- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الابتسامة ليست دعوة للجنس…ولا للغزل

Capture d’écran 2016-01-21 à 23.45.58أججت الاعتداءات الجنسية التي وقعت بمدينة كولونيا الألمانية ليلة رأس السنة الجدل في ألمانيا حول سياسة استقبال اللاجئين التي انتهجتها المستشارة إنغيلا ميركل، ومدى احترام هؤلاء للقيم والقوانين المعمول بها في البلاد علما بأن أكثر من مليون طالب لجوء وصلوا إلى ألمانيا في 2015.

وحتى قبل وقوع هذه الاعتداءات حاولت الحكومة الألمانية الإجابة عن الأسئلة التي يمكن للأجنبي طرحها بخصوص نمط الحياة وطريقة العيش في ألمانيا. ففي سبتمبر 2015، قام المكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين بنشر دليل للتوجيه والتواصل في ألمانيا” موجه “بصفة خاصة للاجئين”.

الدليل مؤلف من عشرة فصول، متوفر بلغات عديدة ويستعرض بالتفصيل السلوك الحسن الذي يجب اتباعه في ألمانيا. نفذ الكتيب فور صدوره، فأعيد طباعة 50 ألف نسخة منه بصورة مستعجلة .

محتوى الدليل تم تصميمه وتجميعه بدعم العديد من المهاجرين واللاجئين الذين هاجروا حديثاً إلى ألمانيا، حيث، كما كتب القائمون عليه في مقدمته: “كان من الضروري جداً إشراك اللاجئين في تصميم هذا الدليل ومناقشة هذا المشروع معهم. ومن خلال الحوار مع اللاجئين حول هذا الدليل، بذلت جهود قدر المستطاع، من أجل أن لا يُمس أحد بسوء، أو أن يقلل من شأنه أو مستواه، إنما أتى هذا الدليل ليكون عوناً ومساعداً للاجئين الذين طلبوا ذلك“.
من بين الجمل التي يمكن قراءتها في الدليل عن طريقة العيش في ألمانيا: “التبول في الأماكن العامة يمكن أن يعتبر جريمة. توجد استراحات عامة في الكثير من الأماكن وعادة ما تكون مجهزة بورق التواليت وليس بماء الاستنجاء”، “من المستحسن استخدام المرحاض في وضعية الجلوس”، “في الأماكن العامة، وخاصة في وسائل النقل العام، يعتبر إجراء محادثات طويلة وبصوت عالٍ وقاحة””.

كما يتطرق الدليل للعلاقة بين النساء والرجال، حيث جاء أن “الابتسامة في الأماكن العامة لا تعتبر مغازلة، حتى عندما تتحدث إلى شخص غريب. فالابتسامة تكون على سبيل الود والترحيب من أغلب الأشخاص.

خصص الفصل الرابع لمبدأ المساواة، وذلك بمفاهيم وتعابير مبسطة، حيث جاء بأن “الرجال والنساء متساوون ولديهم نفس الحقوق. وعندما يطلب الشخص أن يترك بشأنه، يجب احترام رغبته. التحرش، بما في ذلك بالأشخاص من الجنس الآخر ممنوع منعا باتا”. و”كل شخص، رجل كان أو امرأة، حر في اختيار شريك حياته، والزواج منه أو رفضه “.
ويعتبر الدليل كذلك أن اللقاءات الحميمة في الفضاء العام شائعة في ألمانيا، سواء بين الأشخاص من نفس الجنس أو من الجنس الآخر. ويمكن للناس أن تتصافح بالأيدي، كما يمكنها أن تتعانق أو حتى أن تقبل بعضها البعض في الأماكن العامة. هذه التصرفات عادية ويمكن بكل بساطة تجاهلها”.

أما بالنسبة للملابس، فيذكر الدليل بأن الأشخاص يمكنهم ارتداء ملابس قصيرة، كشورت، وتبان أو تنورة قصيرة، هي أمور عادية، وليس من اللباقة التحديق إليهم باستمرار”.
أما بالنسبة للتعري، باعتبار هذا النمط من العيش منتشر في ألمانيا، فيعتبر الدليل بأن ” الحمامات وبعض المسابح القليلة جدا مخصصة للعراة. ولكن بالنسبة لغالبية المسابح العمومية فالأشخاص يرتدون ملابس سباحة. وفي غالب الأحيان يختلط الرجال والنساء في هذه الأماكن”.

يذكر أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أعلنت في التاسع من يناير/كانون الثاني الجاري، أنها تؤيد التشديد على قواعد طرد طالبي اللجوء الذين يدينهم القضاء الألماني حتى ولو بأحكام مع وقف التنفيذ. وينص القانون الألماني حاليا على طرد طالب اللجوء إذا حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات على الأقل، لكن شرط أن لا تكون حياته أو صحته مهددتين في بلده الأصلي.

كما تعتزم المستشارة الألمانية توسيع لائحة البلدان التي تعتبر آمنة بالنسبة للاجئين لتشمل دولا كالمغرب والجزائر بعد أن ضمت إليها مؤخرا دول البلقان الذين لم يعد بإمكان مواطنيها الحصول على وضع لاجىء في ألمانيا.