- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

قمة المناخ رافعة انتخابية انقلبت على هولاند

BT 2015نقطة على السطر

بسّام الطيارة

كانت باريس اليوم عاصمة العالم للمناخ ولكن أيضاً للمسألة السورية…. ولكن المسألة السورية كانت حاضرة بقوة. وقد غطت اللقاءات حول سوريا جهد فرنسوا هولاند الرئيس الفرنسي لتوجيه اهتمام مواطنيه لأزمة الأرض المناخية …
ورغم تفهم الفرنسيين للمخاطر المحدقة بالمناخ والأرض بفعل الاحتباس الحراري، إلا أن التوقيت جاء في غير محله هذه الأيام . هولاند أراد لقمة المناخ أن تكون قبل أيام من الانتخابات المناطقية فجاءت الهجمات الإرهابية لتخلط رأساً على عقب حساباته. ولا بد أنه نادم اليوم على هذه التقاطع بين الإرهاب وقمة المناخ.
الإعلام وإن غطت صفحاته الأولى أخبار القمة، إلا أن متابعة التحقيقات والملاحقات شكلت حيزاً من اهتمام المواطن الفرنسي، خصوصاً وأن الصحف سلطت الأضواء على ضعف الأجهزة الأمنية، والنقص الفادح في إمكانياتها بفعل سياسة التقشف التي يتبعها هولاند. ،مما يزيد من ضيق المواطن الفرنسي عندما يسمع يسمع بطروحات لدفع بمئات المليارات لمحاربة الاحتباس الحراري.
وقد أضافت الاجراءت الشديدة  لتأمين تنقلات ١٥٠ رئيس وزعيم ورئيس دولة في باريس وضاحيتها الغربية والشمالية، مزيداً من الضيق لدى هذا المواطن الفرنسي الذي ينحصر تفكيره الآن بمسألة الأمن والأزمة الاقتصادية التي تضاعفت بفعل الأعمال الإرهابية.

وفي خضم كل هذه التوتر يبرز تلبك السلطات في معالجة الشرخ الذي يتسع في بين مكونات المجتمع الفرنسي وردم الهوة بين المسلمين المواطنين والمقيمين، وغير المسلمين، نتيجة عدة عمليات استهداف للمواطنين المسلمين من قبل المتطرفين واليمن المتطرف. فقد هدد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف قبل أيام بمحاربة الإسلاموفوبيا وكل من يؤجج المشاعر ضد المسلمين، ولكنه بالأمس (الأحد) حث ممثلي الجالية المسلمة بفرنسا إلى محاربة الأفكار المتشددة «القاتلة» وهي الكلمات التي يستعملها اليمين المتطرف ودعا للاستعانة بإسلام مستنير وكأنه يقول إن الإسلام اليوم في فرنسا كله غير مستنير.

بالطبع لا تغيب انتخابات يوم الأحد عن هذا الخطاب المتلبك.