- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

سمير القنطار الأسطورة.. والدين الثقيل

منيب العياش

سمير القنطار، هذا الشاب الصادق النبيل والشجاع الذي قرر أن يخرج للثورة من أجل نصرة المظلوم، لم يكن يعلم أنه سوف يأتي يوم ليقف عند أقدامه التاريخ، ليستمد من مآثره بطولات وتضحيات. لعل استشهاده نقطة التحول التي ترمز إلى عناوين جديدة لمرحلة جديدة. فلهذا اليوم هنا عنوان “سمير القنطار الأسطورة والدين الثقيل”، حيث يصبح كل مستضعف في هذا العالم يحمل ديناً للقنطار.

فلسمير دين على فلسطين، كقضية التزم بها وأتقن النضال من أجلها منذ الصغر، ولم يخلف بوعده قط لها. ولعميد الأسرى العرب دين على الدروز المناضلين، وبالأخص الزعماء الذين توالوا على مدى سنوات مهللين باسم القضية الفلسطينية. ولكنهم تخلوا عن القضية وعن سمير ليمكث في داخل المعتقل سنوات طويلة. كما أن لسمير دين على طائفة الموحدين لمصلحة الطائفة الشيعية في لبنان، التي لم تخلى لا عن سمير ولا عن القضية، إنما بادرت وجاهدت وقدمت الكثير لأجل تحريره من الاعتقال.

هي مديونية للمناضل الشهيد قبل اغتياله وبعده. ولعل المسألة تعقدت أكثر وتشعبت وبالتالي تراكم حجم الدين الذي ستدفعه “إسرائيل” بشكل مضاعف وبالجملة.

فحركات النضال الفلسطينية المسلحة ستثأر لسمير، و”حزب الله” قطعاً وبقوة سيثأر له، كذلك المناضلون الدروز الذين في حال لم يثأروا لسبب أو لآخر فالدين سيتضاعف، خصوصاً أن من سيثأر لهم وله هو “حزب الله”.
وفي حال تخلف الدروز عن الأخذ بالثار فعندها سيصبحون متخلين عن بطلهم ثلاث مرات، مرة عن سمير المعتقل ومرة عن سمير المحرر ومرة عن سمير الشهيد. وبالتالي ستكون تلك وسمة يسجلها التاريخ على الطائفة ولا أظنهم يحملون وزرها. أما أن يكون الدروز شركاء في الثأر ضمن عملية عسكرية، أو أصحاب مبادرة مستقلة فحينها ستكون نقطة لصالح “حزب الله”، لأنهم استُدرجوا للقتال ضد “إسرائيل” ولم يكتفوا بالتأييد والولاء للمقاومة من بعيد.