- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

فرنجية رئيسا مع وقف التنفيذ

najat-charaf-dineنجاة شرف الدين

كانت مفاجأة الخطوة التي تم الاعلان عنها بلقاء باريس بين الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية ، وما تبعها من كلام،  ولو غير رسمي حتى الآن ، عن ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية بعد أكثر من سنة  ونصف على الفراغ الرئاسي . الخطوة ولو لم تكن بعيدة عن التحقق بسبب وجود فرنجية في نادي المرشحين الأربعة الأقوياء ، والذين تم التوافق وبرعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على إعتبارهم يمثلون حيثية في واقعهم مما يجعلهم مؤهلين لموقع الرئاسة ، إلا أنها أثارت عاصفة من الردود بين الحلفاء والخصوم .

المفاجأة الحدث لم تهدأ، وهي أطلقت العديد من القراءات والتحاليل المرتبطة بالتطورات الداخلية كما الخارجية ، من اللقاء الإيراني السعودي عبر وزيري خارجية البلدين على هامش إجتماعات فيينا الأخيرة وتداعياته، الى الترشيح الأميركي عبر السفير ديفيد هيل ، وصولا الى الأسباب الداخلية المرتبطة بحاجة الرئيس الحريري للعودة الى لبنان وإستعادة دوره في الساحة السنية وتوحيد الاصطفافات المستقبلية داخل التيار ومحاولة تسوية أوضاعه المالية التي تفاقمت بغيابه عن البلاد ، وفي ظل عدم وجود أفق أو  أي بدائل متاحة لإحداث إختراق في ملف الرئاسة ، إختار الحريري الذهاب الى ما إعتبره مبادرة وطنية للإنقاذ ، والدعوة الى الإلتقاء في منتصف الطريق من أجل إنجاز الاستحقاق وتشكيل الحكومة يكون الحريري على رأسها ويتم البحث في قانون الانتخاب .
المبادرة الحريرية الآتية بغطاء سعودي ، رد عليها العماد ميشال عون والذي يترأس أكبر كتلة مسيحية في المجلس النيابي ، بصمت سياسي تزامن مع فترة عزاء بسبب وفاة شقيقه . أما الحليف المسيحي وأحد أركان الرابع عشر من آذار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فتراوحت مواقفه بين الصمت والخلوة والإحساس بالطعن ، وهو يدرس خياراته بعد أن قُطعت عليه الطريق لتجاوز الحريري الى المملكة . فيما رئيس حزب الكتائب والحليف أيضا للرئيس الحريري النائب سامي الجميل فتتراوح مواقفه بين التأييد المشروط والسلة المتفق عليها إضافة الى شخص الرئيس. وحده البطريرك الراعي الذي أراد أن يتلقف الفرصة دعا للقاء الزعماء الأربعة في بكركي وتسمية الرئيس .

في الجانب الآخر، النائب وليد جنبلاط المتحمس للتسوية والذي عمل على حياكتها ، كان أول من أولم على شرف الرئيس المقبل في منزله في كليمنصو وأبدى إستعداده لتذليل العقبات ضمن الامكانات . أما رئيس مجلس النواب نبيه بري والشريك الصديق لجنبلاط في حياكته،  فهو يعمل على ترتيب الأجواء المجلسية المرافقة على إيقاع الإعلان الرسمي المنتظر . يبقى الصامت الأكبر هو حزب الله الذي يكتفي بإيصال الرسالة بدعمه الجنرال ميشال عون ولا يخف تحالفه الدائم مع رئيس تيار المردة . الحزب كان أول من دعا وعلى لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله الى تسوية عبر رزمة متكاملة وسقفها إتفاق الطائف وهو ينتظر التبني الرسمي وموقف العماد عون ليبني على الشيء مقتضاه وهو ما سارع الحريري الى تلقفه كي لا نذهب  الى تغيير في النظام عبر المؤتمر التأسيسي .

صحيح أن فرملة حصلت في الساعات الأخيرة واستبعدت التوصل الى توافق قبيل نهاية العام ، وصحيح أن المعترضين على ترشيح فرنجية في الجانبين الثامن والرابع عشر من آذار بحاجة  لضمانات تبدأ في قانون الانتخاب ولا تنتهي في الثلث المعطل في الحكومة ، إلا أن ما قبل الاعلان عن الترشيح لن يكون كما بعده ، وهو كرس مرشحا ينتمي الى صف ” الممانعة”  بالمعنى السياسي الأشمل والى الثامن من آذار بالمعنى الضيق . فرنجية رئيسا اليوم في انتظار إستكمال الاتصالات واللقاءات التي تزيل العقبات من أمام وصوله الى قصر بعبدا، والتي ستأخذ مداها الزمني ولكن مع وقف التنفيذ .