- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

٣/٤ LGBT في الأمم المتحدة

بسّام الطيارة
كيف تتعامل الدول مع مسألة LGBT ؟ ما هو دور المنصات العالمية أكانت تابعة للأمم المتحدة أم لتحالفات إقليمية؟
نظرة واحدة إلى خارطة التعامل مع «المثلية» أو مع «العبور الجنسي» تكفي لنرى أن العالم منقسم إلى فريقين:
الغرب والجنوب السياسي الشامل !

لا ! نحن لا نتكلم عن الحرب في أوكرانيا رغم أن الانقسام هو تقريبا متشابه!

ذلك أن هذه المسألة الشخصية تخضع لتوجهات السياسات الدولية والنزاع بين الغرب والجنوب السياسي الشامل عوض عن يتم تناولها من ناحية طبية وانسانية.

الغرب يريد فرضها من علٍ وإلباسها ثوب الحريات الفردية والديموقراطية وتجاوز إطاره الطبي والشخصي ليشمل الممارسات والأنظمة السياسية في الدول التي تعارض هذا التوجه.

أما الجنوب السياسي الشامل فلا يرى في هذا الأمر الشخصي والطبي إلا محاولة لفرض «أفكار الغرب» وتحوير مجتمعاته وإلغاء عاداته ومحو هويته الثقافية. مع تدوير للمسائل الشخصية ضمن دائرة دينية رغم اختلاف الأديان المتحالفة للتصدي لهذا التوجه… كما سنرى في الترتيب الآتي.

فقد انتقل الصراع إلى الأمم المتحدة (غير متحدة بهذا الشأن الطبي) إذ حاول تحالف تقوده دول أفريقية طرد خبير الأمم المتحدة المعني بحقوق المثليين .

وقد تصدت له دول من أمريكا اللاتينية وأوروبا إلى جانب جنوب إفريقيا.

نرى هنا أن التحالف الصامد بوجه الغرب في الشأن الأوكراني منقسم دول في اميركا اللاتينية في مقدمتها البرازيل إلى جانب أفريقيا الجنوبية التي تتحالف مع الغرب في مسألة المثلية.

وهكذا تم إصدار قرار يشير إلى أن حقوق المثليين تنتمي إلى حقوق الإنسان.

جاء هذا بعد نتيجة تقرير صادر عن أول خبير مستقل متخصص في الدفاع عن المثليين في جميع أنحاء العالم: فيتيت مونتاربورن أستاذ القانون الدولي التايلاندي البالغ من العمر 64 عامًا الذي عُين مؤخراً لمدة ثلاث سنوات من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

بعد شهرين فقط من تعيينه، تحدث سفير بوتسوانا معترضاً على وجود مثل هذا المنصب باسم تحالف ضم 54 دولة أفريقية عضو وطعن في هذا التعيين بحجة أن حقوق المثليين ليس لها مكان في حقوق الإنسان. وقال إن مجلس الأمم المتحدة لا ينبغي أن يتعامل مع قضايا الميول الجنسية والهوية الجندرية ، فهذان المفهومان ليسا ولا ينبغي ربطهما بالقوانين الدولية القائمة بشأن حماية حقوق الإنسان.

لذلك قدم التحالف الأفريقي قرارًا يشكك في «شرعية ولاية» فيتيت مونتاربورن ويطالب بإيقافه عن العمل.

في مواجهة هذا الإجراء، حشدت العديد من دول أمريكا اللاتينية – بدعم من الدول الأوروبية والولايات المتحدة وكندا وجنوب إفريقيا – وقدمت بسرعة تعديلاً يعزز موقف فيتيت مونتاربورن. وتم تبني النص بأغلبية ضئيلة: 83 صوتا مقابل 77 رغم دعم الصين وروسيا وإيران والسعودية للمبادرة الأفريقية.

وقد امتنعت 17 دولة عن التصويت ، مثل الصومال ورواندا.

تم تمرير القرار المعدل بعد ذلك بأغلبية 94 صوتًا مقابل 3 ، مع امتناع 80 دولة عن التصويت، ومع ذلك ، استمرت روسيا ومصر ومتحدثًا يمثل الدول الأعضاء الـ 57 لمنظمة التعاون الإسلامي (OIC) بالاعتراض ، أوضحت هذه الدول أنها لن تعترف أو تتعاون مع الخبير.

للتعمق في هذا الموضوع الرجاء مقارنة مجموعة الدول التي تقف وراء أوكرانيا والدول التي «لا تندد بالغزو الروسي»… الانقسام في العالم …

للموضوع تابع …

ما سبق

١/٤ المثلية الجنسية في حلبة السياسة الدولية… رغم…

٢/٤ القوة الناعمة LGBTQ والتحول الجنسي