- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الخوف يقف وراء إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستي

Capture d’écran 2016-02-07 à 14.48.48بسّام الطيارة – خاص

التجربة الأخيرة التي هي بصورة تحدي للمجتمع الدولي ليست كما وصفتها وسائل الإعلام الكورية الشمالية «حدث العصر». فإطلاق صاروخ باليستي اليوم هو تكملة منطقية لبرنامج بيونغ يانغ الدفاعي.
لا يمكن معرفة ما إذا كانت التجربة ناجحة أم لا فالسلطات اليابانية تقول إنها فشلت، ولكن الهدف الكوري ليس نجاح أو فشل عملية الإطلاق، الإعلان عن تجربة فقط في تحدي واضح للغرب والولايات المتحدة بشكل خاص هو هدف إطلاق هذا الصاروخ.
وتداعيات هذه التجربة لا يمكن قراءتها عبر ما سيصدر عن مجلس الأمن الذي سارع للاجتماع اليوم، بل يجب أن نلتفت إلى البيانات الصادرة عن القوى الكبرى، بالطبع واشنطن وطوكيو وساول وكافة العواصم الغربية نددت واستنكرت هذه التجربة وبالمقابل فإن بكين الحليف الأقرب لكوريا الشمالية «أسفت» لهذه التجربة وكذلك الأمر بالنسبة لموسكو.
روسيا والصين لهما حدود مشتركة مع كوريا الشمالية لو كان للدولتين رغبة في «ردع» بيونغ يانغ لأمكن إقفال الحدود الأرضية ما سيضر بكوريا الشمالية ويسبب باختناق اقتصادها المترنح أصلاً بسبب العقوبات الدولية. ناهيك عن أن قرارات مجلس الأمن المتعلقة بهذا الملف تسعى دائماً لعدم الذهاب بعيدا (البند السابع مثلاً) سعيا وراء نوع من التضامن في المجلس الأمن ولعدم إغضاب روسيا والصين.
هذا إن دل على شيء فهو أن كوريا الشمالية، تقرأ بعناية فائقة تطورات التوتر بين الغرب من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى وتلعب على هذه الحبال بهدف حماية نظامها.
تدرك بوينغ يانغ أنها لن تستعمل السلاح النووي ولكنها بحاجة لهذا السلاح الرادع لحماية نظام عائلة سلالة كيم إيل سونغ. وقد قالها صراحه حفيده الحاكم اليوم كيم يونغ أون حين قال مباشرة بعد إعلان تجربة قنبلة هيدروجينية: إن من يتخلى عن برنامجه النووي يصيبه ما أصاب القذافي وصدام حسين في إشارة إلى تخلي هؤلاء عن برنامجهما النووي. وهو يخاطب بذلك روسيا والصين.
إذ أن المتابع للتطورات المنطقة العربية يدرك أن من أسباب تصلب روسيا في الملف السوري ووقوفها مع الصين إلى جانب إيران في ملفها النووي يعود أولاً وأخيراً إلى ما يسميه وزير خارجية روسية سيرغي لافروف «الخدعة الغربية في ليبيا».

بيونغ يانغ تسعى، كما كان هدف صدام حسين والقذافي، لحوار مباشر مع واشنطن تعترف عبره واشنطن بنظامها وتكف عن محاصرته، ولكن الظروفالجيوسياسية  المحيطة بكوريا الشمالية تمنع واشنطن من الانفراد في هذا الملف فاليابان (وهي من بلاد العتبة النووية) لن تقبل بأي شكل وحدة كورية كما لن تقبل باي شكل متابعة بيونغ يانغ لبرنامجها النووي. وهنا يكمن مأزق واشنطن.