- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

آيوا تخلط الاوراق ولا تحسم

najat-charaf-dineنجاة شرف الدين

اختارت صحيفة النيويورك تايمز باكرا مرشحها للرئاسة الأميركية ، وأعلنت تأييدها لمرشحة الحزب الديمقراطي  هيلاري كلينتون ، التي إعتبرها تتمتع بكفاءة عالية حيث ستكون اول مرشحة إمرأة من حزب أساسي . الصحيفة التي ركزت على أدوارها المتعددة وخبراتها الواسعة من مواقعها المختلفة ، السيناتور لنيويورك ، ووزيرة للخارجية عدا عن خبرتها كسيدة أولى الى جانب زوجها الرئيس المحبوب بيل كلينتون يجعل منها الخيار الصائب للديمقراطيين لتمثيل رؤية مختلفة تدافع عن الأطفال والعائلة وتحفظ أميركا سالمة .
هذا التأييد غير الجديد على الصحيفة ، أثار حفيظة منافسيها لا سيما المرشح  الجمهوري والفائز بالانتخابات التمهيدية في آيوا تيد كروز ، الذي انتقد من دون ان يسمي،  خيار بعض الاعلام ، عندما قال “ليس الاعلام من ينتخب بل الأميركيون ” .
مما لا شك فيه أن كلينتون وبعد فوزها في ولاية آيوا ولو بفارق بسيط عن منافسها الديمقراطي بيرني ساندرز ( 49.9 / 49.6 ) استطاعت أن تقدم نفسها بصورة المرأة القوية ، لا سيما في مواقفها في السياسة الخارجية ، التي حاولت ولو كانت قريبة جدا من مواقف ساندرز ، أن تُبقي مسافة بالنسبة لموقع أميركا في الخارج نظرا لخبرتها في وزارة الخارجية . فمن المعروف أن ساندرز حامل راية رفض التدخل العسكري الاميركي  وهو يركز على قوة الاقتصاد وقوة الاتحاد ، إلا أن نقطة ضعفه تبقى في إعلانه أن لديه افكارا اشتراكية وهو ما لا يستسيغه الأميركيون الذين يذهبون باتجاه الاقتصاد الحر والليبرالية  .
كشفت نتائج انتخابات آيوا التمهيدية مؤشرات ومفاجأت في الوقت عينه، فمن ناحية شكل فوز المرشح الجمهوري تيد كروز على منافسه دونالد ترامب مفاجأة كبيرة ، إلا أن المفاجأة الثانية كانت أيضا بتقارب الفارق بين المرشح ماركو روبيو وترامب ( 24.3 / 23.1 ) . هذه النتيجة وعلى أهميتها كمؤشر ، إلا أنه لا يمكن الاعتماد عليها للفوز النهائي ، خاصة أن مراحل عديدة وفي ولايات مهمة يمكن ان تغير المعادلة ، كما هو مرتقب الأسبوع المقبل في ولاية نيوهامشير.

انتهت المرحلة الاولى التمهيدية في آيوا من السباق الرئاسي  ، وبدأ المرشحون الخمسة الأوائل من الديمقراطيين والجمهوريين ، يعيدون حساباتهم والاستفادة من التجربة الاولى ، كروز المميز بآرائه المتطرفة عينه على روبيو المنافس الشاب ذي الكاريزما المميزة والخطاب الجيد إنما ينقصه الخبرة ، وترامب الذي لا يقبل الخسارة  والذي يحمل شعار ” جعل أميركا عظيمة مجددا ” يبدو أنه سيعيد حساباته بعد النتيجة . أما كلينتون وساندرز اللذين أبديا احتراما لبعضهما البعض في خطابهم الانتخابي ، يبدو ان التقارب في الأرقام سيجعل الصوت النسائي حاسما في هذه المسألة خاصة وان كلينتون تلعب على هذا الوتر في كلامها الانتخابي .
دخلت اميركا أجواء المنافسات الانتخابية ، ولو من بابها التمهيدي ، الذي يطلق في أربع ولايات ( آيوا ، نيوهامشير ، نيفادا وكارولاينا الجنوبية ) إلا أنه من المبكر الحديث عن رابح وخاسر قبل المراحل النهائية بعد اختيار مرشح  عن الديمقراطي وآخر عن الجمهوري ولو أن العديد من المراقبين يتوقع ان يتجاوز الأميركيون  ال” Taboo  ” الثاني ، بعد وصول اول رئيس أسود الى سدة الرئاسة ، بوصول أول سيدة الى البيت الأبيض …