- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مجتهد يحذر آل سعود من محمد بن زايد أم العكس؟

ضمن حملته المستمرة على آل سعود انهى «مجتهد» تغريدته الأخيرة بذلك التحذير «لو كنت مستشارا عند بن زايد لنصحته بتوفير أمواله لأن موقف آل سعود ضد الربيع العربي والحركات الإسلامية وحماس أشد من بن زايد». فما الذي حصل حتى يفتح «مجتهد» ملف العلاقات بين الإمارات والمملكة الوهابية؟
يبدأ المغرد الشهير سلسلة تغريداته بتوجيه «اتهام لآل سعود» فيكتب : «آل سعود يشترون العلماء والقضاة وشيوخ القبائل ويتحكمون فيهم»… ويتابع « ومحمد بن زايد يشتري آل سعود ويتحكم فيهم» . ولكن مجتهد لا يعطي تفاصلي بل يزيد تشويق متابعيه فيعدهم بـ«الأسماء والتفاصيل بعد ساعتين إن شاء الله». وزيادة في التشويق يكتب «أنا آسف جدا تأخرت عليكم لانشغال طاريء وإليكم التغريدات».
يكشف هدف تغريداته الأخيرة بالتشديد على ما سبق وبدأه «يشتري آل سعود ولاء العلماء وشيوخ القبائل والقضاة بالمال والأراضي والقصور والآن محمد بن زايد يشتري ولاء آل سعود بنفس الطريقة».
كيف؟ ولماذا؟
كالعادة فإن «آل سعود» هم هدف النقد اللاذع لمجتهد… كما هي الحال دائماً. فيتابع «وآل سعود رغم ما لديهم فبطونهم لا تشبع وفيهم نهم شديد على المال والأراضي والعقار ونفوس دنيئة تقبل أن تبيع ذمتها مقابل هذا المال والعقار».
ويرى مجتهد أن محمد بن زايد يريد استعمال هذه «الصفات» يغرد قائلاً :«واكتشف محمد بن زايد هذه الصفة وتمكن من شراء ذمم كثير منهم بإكرامهم بمئات الملايين والقصور والأراضي وربطهم باستثمارات قوية في أبو ظبي». وبالطبع فإن هدف مجتهد الشخصي هو في هذه المرحلة «الأمير متعب بن عبد الله» (راجع المقالات السابقة انقر هنا). فكتب :
«ومن بين الشخصيات التي استطاع محمد بن زايد شرائها بندر بن سلطان وسلمان بن سلطان قبل أن يتركا المنصب والآن متعب بن عبد الله». ويدخل في التفاصيل والسؤال الأهم هو كيف يحصل مجتهد على هذه التفاصيل الدقيقة؟ هل هي صحيحة أم من بنات خياله ؟ والله أعلم (راجع التفاصيل حول من هو مجتهد).
المهم جاء في التفاصيل «أما بندر بن سلطان فحصل على ١٢٥٠ مليون ريال وقطعة استثمارية ضخمة في أبو ظبي تقدر قيمتها بمئات الملايين وكان بندر يكرر زيارة أبو ظبي للتنسيق». وكذلك في ما يخص الأمير سلمان بن سلطان ولكنه لا يكشف الأرقام «وأما سلمان بن سلطان فحصل على مبالغ مالية ضخمة لم يصلني الرقم لكنه لا يقل عن نصف مليار إضافة لقصر فخم يطل على البحر وهدايا عينية أخرى» رغم ذلك هناك بعض التفاصيل. «وإضافة لزيارات التنسيق وفر لهما أجنحة (فلل) في فندق قصر الإمارات 360 يوم في السنة مع كافة وسائل “الترفيه البريء” الذي تتفوق فيه الإمارات». فماذا يقصد مجتهد بقوله «الترفيه البريء» الله أعلم ولكن تبقى هذه الاتهامات على ذمته.
ويرى مجتهد «بهذه الطريقة تمكن محمد بن زايد من السيطرة على المخابرات السعودية حين كان بندر بن سلطان مسؤولا عنها وكان بندر لا يتصرف إلا بالتنسيق معه». هل هذا صحيح ؟ يجب العودة إلى كافة الأمور الماضية للتأكد من هذه الاتهامات التي غردها مجتهد، إذ أنه يضيف بعض الاعتبارات الدقيقة فيكتب «وكان محمد بن زايد يعلم أن سلمان بن سلطان رغم موقعه في الدفاع فقد كُلف بمهام استخباراتية كثيرة من بينها الملف السوري فلذلك اشتراه». ويتابع مسار سياسة التغيرات في رأس الهرم السياسي السعودي فيكتب «وبعد أن أفل نجم بندر توجه محمد بن زايد اتجاها استراتيجيا يضمن به قرار الدولة كلها وفي نفس الوقت يضمن المستقبل وهو استهداف متعب بن عبدالله».
ولكنه يعترف بأن الملك عبدالله بن عبد العزيز أقوى من أن يشتريه محمد بن زايد فيشدد على أن «محمد بن زايد يعلم أنه لا يستطيع شراء الملك نفسه فما تحت يد الملك أكثر مما تحت يده ولذلك وضع ثقله في متعب بن عبد الله لأنه المؤثر على الملك».
ويعود مجتهد إلى مسألة «صحة الملك» التي سبق أن تحدث عنها (انقر هنا)، فيقول «ومحمد بن زايد يعلم أن الملك مريض ووفاته قريبة وأن ولي العهد يعاني من الزهايمر وأن مقرن ضعيف» ويستطرد في مسأة «التوريث» فيتابع « وأن الخطة هي تنصيب متعب بن عبد الله أخيرا». وهنا ينصب مجتهد نفسه «عالم نفسي» فيكتب «متعب بن عبدالله فيه صفات تناسب محمد بن زايد، 1) طماع يحب العطايا 2) رخيص يبيع ذمته لمن يعطيه 3) غبي يمكن خداعه 4) ضعيف شخصية يطيع الأوامر». ويكشف (هل هذا صحيح الله أعلم) «ولم يشأ بن زايد أن يعطي متعب مبلغا عاديا من المال بل “كبّر رأسه” وأعطاه نصيبا هائلا من الصندوق الاستثماري الإماراتي السعودي وانتشى متعب فعلا».
ويدخل في التفاصيل فيكتب «والخبيث محمد بن زايد تحكم بمتعب من خلال الصندوق لأن الصندوق تحت إداراة إماراتية فالحصة التي وهبت لمتعب تحت سلطة الإمارات وليست هبة مفتوحة» ويتابع «هذا فضلا عن سلسلة من الهدايا من بينهما أراضي وقصور وخدمات في فندق قصر الإمارات تشبه الخدمات الترفيهيية التي ذكرتها سابقا». وهنا يُدخِل مجتهد عامل «الشك» لدى متابعيه فيكتب «هذه الفنادق مزودة بكاميرات غاية في التطور والتسجيل من جميع الزوايا ويمكن لمحمد بن زايد أن يبقي في حوزته ما يريد من وسائل الابتزاز».
إذا يمكن القول إن «مجتهد يحذر آل سعود من محمد بن زايد» إلا أن في ذلك تناقض كبير مع تدوينته الأخيرة التي كتب فيها «لو كنت مستشارا عند بن زايد لنصحته بتوفير أمواله لأن موقف آل سعود ضد الربيع العربي والحركات الإسلامية وحماس أشد من بن زايد».
هنا التناقض: فماذا يبغي مجتهد؟ تحذير آل سعود من ابتزاز محمد بن زايد أم تحذير محمد بن زايد من آل سعود»؟ الله أعلم.