- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

جنبلاط والبحث عن الرئيس

najat-charaf-dineنجاة شرف الدين

في تغريداته عبر تويتر الأسبوع الماضي والتي صور فيها رئيس الجمهورية المقبل بأنه سيأتي  على سجادة إيرانية وتناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي ، انتقل بعدها رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ليتساءل أين هو الرئيس في أي كوكب. مسألة البحث عن الرئيس والتي يخصص لها جنبلاط تغريداته في الوقت الضائع ، والجلسات النيابية المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية والتي بلغت خمسة وثلاثين واقتربت المهلة من السنتين من الفراغ، يبدو أنها ستمتد لفترة ليست بالقريبة نتيجة تعقيدات المشهد الإقليمي، بعد تأجيل اجتماعات جنيف السورية ، واشتداد المعارك في حلب، وإعلان الملكة العربية السعودية عن استعدادها لمواجهة داعش على الارض من تركيا عبر تدريب قوات لا يقل عددها عن مئة وخمسين ألف من المسلمين بمشاركة عدد من الدول الاسلامية ، وهو ما سارعت عدد من الدول الى إبداء إستعدادها للمشاركة ومنها الإمارات العربية المتحدة ، إضافة الى الموقف التركي في ظل الضغط على الحدود مع وصول عشرات آلاف اللاجئين السوريين .
هذا المشهد أرخى بظلاله على الداخل اللبناني ، الذي شهد عودة لعمل حكومته بعد فترة تعطيل طويلة ، وبعد تبني ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع للعماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية ، ليشكل بهذه الخطوة  خلطا للأوراق في الثامن والرابع عشر من آذار . مرشحان من الثامن من آذار ، بتبني من طرفين أساسيين من الرابع عشر من آذار ، الاول الوزير السابق سليمان فرنجية والذي رشحه تيار المستقبل ، دون ان يعلن ذلك الرئيس سعد الحريري رسميا ، والثاني العماد عون بترشيح من جعجع وقبل أسابيع من ذكرى الرابع عشر من شباط الأحد المقبل ، الذكرى الحادية عشر لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري .
خلط الاوراق جعل قوى أساسية تعيد حساباتها ، في ضوء موقف حزب الله الذي أكده السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير والذي أكد فيه ان المرشح الاول هو عون حتى يقرر عون غير ذلك ، وتكرس بعدها بعد الزيارة التي قام بها المعاون السياسي للحزب حسين الخليل للرابية ، لمناسبة الذكرى العاشرة لتفاهم مار مخايل  بين الحزب والتيار وإعلانه عدم مشاركة نواب حزب الله في جلسة انتخاب الرئيس ، معتبرا ان الأمور ستأتي بأوانها داعيا الى التريث وإعطاء المزيد من الوقت .
رسالة تطمين أساسية يمكن تكوينها من الترشيحان ، فرنجية وعون ، وخاصة بالنسبة للمملكة العربية السعودية ، وهي ان إتفاق الطائف لا يزال  ساري المفعول ولن يتم تغييره او الذهاب الى مؤتمر تأسيسي ، وهو ما أكده السيد نصر الله كما البنود العشر التي تم الاتفاق عليها بين القوات والتيار لدى إعلان تبني ترشيح عون  من معراب .
في قترة الانتظار هذه والتي تتسارع فيها الأحداث في الميادين من اليمن الى حلب ، وفي انتظار حلحلة العقد الإقليمية ، ووصول الرسائل المتبادلة ، إختار جنبلاط الذي يمضي معظم أوقاته هذه الأيام بين التغريد والسفر ، صورة له ولزوجته نورا مع حقيبة السفر ، ليتابع رحلته في البحث .. عن الرئيس . ..