- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

طالبان يحاصرون الجيش الأفغاني

تواصلت المعارك الثلاثاء في منطقة سانجين في جنوب أفغانستان، حيث تم مد الجنود المحاصرين من قبل مقاتلي طالبان بالذخيرة، بالإضافة إلى إرسال قوات بريطانية “لتقديم المشورة” للجنود الافغان.

ويبدو الجيش الأفغاني وحيدا هذا العام في جنوب البلاد، خصوصا مع عدم إمكانية الاعتماد على حلفائه من حلف شمال الأطلسي في الميدان، منذ نهاية مهمتهم القتالية قبل عام تماما.

وتمكن المتمردون من السيطرة على مساحات كبيرة من ولاية هلمند، إحدى معاقلهم، حيث منطقة سانجين التي تعتبر مركزا مهما لزراعة الخشخاش.

وتواصلت المعارك الثلاثاء، لكن “كبرى مدن منطقة سانجين، ما زالت تحت سيطرة الحكومة”، بحسب ما أكد نائب حاكم هلمند محمد جان رسوليار.

وتم إلقاء مواد غذائية وذخيرة للجنود، إذ أن الطرقات أصبحت مقطوعة بسبب قيام طالبان بزرع ألغام، بحسب ما أفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية محمد ردمانيش.

وفر بعض السكان من المنطقة. وقال حاجي عبد القادر لوكالة فرانس برس إن “قذيفة سقطت في بيتي وأصيب اثنان من أطفالي بجروح. لقد نقلناهما إلى مركز الطوارئ في لشقر جاه” كبرى مدن ولاية هلمند.

وأشار إلى أن حركة طالبان أعدمت اثنين من رجال الاستخبارات وضابطا في الشرطة في ساحة عامة، بعد سيطرتها على عدة مبان حكومية في سانجين.

وهذا السيناريو يعيد إلى الأذهان السيطرة المؤقتة لطالبان على مدينة قندوز في شمال أفغانستان نهاية أيلول/سبتمبر الماضي، ما شكل نكسة كبيرة للجيش الأفغاني والرئيس أشرف غني.

ولدعم الجيش الأفغاني، قررت لندن إرسال “قوة صغيرة” من الجنود البريطانيين الذي وصلوا إلى هلمند، بحسب ما أشارت وزارة الدفاع البريطانية.

وانسجاما مع المهمة الجديدة لحلف شمال الأطلسي، ستقوم القوات البريطانية بـ”تقديم المشورة” للجنود الأفغان، و”لن تخوض معارك ولن ترسل خارج قاعدة” شوراباك، قاعدة “كامب باستيون” السابقة حيث كانوا متواجدين حتى تشرين الأول/اكتوبر العام 2014 تاريخ انتهاء مهمتهم القتالية في أفغانستان.

ويوجد نحو 450 جنديا بريطانيا ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان.

ولمنطقة سانجين أهمية رمزية بالنسبة إلى القوات البريطانية والأميركية التي كافحت لسنوات للدفاع عنها.

ورغم انتهاء مهمة “الأطلسي”، إلا أنه ما زال هناك 13 ألف جندي أجنبي، يشكلون أهدافا بالنسبة إلى حركة طالبان.

فالاثنين، قتل ستة جنود أميركيين من الحلف الاطلسي في هجوم انتحاري لطالبان على دورية قرب قاعدة باغرام في شمال كابول.

ولكن بالتوازي مع هذه المعارك العنيفة، يبدو أن الرئيس الأفغاني يريد استئناف الحوار مع طالبان من خلال إعادة إحياء عملية السلام المتوقفة منذ الصيف الماضي، بعد إعلان وفاة زعيم طالبان السابق الملا عمر.

وقال مسؤول باكستاني في اسلام آباد لوكالة فرانس برس إن قائد الجيش رحيل شريف سيزور كابول في الأيام المقبلة في محاولة لإحياء المفاوضات.

لكن المحلل الافغاني هارون مير اعتبر الأمر حلما بعيد المنال، لأن هجوم هلمند يظهر أن “مقاتلي طالبان غير مستعدين مثل الحكومة الأفغانية للجلوس إلى طاولة المفاوضات”.

وأضاف “أو ربما يريدون تسجيل انتصارات عسكرية والاستيلاء على المزيد من الأراضي ليصبحوا في موقع تفاوضي قوي”.