يمثلون «صوت تركيا» في المعارضة وتريد حماية هذه الأقلية. قد تكون هذه رسالة لروسيا تقول «كفوا عن ضرب التركمان».

إضافة إلى ذلك يبدو أن تركيا لا ترى بعين الرضا جولة الرئيس فرنسوا هولاند بين القطبين الأميركي والروسي في محاولة لإنشاء تحالف لمحاربة داعش، والتغيير الطفيف الذي طرأ على موقف فرنسا من مصير الرئيس الأسد بعد الهجمات الإرهابية في باريس ووضعت محاربة داعش على رأس أولويات باريس حليف تركيا القوي. إذ أن رغبة هولاند القوية قد يرافقها بعض التنازلات لبوتين وهو ما لا تريده أنقرة خصوصاً وأن تدخل روسيا العسكري قلب موازين كانت لصالح المعارضة السورية.

لا خلاف على أن داعش ضرب في تركيا كما ضرب في باريس إلا أن الجيوستراتيجية المبدأية تفرض على أنقرة أن تكون حاضرة بقوة حول المسألة السورية لأي حل مستقبلي، وبالتالي فإن تنظيف جبل التركمان من المعارضة المسلحة يقطع صلة الوصل بين تركيا والمعارضة المسلحة في الغرب فيما يحتل الأكرد شرق الحدود وتقع حلب في الوسط حيث تعتمد الكتائب المقاتلة على دعم غربي أكثر منه تركي.

بالطبع لن تكون ردة فعل بوتين على إسقاط الطائرة رداً عنيفاً يمكن أن يعطل مساره نحو إقامة تحالف واسع لمخاربة داعش يكون بمثابة «اعتراف بدوره في سوريا»، وقد جسد ذلك تصريح السفير الروسي في باريس حين دعا «لإنشاء هيئة أركان مشتركة لمحاربة “داعش” بمشاركة فرنسية وأميركية وتركية». ولكن ليس يعد باستطاعة الرئيس الروسي أن يتجاوز إسقاط طا

بعد إسقاط الطائرة باتت مهمة هولاند أصعب بكثير حيث أنه كان يسعى لإنشاء تحالف يشمل تركيا وروسي فهو بات يسعى لعقد «صلح» بين الدولتين ما يمكن أن ينعكس بالمزيد من التعقيدات في مسار الحل السياسي، خصوصاً وأن قبول المعارضة الذهاب إلى هذا الحل في الشروط مخلفة لما كانت تريده مرده التدخل العسكري الروسي بدرجة أولى، أما اليوم أمام ما بدا وكأنه يوجد نقاط الضعف في «حملة السوخوي» قد يدفع تلك المعارضة لبعض التصلب تجاه مطالب بوتين السياسية.