الرئيسية » الافتتاحيات » بسّام الطيارة »

قراءة في “هزيمة” أكتوبر

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

ها هو سياق الربيع العربي يلتقي بالذكرى الـ٣٨ لحرب أكتوبر/ تشرين الأول ١٩٧٣ أو حرب الغفران، كما يسميها الإسرائيليون. في أيامنا هذه اختفت ثلاثة من معالم هذه المعركة الكبرى بين العرب وإسرئيل: التفوق النوعي الاسرائيلي اندحر بعد حربي تموز ٢٠٠٦ والحرب على غزة، كما أن «أحد أبطالها على الجبهة الغربية» حسني مبارك يقبع وراء قضبان السجن، بينما النظام الذي ورث «ثاني أبطالها على الجبهة الشرقية»، حافظ الأسد، يتضعضع ويتقوقع على نفسه نتيجة رياح ربيع الثورات العربية.
لم تخرج حتى اليوم وثائق «ويكيليكسية» أو ما شابه لتفيدنا بحقيقة أن الهجوم العربي لم يكن «هجوماً مفاجئاً ومباغتاً على إسرائيل». بالطبع إن بعض الظن إثم، إلا أن الوقائع التاريخية والنتائج التي ترتبت على هذه الحرب، تشير إلى أن وراء أكمة التحضير لهذه الحرب نوع من «البازار التفاوضي» تفوح منه رائحة سيء الذكر هنري كيسنجر ويقضي بتحريك الخطوط وصولاً إلى تغيرات جيوسياسية واستراتيجية حاسمة، يشتم منها رائحة تحضير للانتقال من جبهة الصمود إلى جبهة المسالمة كحل لمسألة الشرق الأوسط بشكل جذري.
قوام هذا الحل في تفكير كيسنجر بني على ما يبدو على أسس تفكير استشراقي فوقي يرى في العرب «ذكوراً فخورين تم إذلالهم عبر حرب ٦٧»، ومن هنا جاءت فكرة «الحرب المحدودة» التي لا تفني الغنم (لا تحرر كل الأرض المحتلة) ولا تقتل الناطور (هزيمة أخرى للعرب)، تسمح للجميع بحفظ ماء الوجه والالتفات إلى سلمٍ يفاوض عليه الاسرائيلي، من موقع قوة بالفعل، يجبر أقوى دولتي مواجهة، هما في الواقع في موقع ضعف بالفعل، على القبول بالشروط بحجة أن إنهاء التفوق الإسرائيلي هو هدف النضال.
إلا أن الأمور سارت بعكس ما تشتهي رياح استراتيجية كيسنجر: فأنور السادات كان «يخبئ» أهدافاً أقل بكثير من مرامي كيسنجر، ولربما الإسرائيليين أنفسهم. طموحه الوحيد كان «الفرعنة» والانتقال إلى تحت السقوف الذهبية في العواصم الغربية، كان يحلم بتدخين الغليون وارتداء لباس «جنتلمان فارمر» ولعب دور خديوي لدى الغرب، وحشر مصر العربية داخل حدود مصرية ضيقة لجعلها مزرعة له ولمحيطه من رجال الأعمال. لذا فهو ما أن توغلت قواته نحو عشرين كيلومتراً في سيناء حتى أوقف القتال ونحر جيشه الثالث المغلوب على أمره برفض التحرك لسد ثغة الدفرسوار والقضاء على جيش شارون، الذي كان رويداً رويداً يتقدم نحو القاهرة. في أي دولة وفي أي زمن كان هذا الكاكم سيحاكم بتهمة الخيانة العظمى. إلا أنه لم يكف حتى اغتياله عن الاحتفال بحرب أكتوبر.
من جهتهم، تغاضى الاسرائيليون عما يمكن أن يكون قد خطط له كيسنجر، فهم يعرفون أن صراعهم مع العرب هو صراع بين حضارات لا مجال فيها للتكتيكات ولا للاستراتيجيات، إذ إن خسارة معركة واحدة هي كارثة لهم لأن هدفهم هو «كسر العرب»، كسر أي بارقة أمل في إمكانية اللحاق بركب المساواة، بل يجب «إفهام العرب عبر هزيمة جديدة ضرورة طأطأة الرأس». لذا فما أن تم تثبيت الجبهة المصرية على بعد بضعة كيلومترات من خط السويس المقفل منذ ٦٧ حتى نقل الجيش الاسرائيلي كافة قواه نحو الشرق، ليرد القوات السورية على أعقابها وينقض على طلائع الجيش العراقي الذي كانت تتحرك عبر الأردن للمشاركة في المعركة. لم يتوقف الجيش الإسرائيلي إلا بعد أن وضع بينه وبين عاصمة الأمويين ١٠٠ كيلومتر فقط، كما هو الحال بينه وبين عاصمة الفاطميين ١٠١ كيلومتر. لم يبح كيسنجر بكلمة واحدة، لا بل دعم انتقال الطيارين الأميركيين من الطائفة اليهودية لـ«ممارسة واجبهم الوطني» في «الدفاع عن الوطن القومي»، رغم أن اندفاع اسرائيل يخالف توجهات السياسة العليا الأميركية و«المتفق عليه». لو يقرأ اليوم الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما هذا المقطع من التاريخ لأدرك أن إسرائيل ومؤيديها لا يهتمون إلا بما يهم إسرائيل. وقصف باخرة التجسس الأميركية «ليبرتي» من قبل القوات الإسرائيلية خير دليل.
أما على الجبهة الشرقية، فإن الأسد، الذي كان ينتظر من هذه الحرب عودة الجولان وتقاسم دمشق زعامة العالم العربي مع القاهرة، فقد رأى جيوشه تتراجع عن النقاط البسيطة التي تقدمت إليها، وهي تجر الهزيمة وراءها وجيش الدولة العبرية بات على مشارف عاصمته، عندها فهم أن السادات تلاعب به وتركه يحرق جيشه ويفقد مصداقية التحرير.
إلا أن لدى الزعماء في جعبهم ألف حيلة وحيلة لـ«الانتصار على واقع الحال»، فالأسد استفاد من خيانة السادات الظاهرة ليبرر خسارته وتموضعه في جبهة الرفض، بينما السادات استفاد من جبهة الرفض هذه ليبرر «استبدال العرب بسيناء». الأسد أقفل أبواب سوريا بمزلاج الرفض أولاً قبل أن يستبدله بقفلِ الممانعة، بينما السادات فتح أبواب مصر لتنهش الليبرالية من ثرواتها، وقطع الجسور بين «أم الدنيا» والعالم العربي، وجال بين حدائق قصور الغرب يتلقى الجوائز بلباس «غباردين إنكليزي»، بينما شعبه الذي انتظر ثمرات اتفاقية السلام يئن تحت ضير وحشية الاقتصاد الحر ويتفرج على السواح والإسرائيليين يتجولون بين أهرامات الجيزة وشرم الشيخ بحراسة رجال الأمن المصريين بلابسهم الأسود الشهير. وصدَّقت بعض الدول نظرية «القزم فوق الشجرة» وإمكانية العيش من دون مصر وتكملة النضال. لم يغير وصول حسني مبارك شيئاً، فهو محى من الذاكرة الجماعية «خيانة السادات» بجعل ذكرى حرب أكتوبر «تبجيلاً لدوره» في قيادة الطيران الحربي، وظن نفسه فرعوناً أكثر من فرعون، فلم يعين نائباً للرئيس خوفاً من الخيانة. إلا أن واقع شعب مصر لم يتغير. فكان فقر الأكثرية يتسابق مع ثروات الأقلية، فيما التطرف يلعب دور الحكم ويشجع الفريقين المتسابقين في اتجاهين مختلفين.
في سوريا، تابع النظام التنديد بالخيانة المصرية ودعا إلى ترك الهموم «اليومية القُطْرية» الضيقة والإلتفات إلى «الهموم القومية» العليا، وفي مقدمتها لبنان الذي دخله الجيش المهزوم في الجولان ليدعم سلماً أهلياً في ظل حرب دامت عشرين سنة، تخللتها معركة حمص الأولى في الداخل وخسارة ٨٦ طائرة في معركة جوية واحدة فوق العرقوب، إلى جانب فاصل «عدم مواجهة احتلال لبنان» بتبريرات جمة منها «المحافظة على الجيش العربي السوري»، بينما مبارك لم يحرك ساكنا أمام غزوة لبنان وترك الفلسطينيين يذبحون مثل النعاج في صبرا وشاتيلا وينتقلون بالبواخر الفرنسية إلى أبعد نقطة عن فلسطين في العالم العربي: اليمن.
أما إسرائيل، فما جنته من حرب أكتوبر الكوميدية هو أضعاف أضعاف ما كان يحلم به كيسنجر؛ ومن دون توسع، يكفي تعداد المعارك التي حققت فيها انتصارات لم تكن تحلم بها قبل «حرب الغفران»، رغم هزيمة ٦٧: توقيع اتفاقية مع مصر وسحبها من الصراع، سحب خطوط الغاز والنفط المصري حتى تل أبيب، وصول السفير الإسرائيلي لينعم بمياه النيل، وجحافل من السواح نصفهم جواسيس ورجال أعمال يحيكون شوارع مصر شرقاً وغرباً، اختفاء اللاءات الثلاث (لا صلح لا اعتراف لا تفاوض) بابتعاد مصر عن الصراع، احتلال شريط في جنوب لبنان (١٩٧٨)،  قصف مفاعل تموز في العراق (١٩٨١)، واحتلال جنوب لبنان وصولاً إلى بيروت العاصمة (١٩٨٢)، ثم طرد ياسر عرفات (١٩٨٣) وبعد ذلك أمكن توقيع معاهدة وادي عربة (١٩٩٤) التي سحبت الأردن من الصراع «لتريح إسرائيل»، التي التفتت إلى لبنان لتقوم بعدد من المجازر عبر الحدود اللبنانية وداخل أراضي بلاد الأرز أشهرها عملية عناقيد العنب (١٩٩٦) التي ذهبت دمرت المنشاءات ونكلت بالأطفال. ناهيك عما حصل من «تطور» (إذ أمكن القول) للمستعمرات في الضفة الغربية التي لم تبقى على تواصل يتجاوز ١٨ كيلومتراً متواصلة وباتت الضفة الغربية مثل «جبنة الغويير» السويسرية المليئة بالثقوب، إلا أن الفلسطينين يفاوضون لأن حرب أكتوبر نجحت في «تطعيم الفكر العربي» بطعم المفاوضة. على ماذا يفاوضون؟ يفاوضون للمفاوضة ويعطون «ما حصل في سيناء وطابا» كجواب… علينا الاكتفاء به. مع ذلك تتواصل عمليات القضم معتمدة على أن «رغبة التفاوض» على أراضي ما وراء حائط الفصل التي يقضمها المستعمرون الإسرائيليون يوميا فيما العالم يتفرج ويعود للتفاوض.
رغم كل هذا لم تتوقف الاحتفالات سنوياً بـ«حرب أكتوبر»، مضحك هذا اللاوعي الجماعي عند الحكام ومبكي جدا تفاعل الجماهير بهذه الاستعراضات.
هل تكون الاحتفالات هذه السنة مثل السنوات السابقة؟ من صعب جداً. إذ أن شخصنة الانتصار لم تعد ممكنة لمبارك المسجون ولم تعد موجودة للهالة التي كانت تحيط بالأسد بعد سقوط كل تماثيله في سوريا. أما «حجة تبجيل الانتصار بقهر الإسرائيلي» فقد زالت بحربي لبنان وغزة التي أظهرت «بحق هذه المرة» أن تكلفة ربح إسرائيل لأي حرب مقبلة باتت مكلفة جدا.
واقع اليوم الذي يزين ذكرى حرب أكتوبر يتمثل بعاملين أساسيين متواجدين في ساحة الصراع العربي الإسرائيلي: احتلال إسرائيل للأرض ونزول الشعوب العربية إلى الساحات لإزاحة من كان يدعوهم للتصفيق لهزيمة واعتبارها انتصاراً. الشعوب العربية مدعوة للانتباه للاحتفالات (حتى لاحتفالات الثورة والربيع العربي) فالحاكم الذي يدعو لاحتفال يخبئ شيئاً ما وراء أكمته. المطلوب من الشعوب العربية الاعتراف بخسائر وتفعيل ما يسمى بـ«التغذية الراجحة» أي الاستفادة من أخطاء الماضي وإصلاح ما يمكن إصلاحه ورمي جانباً ما لا يصلح والتفتيش عن الجديد، للانطلاق إلى الأمام.
المسألة الفلسطينية هي «لب الصراع العربي الإسرائيلي» ولب «الواقع العربي المؤسف» ولب «أسس غياب نهضة عربية»، وهي بنفس الوقت محرك قوي جداً. مهما قال المعلقون على الربيع العربي (الذين يفقهون لغة الضاد أو لا يجيدونها) من تونس ومصر والبحرين واليمن وصولاً إلى دمشق، فإن المسألة الفلسطينية كانت وما زالت موجودة وحاضرة في لاشعور هؤلاء الثوار الذين ييريدون إزاحة الأصنام. هذه الأصنام التي عربدت واستبدت ونهبت وقتلت وشنعت وحبست البلاد بحجة «انتظار حل مسألة فلسطين».
مسألة فلسطين سوف تجد حلاً عند هؤلاء الذين سوف يبنون مجتمعاً جديداً مبنياً على الصراحة والعلم، إن الأرض لن تذهب إلى المريخ، فلا تقولوا «كفاية» التفكير بفلسطين و«بدنا نعيش»… لقد حاول السادات ومبارك قبلكم تلقيم «كفاية وبدنا نعيش» للشعب، إلا أن شعب مصر قلب سحر «كفاية» على السحرة وهكذا تفعل وستفعل بقية الشعوب التي تقول كفاية كذب وتدجيل ونريد العيش أحراراً لتحرير فلسطين.

التعليقات: 2

  1. معمر عطوي:

    جميل يا دكتور طيارة هذه البانوراما العربية التراجيدية لقد وضعت الاصبع النقدي على الجرح العربي المتعفن الذي اصيب بالغرغرينا وبات بحاجة الى استئصال قبل ان يفتك بالجسد المترهل.

    تاريخ نشر التعليق: 2011/10/14
  2. Abd:

    استاذ بسام، انت رائع…

    تاريخ نشر التعليق: 2011/10/10

اُكتب تعليقك (Your comment):

صحافة اسرائيل

إعلان

خاص «برس - نت»

صفحة رأي

مدونات الكتاب

آخر التعليقات

    أخبار بووم على الفيسبوك

    تابعنا على تويتر

    Translate »
    We use cookies to personalise content and ads, to provide social media features and to analyse our traffic. We also share information about your use of our site with our social media, advertising and analytics partners.
    Cookies settings
    Accept
    Privacy & Cookie policy
    Privacy & Cookies policy
    Cookie name Active

    Privacy Policy

    What information do we collect?

    We collect information from you when you register on our site or place an order. When ordering or registering on our site, as appropriate, you may be asked to enter your: name, e-mail address or mailing address.

    What do we use your information for?

    Any of the information we collect from you may be used in one of the following ways: To personalize your experience (your information helps us to better respond to your individual needs) To improve our website (we continually strive to improve our website offerings based on the information and feedback we receive from you) To improve customer service (your information helps us to more effectively respond to your customer service requests and support needs) To process transactions Your information, whether public or private, will not be sold, exchanged, transferred, or given to any other company for any reason whatsoever, without your consent, other than for the express purpose of delivering the purchased product or service requested. To administer a contest, promotion, survey or other site feature To send periodic emails The email address you provide for order processing, will only be used to send you information and updates pertaining to your order.

    How do we protect your information?

    We implement a variety of security measures to maintain the safety of your personal information when you place an order or enter, submit, or access your personal information. We offer the use of a secure server. All supplied sensitive/credit information is transmitted via Secure Socket Layer (SSL) technology and then encrypted into our Payment gateway providers database only to be accessible by those authorized with special access rights to such systems, and are required to?keep the information confidential. After a transaction, your private information (credit cards, social security numbers, financials, etc.) will not be kept on file for more than 60 days.

    Do we use cookies?

    Yes (Cookies are small files that a site or its service provider transfers to your computers hard drive through your Web browser (if you allow) that enables the sites or service providers systems to recognize your browser and capture and remember certain information We use cookies to help us remember and process the items in your shopping cart, understand and save your preferences for future visits, keep track of advertisements and compile aggregate data about site traffic and site interaction so that we can offer better site experiences and tools in the future. We may contract with third-party service providers to assist us in better understanding our site visitors. These service providers are not permitted to use the information collected on our behalf except to help us conduct and improve our business. If you prefer, you can choose to have your computer warn you each time a cookie is being sent, or you can choose to turn off all cookies via your browser settings. Like most websites, if you turn your cookies off, some of our services may not function properly. However, you can still place orders by contacting customer service. Google Analytics We use Google Analytics on our sites for anonymous reporting of site usage and for advertising on the site. If you would like to opt-out of Google Analytics monitoring your behaviour on our sites please use this link (https://tools.google.com/dlpage/gaoptout/)

    Do we disclose any information to outside parties?

    We do not sell, trade, or otherwise transfer to outside parties your personally identifiable information. This does not include trusted third parties who assist us in operating our website, conducting our business, or servicing you, so long as those parties agree to keep this information confidential. We may also release your information when we believe release is appropriate to comply with the law, enforce our site policies, or protect ours or others rights, property, or safety. However, non-personally identifiable visitor information may be provided to other parties for marketing, advertising, or other uses.

    Registration

    The minimum information we need to register you is your name, email address and a password. We will ask you more questions for different services, including sales promotions. Unless we say otherwise, you have to answer all the registration questions. We may also ask some other, voluntary questions during registration for certain services (for example, professional networks) so we can gain a clearer understanding of who you are. This also allows us to personalise services for you. To assist us in our marketing, in addition to the data that you provide to us if you register, we may also obtain data from trusted third parties to help us understand what you might be interested in. This ‘profiling’ information is produced from a variety of sources, including publicly available data (such as the electoral roll) or from sources such as surveys and polls where you have given your permission for your data to be shared. You can choose not to have such data shared with the Guardian from these sources by logging into your account and changing the settings in the privacy section. After you have registered, and with your permission, we may send you emails we think may interest you. Newsletters may be personalised based on what you have been reading on theguardian.com. At any time you can decide not to receive these emails and will be able to ‘unsubscribe’. Logging in using social networking credentials If you log-in to our sites using a Facebook log-in, you are granting permission to Facebook to share your user details with us. This will include your name, email address, date of birth and location which will then be used to form a Guardian identity. You can also use your picture from Facebook as part of your profile. This will also allow us and Facebook to share your, networks, user ID and any other information you choose to share according to your Facebook account settings. If you remove the Guardian app from your Facebook settings, we will no longer have access to this information. If you log-in to our sites using a Google log-in, you grant permission to Google to share your user details with us. This will include your name, email address, date of birth, sex and location which we will then use to form a Guardian identity. You may use your picture from Google as part of your profile. This also allows us to share your networks, user ID and any other information you choose to share according to your Google account settings. If you remove the Guardian from your Google settings, we will no longer have access to this information. If you log-in to our sites using a twitter log-in, we receive your avatar (the small picture that appears next to your tweets) and twitter username.

    Children’s Online Privacy Protection Act Compliance

    We are in compliance with the requirements of COPPA (Childrens Online Privacy Protection Act), we do not collect any information from anyone under 13 years of age. Our website, products and services are all directed to people who are at least 13 years old or older.

    Updating your personal information

    We offer a ‘My details’ page (also known as Dashboard), where you can update your personal information at any time, and change your marketing preferences. You can get to this page from most pages on the site – simply click on the ‘My details’ link at the top of the screen when you are signed in.

    Online Privacy Policy Only

    This online privacy policy applies only to information collected through our website and not to information collected offline.

    Your Consent

    By using our site, you consent to our privacy policy.

    Changes to our Privacy Policy

    If we decide to change our privacy policy, we will post those changes on this page.
    Save settings
    Cookies settings