- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

موسم الهجرة… الى “الاخوان”

نجاة شرف الدين

احتفلت تونس بمرور عام على ثورتها الياسمينية في ١٤ كانون الثاني/يناير ورحيل زين العابدين بن علي الى السعودية. عام انتج مجلساً نيابياً بزعامة حزب النهضة، ذي النكهة الإخوانية، ورئيساً للحكومة من الإسلاميين الذين سجنهم النظام السابق لسنوات، هو حامد الجبالي .
اما مصر، فاحتفلت بانتهاء انتخابات مجلس الشعب التي حصل فيها حزب “العدالة والحرية”، وهو الجناح السياسي لـ “اخوان” مصر، على ٤٦ بالمئة من الأصوات، فيما حصل السلفيون على ٢٣ بالمئة من الأصوات .
سوريا، التي لا تزال تعيش مرحلة ربيعها الذي لم يزهر بعد، بدأت ترسم ملامح قواها السياسية المستقبلية  المعارضة والتي تحمل بالضرورة النفس الاخواني .
الاعلام الغربي الذي احتفل بالربيع العربي وأبدى حماسة للتغيير والانتقال الى الديموقراطية والتخلص من الأنظمة الديكتاتورية، عاد ليطرح علامات استفهام كبرى حول نتيجة التحول الذي حصل في العالم العربي وما بات يعرف بـ “الاسلام السياسي”.
الاعلام الغربي تراوحت نظرته الى وصول الإسلاميين الى السلطة بين التخوف من المستقبل في حال امسك هؤلاء الحكم وسيطروا على مفاصل الدولة، “ما يهدد الحرية والديموقراطية”، وبين من يرى في الاسلام الجديد نموذجاً براغماتياً يريد علاقات جيدة مع الغرب، وهو قد بدأ بالفعل حواراً مع الأميركيين، وهو يشبه الى حد ما النموذج التركي.
وبين الرؤيتين، يذهب الاعلام للحديث عن اعطاء الفرصة لهذا النموذج، الذي جاء نتيجة انتخابات وممارسة للديموقراطية، وليتخذ الاسلام السياسي الذي قمع في السنوات الماضية فرصته في الحكم واذا فشل ليتحمل مسؤولياته ويترك عندها بنفس الطريقة، أي عبر صناديق الاقتراع لانه في النهاية الشعب يريد.
وبين هاتين النظرتين أيضاً، يغيب نموذج القوى الديموقراطية العلمانية عن المشهد السياسي في الدول التي عاشت لحظات الثورات العربية، ليعود الى الصفوف الخلفية بعدما خسر معركته ديموقراطياً وفي صناديق الاقتراع. هذه القوى التي رفعت شعار التغيير الديموقراطي واطلقت صرخات الحرية، ربما تمنى بعض الاعلام ان تعبر عن حقيقة تطلعات شعوب هذه المنطقة عبر الدعوة للتغيير المدني العلماني غير الطائفي. الا ان الموسم يبدو انه انتهى، وعلى هذه القوى ان تنتظر موسماُ جديداُ يعيدها من هجرتها… الى “الاخوان”.