- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

سكان خورامشهر الايرانية يخشون الحرب

كانت مدينة خورامشهر، جنوبي إيران، من أغنى مدن البلاد، قبل أن تقوم قوات الرئيس العراقي السابق صدام حسين بتدمير مينائها في المرحلة الأولى من الحرب العراقية الإيرانية (1980- 1988).
وترك الذين لم يتحملوا الوضع المدينة الساحلية وتوجهوا لمدن أخرى، لكن الكثيرين اضطروا إلى البقاء في المدينة التي دمرتها الحرب. واستغرق إعادة تعمير الميناء تدريجيا أكثر من عشرين عاماً.
ولكن عندما بدأ سكان خورامشهر البالغ عددهم 140 ألف نسمة التعود على السلام، برزت مخاوف جديدة من حدوث مواجهة عسكرية في الخليج. فقد تجددت المخاوف في خورامشهر بعد تحذيرات أطلقها جنرالات إيرانيون بغلق مضيق هرمز في حالة فرض حصار نفطي ضد طهران، وإصدار الولايات المتحدة لتحذيرات مضادة بالمواجهة الحاسمة لمثل تلك الخطوة.
وقال رسول ف (58 عاما)، صاحب سوبر ماركت في خورامشهر، «لا، ليس مرة أخرى. لقد عدنا للحياة الطبيعية منذ فترة قريبة، ولا طاقة لنا لتحمل حرب أخرى». فالحرب الإيرانية العراقية لم تدمر وجود رسول فحسب، ولكنها حصدت حياة اثنين من أشقائه. وبالتدريج أعاد الرجل بناء حياته، وتزوج وأصبح لديه أطفال وبدأ يستمتع ببعض الهدوء.
ورغم أن أية مواجهة محتملة في مضيق هرمز من غير المحتمل أن تتسع لتشمل المدن الإيرانية على الخليج، فإن سكان خورامشهر يقولون، إنهم كانوا يعتقدون نفس الشيء قبل نشوب الحرب العراقية. وهم يشيرون إلى حكمة قديمة تقول “من يلدغ من الثعبان يخاف من الحبل”.
وقال المحارب القديم حميد صالحي «إن الحرب العراقية- الإيرانية بدأت أيضا بنزاع صغير حول حصة من منطقة شط العرب، ولكنها فجرت واحدة من أطول الحروب في التاريخ الإيراني» في إشارة إلى الخسائر الكبيرة والدمار الذي سببته الحرب طيلة ثماني سنوات.
وتضم خورامشهر متحفاً يعمل على تذكير السكان بما يدعونه «الحرب الإيرانية المقدسة» ضد العراق.
وغالباً ما يقوم المحاربون القدماء بزيارة المتحف لتذكر الأيام التي حررت فيها القوات الإيرانية الميناء ومدينة عبدان المجاورة من الإحتلال العراقي.
وقال المحارب القديم محمد رضا تقي بور «لقد أستعدناها حيث كان واجبنا الواضح هو تحرير أراضينا من الإحتلال العراقي”.
وكان تقي بور قد ذهب إلى الجبهة عام 1981، وكان عمره 15 عاماً. وعند نقله إلى إحدى المستشفيات للعلاج، أصيبت عربة الإسعاف التي تنقله بصاروخ عراقي. وقد فقد ساقيه الاثنين. وبالنسبة لتقي بور فإنه من “الأفضل فقدان الساقين من أجل قضية بدلاً من فقدانها في حادث سيارة”.
من جهته، قال علي أكبر علاف زادة، وهو محارب قديم أخر، ولا يزال يعاني بعد 24 عاماً من الحرب من تأثيرات هجوم كيماوي عراقي “أدعو الله ألا تكون هناك حرب جديدة، لقد كنت في الحرب منذ أعوام عديدة، وأعرف جيدا أنه حتى المنتصرين يدفعون ثمناً باهظاً لا يستحق دائما دفعه”.