- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

معرض علي سلمان: وجوه وملامح وخضرة تتعرض للانقراض

expo_1بيروت – «برس نت» (خاص)

وجوه عديدة تظهر في لوحات الفنان التشكيلي علي سلمان، حتى يخيل للناظر بأن ثمة حدائق تتمرأى في لوحات الفنانين، ليست أحواض زهور أو واحة أشجار وبرك ماء، بل هي وجوه عديدة لكل منها خصوصيته وملامحه التي تحمل هويته.
هكذا بدا معرض الفنان اللبناني الذي افتتح معرضه هذا الأسبوع في العاصمة بيروت. قليل من الخضرة والماء ووجوه بعضها حسن، مبان مصطفة كغابات من الإسمنت ترتفع حتى تكاد تخفي زرقة السماء.
وكأن سلمان أراد من معرضه أن يكون تحذيراً بيئياً من تراجع مساحات الخضرة لحساب المباني والوجوه التي تمثل ضغطاً ديموغرافياً هائلاً هو أحد أسباب امتداد هذا العمران المتوسع على حساب الطبيعة والهواء والماء، على طريق التصحر الذي بات يشكل خطراً يتهدد مناخ الكرة الأرضية ووسائل انتاجها واستمرارية العيش على هذا الكوكب.
لوحات سلمان المنوعة في أشكالها والمتنوعة في تفاصيلها وأحجامها وألوانها هي نصوص حمالة أوجه لمشاهد يحلل بحسب ذائقته ورؤيته للأمور. وعلى الرغم من وجود بعض اللوحات الطبيعية التي تصور لنا شجراً وسماء وخضرة، لكن لا يختلف إثنان على أن تركيز الفنان في أكثرية لوحاته التي تحتضنها جدران “دار الندوة” في الحمراء -ولا نعلم بطبيعة لوحات أخرى ان وجدت- كان على الوجوه المتنوعة التي تنقل صورة الخلاف والتنوع البشري لجهة العرق واللون والشكل، إضافة الى ما يخطه الزمن على صفحات هذه الوجوه من حكايات وأوجاع، من ملامح شقاء وتعب أو سعادة وفرح.
expo_2ولعل “البورتريه” أيضاً احتل حيزاً مهماً من المعرض. أما اللوحات الأخرى فمنها التجريدي والسوريالي ومنها ما يحمل هواجس المدينة التي أصبحت عبارة عن مكعبات اسمنتية يسودها اللون الغامض وتغيب عنها ألوان الفرح بفعل اختفاء زرقة السماء عن أعين المارة في شوارعها الضيقة.
ربما تميز معرض علي سلمان بمسار واضح أراد من خلاله أن يقول أشياء كثيرة لكن جل ما يظهر هو تركيزه على البشر والحجر.