- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لبنان: الأكثرية الجديدة تصارع أزماتها

محاولات الترقيع مستمرة

محاولات الترقيع مستمرة

بعد مرور «قطوع الكهرباء»، تواجه الأكثرية الجديدة في لبنان مأزقاً جديداً عنوانه هذه المرة علاقة “الجنرال” المتوترة بـ «البيك» (وليد جنبلاط) والنجيب (رئيس الحكومة نجيب ميقاتي)، في ظل اصرار رئيس  التيار الوطني الحر العماد ميشال عون على ابقاء منسوب التوتر السياسي المرتفع قائماً في البلاد بحجج مختلفة، ما دفع زعيم المختارة للتأكيد امام كوادر من حزبه أنه والجنرال “من غير الوارد أن يلتقيا في مكان سياسي واحد، أو ضمن رؤية سياسية متقاربة”، في حين حرص الحزب التقدمي الاشتراكي على التقليل من شأن الخلاف المستجد مع حزب الله، لافتاً إلى أن تصريحات جنبلاط الأخيرة حيال الوضع في سوريا او مسألة السلاح انما تنبع من رغبته في حماية مصالح البلاد.

أما الخلافات بين ميقاتي وعون فتكاد لا تعد ولا تحصى، بعضها مستفحل مرتبط برفض ميقاتي الانجرار وراء مطلب عون باقالة القيادات الأمنية، التي يرى فيها عون طيف الأكثرية القديمة، ويصر ميقاتي على الابقاء عليها لحسابات سياسية مرتبطة به.

خلاف آخر بين الرجلين يتمثل في تمويل المحكمة الدولية، اذ يسعى ميقاتي للترويج بين حلفائه الحكوميين لعدم قطع التمويل انطلاقاً من حرصه على مصلحة سوريا وعدم استجلاب  مزيد من الضغوط عليها من جهة، وحرصه على فتح الأبواب الموصدة أمام الحكومة اللبنانية دولياً.

وفي خضم هذه الأجواء، لا تزال تصريحات البطريك الماروني، مار بشارة بطرس الراعي، تلقي بثقلها على الساحة السياسية اللبنانية عموماً والمسيحية خصوصاً. وعلى الرغم من محاولة الراعي امتصاص ردود الفعل السلبية على مواقفه المؤيدة لاعطاء الرئيس السوري بشار الأسد فرصة اضافية للاصلاح، وتحذيره من الخطر على مسيحي الشرق، تلقى البطريك الماروني انتقادات جديدة كان أبرزها من نجل بشير الجميل، نديم. واستغل الأخير وجود المطران رولان أبو جودة، ممثلاً للكنسية المارونية، في الذكرى التاسعة والعشرين لاغتيال والده، ليؤكد أنه لم يكن يجب على “دولتنا أن تستزلم لنظام الاسد في مجلس الامن والجامعة العربية وأن تقوم بالدفاع عن مجازر ترتكب بحق شعب يطالب بالحرية والديموقراطية”، مشدداً على أن “هذا النظام لا يمكنه ان يحمي أحدا وحان وقت رحيله”، في انتقاد مباشر لحديث الراعي عن دور نظام الأسد في حماية المسيحيين.

اما الانتقاد الثاني، فكان فرنسي الطابع بعد تأكيد السفير الفرنسي في لبنان، دنيس بيتون أن البطريك الماروني خيب أمل بلاده بتصريحاته التي اطلقها خلال زياريته باريس، من دون أن يمنعه  ذلك من التأكيد على استمرار التواصل معه من خلال زيارة قريبة إلى الديمان.