- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

أخطأ «مجتهد» في مسألة إقالة الأمير خالد فغرد حول «هاشتاق»

بخلاف ما ذكره «مجتهد» في عدد من تغريداته السابقة وحاول استكشاف «المستقبل المزهر» للأمير فهد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن كنائب لوزير الدفاع (راجع انقر هنا)، فإنه لم يمر أربعة شهور على «وصول» فهد بن عبدالله إلى الوزارة وقبل أن «يفيد ويستفيد من علاقته مع الفرنسيين»، جاء قرار ملكي بتعيين الأمير سلمان بن سلطان نائبا لوزير الدفاع (راجع انقر هنا). لا بد أن مجتهد سيغرد تفسيراً لرياح الأخبار التي جرت بما لم تقله تغريداته، إذ يبين هذا التعين الذي يؤهل أحد أبناء الأمير الراحل سلطان لتولي منصب رفيع في المستقبل في المملكة، أن المسألة لم تكن ابعد أبناء سلطان ولي العهد السابق عن السلطة بل أنها كانت موجهة «فقط» نحو الابن البكر الأمير خالد بن سلطان الذي أبعد عن هذا الموقع.
بانتظار تغريدة للعبة الكراسي الموسيقية في أعلى هرم السلطة السعودية، ينشغل «مجتهد» في «هاشتاق الراتب_ما يكفي_الحاجة». ولذلك غرد مجموعة من الأراء-المعلومات (والله أعلم) ليشرح «الطريقة التي ينوي فيها “ولاة الأمر” الرد على هاشتاق الراتب_ما يكفي_الحاجة»،
وقد فندها في تسع نقاط.
غرد أولا: «”ولاة الأمر” على علم بالهاشتاق ومتابعة حثيثة ومدركين لانتشاره محلياً وعالمياً وحديث الناس عنه في كل مكان ومتضايقين جداً من هذا الانتشار».
بالطبع لم يكتشف «مجتهد» البارود عندما يقول إن ولاة الأمر على علم بهذا الحدث، فمعروف أن النظام السعودي «ممسك» جيداً بكل شاردة وواردة تحصل في البلاد وأن التنصت والمراقبة من مميزات السلطة في البلاد. أضف إلى أن المملكة تعيش أيضاً عصراً رقمياً لا يفوته أي حدث… تقريباً.
يغرد ويقول «ثانيا: هناك توجيه لكل الجهات الحكومية بتجاهل الهاشتاق ورفض التعليق عليه ومنعهم من الرد على اسئلة الصحف الغربية التي اهتمت بالهاشتاق». لا يقول لنا «مجتهد» كيف علم بالأمر؟ ولكنه لا بد أنه مطلع من داخل البلاط كما سبق وحللنا (راجع انقر هنا).
ولكن «مجتهد» يعرف أشياء لا نعرفها فيقول «ثالثا: فوضى لدى مباحث الانترنت والجامية لأن الجهات المسؤولة عنهم في غاية الارتباك ولذا تلاحظون تخبط “البيض” في التويتر وسخافة بعض المشايخ».
هنا نسأل «مجتهد» ما هو الرابط بين تلبك وتخبط المشايخ والفوضى في مباحث الدولة؟ ولماذا هذا التناقض بين رغبة ولاة الأمر بـ«تجاهل الهاشتاق» والعمل الدؤوب من قبل المباحث لمعرفة من يقف وراء هذا الشعار التواصلي السياسي الذي يلخص مطالب كثيرة؟
يفسر «مجتهد» ما يدور في رأس ولاة الأمر بغرد «رابعا: لانية مطلقاً للتجاوب مع الهاشتاق والسبب هو أن “ولاة الأمر” لايريدون أن يفهم الشعب أنه أرغم الحاكم على تنفيذ مطلب ما فيقفز لمطلب أعلى».  كيف؟ لا يقول «مجتهد» كيف يرى أن تجاهل الأمر يذهب في هذا الاتجاه، وسنرى التناقض في النقاط التالية، قبل أن يؤكد «خامسا:سوف يستمر التجاهل الظاهري من قبل الجهات الرسمية للهاشتاق وتجاهل التهديد بتحرك في الشارع رغم المتابعة والرصد الحثيثين».
كيف يعلم «مجتهد» بأن الشارع يريد التحرك؟ إذ صحيح أن «هاشتاق الراتب_ما يكفي_الحاجة» هو مطلب، إلا أنه يوافي عصر الأنترنيت وتويتر ويذهب في اتجاه المطالب السلمية والتعبير «الرقمي» على مواقع التواصل الاجتماعية… تماماً كما يفعل «مجتهد» عبر تويتر.
ولكن الشك قابع لدى «مجتهد» فيكتب «سادسا: سوف تبذل محاولات أكثر “منهجية” من قبل بيض التويتر والإعلام “المستقل” وبعض أعضاء هيئة كبار العلماء ومشايخ الجامية في مقاومة الهاشتاق».
قبل النقطة رقم ٧ علينا أن نسأل مرة أخرى كيف يعرف «مجتهد» بما يقوله المستشارون؟ عندما يغرد قائلاً «سابعا: تقدم بعض المستشارين باقتراح لـ”ولاة الأمر” باتخاذ قرارات مثيرة فيها مخادعة للمواطنين مما يؤدي لحرف الانتباه عن هذا الهاشتاق ونسيانه».
ويشرح «ثامنا: تضمنت هذه الاقتراحات قرارات ظاهرها تحسين الوضع المادي للمواطنين مثل تسهيل منح الاراضي وزيادة قرض البنك العقاري والغاء بعض الرسوم الخ…». لو صح هذا الكلام يكون شعار «هاشتاق الراتب_ما يكفي_الحاجة» قد أدى بوظيفته، فلم يقلق «مجتهد»؟
إلا أنه ليس قلقاً إذ يكتب «تاسعا: لم يتخذ قرار بعد» وهو لا يعرف « أي من هذه الاقتراحات سيتم اختياره لكن التوجه هو لما لا يكلف الخزينة كثيراً وظاهره مثير ويكفي لحرف الانتباه عن الهاشتاق».
يا «مجتهد» تذكر: إن بعض الظن إثم.
ولكنه يتابع: «كل هذا الأطراف التي تتنازع القرار متفقة على منع الشعب أن يفهم أنه انتزع تنازلا من الحاكم من خلال المطالبة بهاشتاق والتهديد بتحرك في الشارع».
ويعود إلى …صحة الملك، فهو يدرك أن أخبار صحة الملك تهم متتبعي تغريداته فيكتب «ملاحظة: وضع الملك الصحي لايسمح بتحمل التفاصيل ويتنازع القرار عدة أطراف ولهذا استخدمت تعبير “ولاة الأمر”» ولكنه يعترف « أن الملك هو الذي يوقع في النهاية»… أي أن الخيار الآتي سيكون خياره.
ولكن تطبيقاً لعلم التواصل الذي يجيده «مجتهد» فهو (من باب الحيطة) يكتب «أخيرا: لن تحصل المفاجأة ويصدر قرار بزيادة الرواتب» ويستدرك بسرعة في نفس التغريدة إذ يقول« إلا إذا حدثت تطورات استثنائية فيها ضغط حقيقي على “ولاة الأمر” لإرغامهم على ذلك».
أي أن «مجتهد» يضع كل الاحتمالات …في جانب تغريداته. مجتهد بحق ضليع في علم التواصل و…السياسة.