- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

كلّ الخطوط تمرّ في “غرينيتش”

منة اللهمنة الله

التدخين يقتل.. و كذلك الملل.

أن تبدو النهايات كلّها متشابهة، فهذا يعني بأنّ “نظرية التطوّر” ليست محض هراء.

ليس أنّ داروين كان معتوهاً أو ما شابه. لكن لنكُن واقعيّين، لا نعرف عن الرجل سوى “نظرية التطوّر”، حتى أنّنا أطلقنا عليها إسماً غريباً: “نظرية الإنسان القرد”.

لنَعُد إحدى و عشرين قرناً إلى الوراء، لا قبل ذلك بكثير، و لنفترض بأنّ القرد كان إنساناً، أو الإنسان قرداً، كلاهما سيان .. لأنّ نظرية

التطوّر “دورية” .. حيث تتشابه النهايات، ماذا نجد؟

نجد بأنّ القرد كان يستيقظ مبكراً، يحصي أولاده بجانب أنثاه الضخمة، ثم يدخل الأدغال مذعوراً، غاضباً، لا “قهوة صباحية” لا “سيجارة” تهدّئ من روعه. لم تكن البرازيل و كوبا موجودتيْن حينها.

كانت المياه تغمر اليابسة.

ثمّ تبدأ رحلة البحث عن الفريسة. عادة تكون الفريسة أصغر حجماً، إلا أنّ القرود كانت تطمع بما لا تعرفه. ثمّ ينتهي بها الأمر مكتفية “بالموز”.. من هنا جاءت تسمية “جمهورية الموز” .. كل الجمهوريات قامت على “موزة” …..

داروين كان عبقرياً !

و بعد مضيّ الوقت، يعود بجعبة فارغة إلى أولاده الأربعة .. و أنثاه الجائعة. فيلتهمون الصغير، لأنّه الأصغر حجماً .. ليس إلّا ..

حينها لم تكن اللحوم معلّبة، و لا تاريخ إنتهاء الصلاحية بعد سنة من تاريخ الإنتاج. الأسواق كانت حرّة للغاية. الأقوى يأكل .. و الضعيف يؤكل..

التوازن البيئي…… هذا كلّ ما في الأمر. السلسلة الغذائية لا تحدّدها رغبة قرد طموح … و العالم بألف خير.

عودة إلى القرن الحادي و العشرين. من فينا لا يعود إلى مضجعه بجعبة فارغة؟

الإنسان ليس قرداً حتماً، و داروين اكتفى بعلم “التشريح” و تسمياته المملّة. لكن العالم لم يختلف فعلاً. الأسواق ما زالت حرّة للغاية، و الحيتان تسبح على السطح لأنّ الأسماك الصغيرة في الأعماق.. لا تجيد السباحة..

العالم بألف خير.

التوازن و “الكونتراست” بين أبيض و أسود لم تخترقه لمسة فنان مجنون..

داروين كان فناناً مجنوناً.. و كذلك “موزارت” … المقطوعة لا تكتمل إلا بنهاية غير اعتيادية.. تتشابه مع مقطوعات أخرى غير اعتيادية..

لاحِظوا اتجاه هوليوود نحو النهايات غير الإعتيادية..

كلّه سيّان .. لدرجة الملل,

البعض يفضّل أن ينفث الملل مع الدخان.. و البعض الآخر يمزجه مع كميّة كافيين مُبالغ بها… و يبتلعه بجوع بالغ … لأن الجوع لا يشبعه الطعام المُعلّب… ثم هناك جزء أخير .. يبدع في خَياراته فلا يسلك “الطريق السريع” .. و يرسم خارطة وفقاً لمزاجه السيء..

كل الأمور بلغت أشدّها في الآونة الأخيرة.

حتى أنّ لندن أصبحت مملّة .. التبضّع في باريس مضيعة للوقت و المال.. و ال “باستا” في ايطاليا، تقدّمها مقاهٍ رخيصةٍ في العالم الثالث.

و غرينيتش لم تكن يوماً محور الأرض، لأنّ الأرض تدور حول محورها… غرينيتش تدور أيضاً … و من المنطقي الإعتراف بأنّ الخطوط و إن مرّت كلّها في غرينيتش، لا يعني بأنّها تتقاطع في الوسط..

كنظرية التطوّر تماماً، صورة الإنسان كامل البنية، صاحب العضلات المفتولة (بفعل كميات زائدة من البروتيين “المعلّب”).. لا يتموقع في الوسط تماماً لأنه محور التاريخ !

التاريخ لا يتمحور حول نظرية مجنون …

و كذلك الأرض لا تدور حول غرينيتش .. و لندن كما هي مملّة و ضبابية.. و ما تروّجه الأسواق الحرة و الشركات الضخمة، هو نتيجة تضخّم في الشرايين الحيوية… و الوقت سيثبت ذلك … كذلك “وصية الأمير وليام” بعد موته..

ابحثوا عن “مايكل هارت” …. كرومويل … جون لوك ………………. و …… الملكة اليزابيث … الأولى ..