- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هل العلاقة بين الجنس والإرهاب وراء نص لسلوى النعيمي اليوم ؟

برهان العسلباريس – بسّام الطيارة

لماذا أعادت الكاتبة سلوى النعيمي مقطع من كتابها الشهير «برهان العسل» (الصادر عام ٢٠٠٧) على صفحتها الفيسبوكية؟ لا يمكن أن تكون عملية «إعادة التدوير» هذه مجرد نزوة أو بسبب شح لدى الكاتبة، غزيرة الانتاج أفكاراً ونصوصاً. إذا وراء هذا النص الملقى اليوم على صفحتها سراً من الصعب سبر غوره وإن كانت أحداث العالم المحيطة بنا يمكن أن تعطي بصيص إجابة.

المقطع صغير ولكنه يحمل معان كثيرة يمكن اسقاطها على الوضع الحالي في عالمنا «العربي الاسلامي الرجولي». فهي تتحدث عن /كسر العقد الاجتماعي/ في حين أن قوى ظلامية تحاول عكس هذا تكبيل المجتمعات العربية الإسلامية. الوضع اليوم يبدو مربكاً لا إجابة لدى العلماء لما يمكن أن يكون عليه الحل لوقف الهجمة الظلامية التي بدأت تمتد إلى الغرب أيضاً.

هل رأت سلوى النعيمي أن هذه الهجمة الظلامية نبتت وتم استنساخها من غياب الحرية الجنسية حتى تعود وتنبش نصوصاً قديمة وترميها في وجه كل من لا يرى «علاقة بين عامل الجنس لدى العرب والمسلمين والأعمال الإرهابية»؟

قد يبدو الأمر في الحقيقة حلاً أن نقول للإرهابيين هيا إلى «الجنس لعلكم تتوبون». لربما هذه الفكرة مرت في اللاشعور لدى سلوى النعيمي فحملت هذا المقطع من الكتاب إلى الفيسبوك الذي كان انتشاره محدوداً يوم صدر كتابها.

استفزاز يراد منه دواء.

استفزاز موجه بشكل عام للذكور الفاعلين وللذكور الخاملين، وكأنها اكتشفت أن الجالسين في المقاهي /من دون نساء/ مثلهم مثل الذين يقتلون ويرهبون لغياب النساء من حياتهم. هذه الأحلام المبطنة داخل الانسان العربي قادت لأن يأخذ المجتمع العربي هذا «الشكل الاجتماعي اليوم»، هذه الأفعال الموجودة بالقوة وليس بالفعل هي التي رسمت ونحتت هذه المجتمعات والتي أولدت ما نراه اليوم. لعل هذا ما دفع النعيمي لنفض الغبار عن نص جميل قديم لم يعتق مع الزمن لأنه يحمل ما هو  حاضر حي في هذه المجتمعات.

اقرأوا ماذا كتبت النعيمي في عام ٢٠٠٧ وحاولوا استقراء ما كان يمكن أن يحصل اليوم وغداً لو لم يكون حال الذكور كما كتبت.

//ماذا سيخطر لهؤلاء الجالسين حولي لو يقرؤون ما أكتب ؟ماذا سيخطر لهؤلاء عندما يكتشفون أني كسرت العقد الاجتماعي الذي يقره الجميع؟ انتهكت قانون التقية الذي يطبقونه؟ فضيحة. هذا ما كانت تخبئه خلف ضحكاتها؟ كنت واثقاً أن تحت السواهي دواهي، أن تحت القشرة الاجتماعية فلتانة من الدرجة الأولى. كنت واثقاً .

كم واحداً منهم سيعلنها إعلان العارف ببواطن الأمور؟

تتعالى الضحكات وهم يمضغون ويشربون في المطعم الباريسي. لم أرهم في جلسة كهذه إلا وحيدين من غير زوجاتهم، حتى في بلادهم.

أين زوجاتهم ؟

تذكرت مشهداً في فيلم لفاتح أتكين. يقول فيه البطل للأتراك المجتمعين حوله يخططون للذهاب إلى الماخور: لماذا لا تنيكون زوجاتكم ؟ يبهتون، يعتبرونها إهانة وينقض عليه أحدهم ليضربه.

على الأقل لا يتظاهر هؤلاء الأصدقاء بالوقار والعفة والاحتشام . من المؤكد أن الحرية في الكلام نوع من الحرية الجنسية. من قال إن «الحكي ببلاش » وإن الكلام مجاني، وإن من يتكلم لا يفعل، وإن الكلام تعويض عن الفعل. هذا كله ليس صحيحاً. الكلام عن الجنس بعضٌ من الطاقة الجنسية. أتذكر جارتنا المثيرة في دمشق وكلماتها المبطنة، وأمي التي تستمع إليها وتضحك بحرج وتعتبرها مجنونة دون مخ. كنت صغيرة وما كنت أفهم نصف ما تقول ولكنني كنت أشعر بحرارة ما تحيط بها كهالة القديسين، تحرق الآخرين حولها، تخاف منها النساء وتثير قلق الرجال.//