القدس المحتلة ــ فادي هاتي
لا تبدو اعتداءات المستوطنين اليهود على المساجد الفلسطينية، وعلى المزارعين، والأراضي، وحتى المواطنين العزل، بأنها تأتي في سياق فردي، وإنما هي أشبه بتنظيم أو عدة تنظيمات تعمل لنفس الهدف، بينما سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحاول ذر الرماد في العيون وتزعم اعتقال عدد منهم، أو إبعاد عدد آخر عن الضفة الغربية.
فقد جاء في نص التقرير الاستخباري السنوي، الذي أعدته الشرطة الاسرائيلية لهذا العام، بأن نشطاء اليمين المتطرف سيصعدون من عملياتهم ونشاطاتهم في الضفة الغربية واسرائيل.
قسم الاستخبارات، التابع للشرطة الاسرائيلية، بيّن في تقديراته السنوية التي وضعها امام مفتش عام الشرطة يوحنان دنينو عدة قضايا متفجرة ستشغل الشرطة عام 2012، بما في ذلك تصعيد عمليات اليمين المتطرف وكذلك نشاطات اليسار المتطرف، حيث من المتوقع ان يوسع نشاطاته لتشمل القرى غير المعترف فيها والمدن المشتركة، اضافة الى المستوطنات في القدس الشرقية.
واعتبر التقرير القدس والمسجد الاقصى نقاط احتكاك متوقعة، مصنفاً عدة مناطق كنقاط متفجرة قد تؤدي في النهاية الى احتكاكات بين الاطراف مثل “المستوطنات اليهودية في القدس الشرقية” سلوان الشيخ جراح جبل الزيتون هار تسوفيم وجبل او غنيم، “النقطة الثانية هي المسجد الاقصى واحتمالات صعود يهود متطرفين للمسجد اضافة الى قضية جسر المغاربة والاحتجاجات وعمليات” الاخلال بالامن التي تشهدها القرى المحيطة بمدينة القدس والاحتجاجات المتوقعه يوم النكبة والنكسة.
ووفقا للتقرير يعتبر موقع “عرب 48” الموضوع المتفجر الثاني بعد القدس شارحا ما اسماه بالاتجاهات السائدة في اوساط الجماهير العربية عام 48، طارحا اربع قضايا رئيسية تهمهم هي “الادعاء بالمطاردة السياسية وسن قوانين مضادة للعرب، نشاطات وتعصب في وساطة يمينية متعصبة، الادعاء بغياب تطبيق القوانين في ما يتعلق بالعنف واخيرا ارتفاع وتيرة الاتجاه القومي الفلسطيني وسط العرب 48.
وتطرق التقرير الاستخباري لما يجري داخل عصابات الجريمة المنظمة، مصنفاً 452 شخصا كأعضاء في تلك العصابات بينهم 148 معتقلا او جرى توقيفهم 9 منهم من قادة هذه العصابات.
يأتي هذا التقرير في وقت حاول مئات من اليهود المتطرفين اغلاق الشوارع القريبة مما يسمى بميدان “السبت” القريب من حي “مئه شعاريم” بمدينة القدس وذلك احتجاجا على اعتقال الشرطة الاسرائيلية صباح “الاحد” ستة من زعمائهم.
وقالت المصادر الاسرائيلية ان البداية كانت باعتصام احتجاجي نظمه اليهود المتدينون احتجاجا على الاعتقالات انتهت بمواجهات مع الشرطة التي عززت قواتها استباقية خشية ان يتحول الاعتصام لاعمال عنف واغلاق طرق .
وكانت الشرطة قد اعتقلت ستة اشخاص من زعماء اليهود المتدينين في الحي المذكور للاشتباه بهم بارتكاب مخالفات مالية واقتصادية، وذلك في نهاية تحقيق سري استمر لعدة اشهر وفقا لاقوال الشرطة وسلطات الضريبة.