- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

تركيا ترفض الاعتذار من روسيا

رفض رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو يوم الاثنين أي تلميحات بأن على أنقرة الاعتذار لروسيا عن إسقاط طائرتها الحربية الأسبوع الماضي بعدما حازت تركيا دعما قويا من حلف شمال الأطلسي بشأن حقها في الدفاع عن نفسها.

وبعد ستة أيام على قيام تركيا العضو في حلف الأطلسي بإسقاط المقاتلة الروسية في اول حادث من نوعه منذ الحرب الباردة ذهبت الدعوات للتهدئة أدراج الرياح حيث رفضت أنقرة التراجع عن موقفها وردت روسيا بفرض عقوبات عليها.

وقال داود أوغلو للصحفيين بعد اجتماع مع الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج في مقر الحلف في بروكسل “لا يحق لأي دولة أن تطلب منا الاعتذار”.

وأضاف “إن حماية حدودنا البرية ومجالنا الجوي ليس حقا فقط. إنه واجب.” وتابع “نحن نعتذر عن ارتكاب أخطاء لا على قيامنا بواجبنا.”

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 26 نوفمبر تشرين الثاني إنه ينتظر اعتذارا من تركيا على اسقاطها مقاتلة روسية من طراز (سوخوي – 24) عند الحدود السورية التركية.

كما قال بوتين إن روسيا أبلغت الولايات المتحدة بمسار الطائرة الحربية وهو أمر نفاه ممثل الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي يوم الاثنين قائلا إن التعاون الأمريكي الروسي مقصور على قواعد أشمل تتعلق بإجراءات السلامة.

وقال السفير الأمريكي لدى الحلف دوجلاس لوت للصحفيين “البيانات الأمريكية التي اطلعت عليها تدعم الرواية التركية للأحداث. الطائرة كانت في تركيا واستهدفت في تركيا وتم تحذيرها مرارا.”

وأضاف “لم تكن هناك أي خطط طيران تنتهك المجال الجوي لحلف شمال الأطلسي.”

ونبه داود أوغلو بعد لقائه أمين عام حلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرج ونيله دعما حازما من الحلف لحق بلاده في الدفاع عن نفسها إلى أن مثل هذه الحوادث قد تستمر في الوقوع ما دامت روسيا والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية يعملان بشكل منفصل.

وقال داود أوغلو في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية “إذا كان هناك تحالفان يعملان ضمن المجال الجوي نفسه ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام فسيكون من الصعب الحيلولة دون تكرار حوادث من هذا النوع.”

وسعيا لتهدئة الوضع دعا ستولتنبرج إلى الاتفاق مع موسكو على اجراءات جديدة طارئة لتجنب اندلاع صراع جراء أي حادث عرضي سواء خلال الغارات في سوريا أو خلال مناورات تجريها روسيا وحلف الأطلسي.

من المتوقع أن يناقش وزراء خارجية حلف الأطلسي اجراءات بهذا الصدد خلال اجتماع في بروكسل يومي الثلاثاء والأربعاء في الوقت الذي تقترب فيه الأنشطة العسكرية الروسية -الممتدة من البلطيق إلى الشرق الأوسط- من حدود الحلف وأحيانا ما تضل طريقها فوق تلك الحدود.

واقترح ستولتنبرج إحياء المعاهدة التي ابرمت بعد فترة الحرب البارد والمعروفة باتفاقية فيينا والتي تحدد اللوائح الخاصة بالمناورات التي تجرى على نطاق كبير والأنشطة العسكرية الأخرى وكذلك الخطوط الساخنة وقنوات الاتصال العسكرية الأخرى.

وقال ستولتنبرج “يجب تحديثها نظرا لاحتوائها على عدة ثغرات.”

وشدد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون يوم الاحد على التنسيق مع روسيا الذي اتاح لإسرائيل تجنب ردود فعل غاضبة بعد أن ضلت مقاتلة روسية في المجال الجوي السوري طريقها إلى مجال جوي تسيطر عليه إسرائيل لكنها عادت أعقابها بعد مشاورات بين البلدين.

وأضر إسقاط الطائرة الحربية الروسية بعلاقاتها مع تركيا وكذلك بمساع دبلوماسية تقودها فرنسا تهدف لإدخال موسكو في تحالف دول يسعى لتدمير تنظيم الدولة الإسلامية من خلال عمليات عسكرية في سوريا.

وبينما تقول روسيا إنها أيضا تستهدف هذا التنظيم المتشدد فإن معظم غاراتها شملت معارضين للرئيس السوري بشار الأسد وبينهم من تدعمه تركيا.

وقال ستولتنبرج “قصفهم يتم في مناطق لا وجود فيها لتنظيم الدولة الإسلامية على الإطلاق.”