نقطة على السطر
بسّام الطيارة
كلما ساءت أحوال الدول العربية، كلما ابتعدت القضية الفلسطينية عن واجهة الأحداث في موازاة زيادة غطرسة اسرائيل وتزايد الاضطهاد للفلسطينيين. السنوات الخمس الأخيرة التي لونها ما سمي بـ«الربيع العربي» بالأسود شكلت قمة تراجع قضية العرب الألى فلسطين.
الشعب الفلسطيني العظيم لا يكل ولا يمل عن البحث عن اسلوب للمقاومة بعد السلاح جاءت الحجارة وبعد الحجارة جاءت السكاكين. ولكن وكأن تنظيم داعش وأخواته يستهدفون القضية الفلسطينية بشكل مباشر ها هم يصادرون «السكين» بعد أن صادروا مفهم «الجهاد».
كانت أنظار العالم محدقة بالانتفاضة الثالثة التي كان شعارها «السكين»، وكان التعاطف مع فلسطين قد بدأ يتراكم لما كانت تتركه أخبار النهاية الرومانسية لفلسطينين يحملون سكين ويهاجمون جنود مدججين بالسلاح أو يلاحقون مستعمر اسرائيلي مسلح مثل الكاوبوي، ليموتوا بعمليات إعدام مباشرة تحت أنظار الهواتف المحمولة. ومنذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر أسفرت هجمات ينفذها فلسطينيون عن مقتل 132 فلسطينيا و19 إسرائيلياً وقتل معظم الفلسطينيين أثناء تنفيذ أو محاولة تنفيذ هجمات بالسلاح الأبيض.
ولكن سرق بعض «المجانين» الذين جندتهم داعش سلاح السكين وبدأوا يعيثون فساداً في أوروبا: هاجم شخص مركزا للشرطة في وسط فرنسا وإصاب 3 شرطيين بجروح بواسطة سكين وهو يهتف “الله أكبر” قبل أن ترديه قوات الأمن. وبعدها بأيام وقع هجوم بسكين في محطة لمترو الأنفاق في لندن أصيب خلاله ثلاثة أشخاص على الأقل بجروح، واعتقلت السلطات مشتبها به اعترف بأنه «داعشي» وتتعامل معه السلطات على أنه “عمل إرهابي”. وكرت السبحة: فثلاثة أشخاص متعاطفين مع داعش قاموا قبل نحو شهرين بطعن وإصابة معلم يهودي في مرسيليا. ومؤخراً طعن شاب يبلغ 15 عامًا أحد المعلمين بمدرسة يهودية في مدينة مرسيليا بفرنسا بسكين كبير وهو يصرخ “الله أكبر”، ووصفت السلطات الفرنسية العمل بأنه إرهابي.
وهكذا انتقلت وتبدلت صورة المقاوم الفلسطيني لاحتلال غاشم إلى صورة إرهابي يهاجم أبرياء في الشوارع واختفت أخبار عمليات الطعن من الصحافة الغربية وسكتت كل الأصوات التي كانت تدعوا لتفهم الشباب الفلسطيني الذي يضحي بحياته لمقاومة الاحتلال.
وكانت اسرائيل بالطبع أول من صفق لهذا التبدل الذي يخفف عنها ضغط الرأي العام العالمي الغربي.
شكراً داعش