- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

سوريا ترفض ارسال قوات عربية وسط استمرار العنف

‫أشارت مصادر عربية أن سوريا لن تعترض على تمديد مهمة المراقبة التي تقوم بها الجامعة العربية للتحقق من تنفيذها لمبادرة السلام العربية لكنها لن تقبل توسيع نطاق التفويض لمتفق عليه « في حال دعا وزراء الخارجية العرب إلى ذلك  في الاجتماع القادم». وأضافت المصادر بأن دمشق لن تسمح بـ« بدخولهم مناطق عسكرية لم يتم الاتفاق عليها».‬
‫وينتهي تفويض بعثة المراقبة يوم الخميس المقبل ومن المنتظر أن يبحث وزراء الخارجية العرب مستقبلها في اجتماع يوم ٢٢ كانون الثاني/يناير . ومن المتوقع أن يقدم فريق المراقبين العرب الموجود في سوريا منذ أواخر الشهر الماضي تقريرهم هذا الأسبوع. ويتوقع عديدون بأن يفيد هذا التقرير بأن «دمشق لم تنفذ المبادرة تنفيذا كاملاً».‬
‫وتطالب بعض البلدان العربية بتوسيع تفويض المراقبين للمساعدة في وقف العنف اذا كانت المهمة ستستمر وذهبت قطر إلى حد طلب «إرسال قوات عربية».‬
وقد رفض مصدر رسمي سوري، الثلاثاء، الدعوات التي اطلقتها قطر بشان ارسال قوات عربية الى سوريا لوقف اعمال العنف، معتبراً ان ذلك يفتح الباب امام التدخل الخارجي في الشؤون السورية. ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية “سانا” عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين أن “سوريا تستغرب صدور تصريحات عن مسؤولين قطريين تدعو الى ارسال قوات عربية اليها، وتؤكد رفضها القاطع لمثل هذه الدعوات التي من شانها تأزيم الوضع واجهاض فرص العمل العربي وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في الشؤون السورية”. وكان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اعرب، السبت، عن تأييده لارسال قوات عربية الى سوريا لوقف اعمال العنف في هذا البلد، في اول دعوة من هذا النوع تصدر عن قائد عربي.

واعتبرت فرنسا ان مشروع القرار الروسي الجديد في مجلس الامن حول سوريا “بعيد جدا عن الاستجابة لواقع الوضع” القائم هناك، على ما اعلنت الثلاثاء وزارة الخارجية الفرنسية. وقال مساعد المتحدث باسم الوزارة، رومان نادال، غداة توزيع موسكو مشروع قرارها الجديد حول سوريا في الامم المتحدة، وذلك بعد انتقادات غربية للمشروع الاصلي، ان مشروع القرار الجديد “بعيد جدا عن الاستجابة لواقع الوضع في سوريا”.
ياتي ذلك غداة اعلان الامم المتحدة ان المنظمة الدولية ستباشر خلال ايام تدريب مراقبين عرب بناء على طلب الجامعة العربية لارسالهم لاحقا الى سوريا. وسيتولى التدريب موظفون في المفوضية العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة. وقال الجنرال امير اشيل قائد فوج التخطيط في الجيش الاسرائيلي ان “المخزون الهائل للاسلحة الكيميائية والبيولوجية ومعظمها من شرق اوروبا، يثير قلقنا مباشرة”، موضحا ان “السؤال هو متى يسقط نظام الاسد، وليس اذا سقط”. واوضح “انه قلق لانني لا اعلم من سيسيطر على الاسلحة غداة سقوط الاسد”. وتساءل “ما هو الجزء الذي سينقل الى حزب الله والى الفصائل السورية؟”
هذا وتستمر اعمال العنف في سوريا رغم تواجد المراقبين العرب منذ 26 كانون الاول/ ديسمبر الماضي. وقُتل 16 شخصاً، الثلاثاء، ثمانية مدنيين، اثر انفجار عبوة بحافلة تقل مسافرين شمال غرب سوريا، وثمانية آخرون بنيران القوات السورية وعناصر موالية لها، كما افاد مركز حقوقي. ففي شمال غرب البلاد، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان “ثمانية مواطنين على الاقل استشهدوا اثر انفجار عبوة ناسفة بحافلة صغيرة على طريق ادلب- حلب”. ولم يرد في بيان المرصد اي تفاصيل حول ملابسات الحادث او عن مرتكبيه.
وأضاف المرصد ان “ناشطا استشهد في مدينة خان شيخون (ريف ادلب) اثر اصابته برصاص قناصة عندما كان يقف امام احد المتاجر”. وفي حمص (وسط)، التي نشهد أعنف حركة احتجاجية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، قُتل سبعة مدنيين برصاص قوات الامن السورية. واكد المصدر ذاته ان ناقلات جند مدرعة جابت شارع القاهرة الواقع في قلب المدينة و”اطلقت النار بشكل عشوائي ما ادى الى استشهد مواطن واصابة تسعة اخرين في حي الخالدية”.
وتابع المرصد ان “مواطنا على الاقل استشهد في حي البياضة اثر اطلاق النار والقصف، كما قتل مواطن واصيب ثلاثة بجراح اثر اطلاق رصاص من حواجز امنية في حي كرم الزيتون، وقتلت سيدة برصاص قناصة في حي النازحين وسقط شهيد بحي بابا عمرو برصاص قناصة”. واضاف “كما استشهد مواطنان يتحدران من القصير (ريف حمص) برصاص الشبيحة في حمص”، مشيرا الى “استشهاد سائق سيارة اجرة من حي بابا عمرو كان قد اختطف قبل ايام من قبل الشبيحة بحسب الاهالي”.
وادى قمع الاحتجاجات الى مقتل 5400 شخص منذ اذار/ مارس وفق الامم المتحدة.