- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

العربية والغزال… الأميركي

linaلينا جزراوي
لم أصدّق عينيّ وأنا أرى المشهد ، ففي زيارتي الوحيدة لأمريكا ، و أمام شُبّاك غُرفتي ، كان غزالا رشيقا واقِفا أمامي ؛ أغمضت عينيّ وفتحتهما من جديد لأتكد أني في عِلم ولست في حلم فلم يحدُث أن رأيت غزالا مُتجسّدا أمامي . هرولت مُسرعة الى الحديقة لأقطع الشكّ باليَقين ، فوجدت نفسي أمامه وجها لوجه ، وكُنت كلما اقتربت منه خطوة ، يقترب أكثر ، وبعينين حانيتين نظر اليّ و اقترب حتى لامس رأسه يدي . ثم اختفى فجأة ، فشعرت بانتِصار بني الانسان في داخلي ، يا لجُبنِه لقد فرّ خوفا ، وهذا طبيعي فأنا الأقوى ، أنا الانسان .

وما أن ألتفتّ لأعود أدراجي ، حتى رأيته بكامِل بهائِه ، يسير باتّجاهي مع عائِلته التي جَلبها من خَلف الأشجار ، غزالة كبيرة مع طفلين صغيرين عادوا ليُرحبّوا بي ، واقتربوا مني دون خوف أو تردّد ، دون خوف أو تردّد هذه الحيوانات تسير بين البشر بكامِل حُريّتها وطُمأنينتها ، والانسان عندنا مازال يحلُم بالحريّة داخِل حيطان منزِله ، والطّمأنينة وهمٌ جميل يُصلّي من أجل أن يناله.
——————————–
يا لطُمأنينة حيواناتهم و يا لبُؤسِ الانسان عِندنا !! ابتعدت سريعا قبل أن تقتُله غَيرتي ، أو تقتُلني أنا ، ومن وقتها لم أزُر أمريكا ، ولن أفعل