عندما ألف جان مارك إيرو (Jean-Marc Ayrault) أولى حكومات فرنسوا هولاند جابهت وسائل الإعلام العربية معضلة ألسنية حول طريقة كتابة اسم صاعد في سماء السياسة الفرنسية بالنسبة للإعلام العربي ولكنه لم يكن جديداً على الحقل السياسي الفرنسي. أما اليوم فها نحن أما إيرو في منصب وزير الخارجية أي أن قاطن الإليزيه سيكون تقريباً كل يوم في الإعلام العربي.
وستطرح مرة ثانية (انقر هنا سبق لأخباربووم أن تناولت هذا الأمر) طريقة كتابة اسمه معضلة لدى الصحفيين العرب لإن لفظ الاسم باللغة العربية «الدارجة» (العامية) تشير إلى العضو الذكري في بعض البلدان العربية (وليس كلها).
كما ذكرنا سابقاً البعض كتب «آرو» والبعض الآخر أدخل «هاء» في النهاية ليصبح «ايروه»، آخرون «استنجدوا بالأحرف الأخيرة للاسم باللغة الفرنسية» فأدخل الـ«لام» فبات الاسم «ايرول» والبعض الآخر «فضل قراءة» كافة الأحرف فبات الاسم «ايرولت»، وهو ما بات معتمداً وإن كان خطأ تغيير اسم وزير دولة كبرى.
وكما ذكرنا سابقاً اتصل آنذاك بعض الصحفيين بسفارة فرنسا في إحدى الدول لـ«السؤال عن كيفية كتابة المقاطع اللفظية لشهرة رئيس الوزراء بشكل يبعد عن أي تأويل» مع التلميح إلى المعنى العربي، ويقال أن إحدى المستعربات «استبطت» طريقة كتابة «إيرولت»، وبعد ذلك باتت بعض السفارات الفرنسية تنصح الصحف العربية باستعمال «إيرلت» ولو تطلب الأمر «الاعتداء الألسني» على طريقة «الكتابة الصوتية» أو نقل اللفظ الفرنسي إلى لغة الضاد، وقررت بعيداً عن أي قاعدة ألسنية لفظ الحرفين الصامتين بحيث يصبح الاسم «إيرولت».
وفي الواقع لن يجيب وزير الخارجية عندما يناديه عربيٌ «مسيو إيرولت» كما كان الأمر عندما كان رئيساً للوزراء. لذا لا تنادوا وزير الخارجية الجديد في أي مؤتمر صحافي «مسيو إيرولت» فهو لن يلتفت لكم أو قد يضحك عليكم لعجزكم عن قراءة لغة فولتير فلا يلتفت لكم فهو لا يدرك ما يستحضر اسم شهرته في اللاوعي العربي لدى البعض.
يدل هذا «الاضطراب» المبني على خجل مصطنع على وجود محرمات ما زالت تسكن اللاوعي الباطني لدى عدد كبير من الصحافيين الذين يعاملون القراء وكأنهم قاصرين. ورغم التحرر المزعوم فإن الخوف من الإلتباس باللفظ جعل من «اضطراب الصحافيين العرب» مادة لوكالات الأنباء. أخيراً يشير هذا الفاصل في العلاقات بين الصحافة العربية واللغة الفرنسية الى تراجع دراستها واستعمالها لدى أعداد كبيرة من العرب لأنه في الواقع فإن «لفظاً جيداً» لشهرة رئيس الفرنسي الجديد لا تقارب لا من بعيد ولا من قريب «الشيء» الذي افترضه المضطربون.
ملاحظة: ١) يستقل عدد من الوزراء الجدد سيارات «رينولت» (Renault) تشجيعاً للصناعة الفرنسية. ٢) لا تنادوا الناطقة الرسمية الجديدة نجاة فالو بلقاسم (Najat Vallaud-Belkacem) نجاة «فالود» بلقاسم فهي لن تجيب.