- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هولاند- بوتين: نتائج باهتة للقاء فاتر

Capture d’écran 2015-11-26 à 23.59.59باريس – بسّام الطيارة

فرانسوا هولاند الرئيس الفرنسي في روسيا في سياق «حراك ديبلوماسي مكثف» يقوم به سعياً وراء إنشاء تحالف واسع لضرب داعش بعد الهجمات الارهابية على باريس. وقد بدأت الحراك بلقاء ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني ثم انتقل إلى واشنطن للقاء باراك حسين أوباما وبعد ذلك عاد والتقى بأنجيلا ميركل قبل أن ينتقل إلى موسكو للقاء فلاديمير بوتين. وهذه المحطة الأخيرة هي كما ذكر مصدر مقرب من الرئاسة «المحطة الأصعب».

بين هولاند وبوتين العديد من نقاط التباين إن لم نقل الخلاف وما يجمعهما هو فقط كلمتين «محاربة الإرهاب». على طاولة اللقاء تم فتح ملفين: سوريا وأوكرانيا، ولكل ملف تشعبات كثيرة، وكل من الزعيمين يرى ما يهمه منها ويتجاهل ما يعاكس تطلعاته.

في الملف السوري نقاط التوافق هي لا تتجاوز النقطتين: الاتفاق على ضرورة محاربة داعش وضرورة «البحث » في حل سياسي.  وقد جسد بوتين هذا بقوله «اتفقنا مع هولاند على التعاون في مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات حول ذلك. وجاء رد هولاند بتأكيد هذه الضرورة وتحديد مثال على ذلك بقوله «حاملة الطائرات الفرنسية “شارل ديغول” وصلت إلى سواحل سوريا للمشاركة بفاعلية أكبر في مكافحة الإرهاب» وتابع «اتفقت مع الرئيس بوتين أن نقوم بإنزال الضربات ضد “داعش” والتنظيمات الارهابية».

نقاط الخلاف والتباين متعددة: تحديد المجموعات الارهابية، وضرورة عدم ضربها. ومصير الرئيس السوري. فرغم ظاهر الكلام إلا أن عدم تحديد بوتين داعش بالاسم والاكتفاء بتوصيف «الارهاب» بشكل عام يدل على عدم التوصل لاتفاق بأن تكف روسيا عن ضرب التنظيمات الأخرى التي تحارب النظام السوري. وقد تجاوز هولاند في المؤتمر الصحفي هذا التفصيل وأعاد تكرار استهداف داعش عدة مرات بقوله أن الاتفاق تم على «ضرورة البدء بتدمير مصادر تمويل “داعش”»  وذلك بضرب الشاحنات التي تنقل النفط المهرب من قبل التنظيم ومعامل التكرير الواقعة تحت سيطرته. ورد بوتين بقوله «في قمة العشرين أبرزت صورا للصهاريج التي ينقل بها “داعش” النفط إلى تركيا»، مضيفا «لا نرى أن السلطات التركية تقوم بحرق وإتلاف النفط المهرب عبر اراضيها»، في رد غير مباشر على ما إدعاه الرئيس التركي بأن سلطات بلاده تقوم بحرق النفط المهرب عبر أراضيها.

التوافق الوحيد الذي جاء بشكل «هدية لهولاند» حتى لا يعود صفر اليدين كان حول التنسيق وتبادل المعلومات فقد أعرب هولاند عن رغبة باريس بأن يكون «هناك تنسيق وتبادل للمعلومات الاستخبارية لمواجهة “داعش”».  وكان بوتين قد أبدى الاستعداد للتعاون مع التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، موضحا بالقول «نتعاطى باحترام مع التحالف الذي تقوده واشنطن» ولكنه استطرد قائلاً «ولكن شركاءنا غير مستعدين لتحالف أوسع».

ولمح بوتين إلى حادث اسقاط القاذفة الروسية ومقتل أحد طياريها حين رفض بشكل حاسم «تكرار استهداف القوات الروسية من قبل أعضاء في الحلف». و تابع بوتين: «كنا ننظر إلى تركيا كدولة جارة وصديقة، إلا أن ذلك يتم تدميره»، معبرا عن تعجبه بالقول «لم نكن نتوقع أن نتلقى ضربة من طرف طالما اعتبرناه حليفا لنا في محاربة الارهاب»، وبرر بذلك  نشر منظومة إس 400 في سوريا. وقد دعا هولاند إلى تخفيض التصعيد بين روسيا وتركيا وتركيز العمل على محاربة “داعش”.

وبالنسبة للعمليات العسكرية في سوريا قال بوتين «إن وجودنا العسكري في سوريا هو لمنع وصول الإرهابيين إلى بلادنا» وشدد على أن الجيش السوري حليف موسكو الرئيسي في الحرب ضد الإرهاب. وأشار إلى وجود «شكوك حول وجهة الشحنات العسكرية التي يتم تقديمها لجماعات مسلحة في سوريا».

التباين إن لم نقل الخلاف الأكبر بين بوتين وهولاند هو حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد، رغم الاتفاق على ضرورة حل سياسي. فأشار بوتين إلى أن «اقتلاع الإرهاب من سوريا سيسمح بالتوصل إلى تسوية سياسية طويلة الأجل فيها»، معبرا عن استعداد موسكو للتعاون مع أي «جماعة سورية جاهزة للانخراط في مكافحة الإرهاب». أما حول الأسد فقد أكد بوتين أن ذلك «يحدده الشعب السوري بنفسه»، في حين أن هولاند كرر موقفه من أن «بشار الأسد لا مكان له في مستقبل سوريا».

وقد فتح هولاند ملف أوكرانيا حين قال إنه تحدث مع الرئيس الروسي حول « ضرورة تنفيذ اتفاق مينسك»، في إشارة مباشرة إلى العقوبات التي أقرها الاتحاد الأوروبي على روسيا، التي من المؤكد أنها كانت على طاولة المفاوضات. فهولاند بحديثه عن اتفاق مينس يجيب معارضته الداخلية التي تطالب برفع العقوبات عن روسيا لتسهيل إقامة تحالف في الملف السوري. وهذه الإشارة تدل على أن لا اتفاق بين بوتين وهولاند في الملف السوري يسمح بانفراج في الملف الأوكراني.