مجموعة “التراس ميادين التحرير” تستهدف “رأس المشير”
أصبح لدى بعض مشجعي كرة القدم المصريين، الذين لعبوا دوراً رئيسياً في اسقاط الرئيس السابق حسني مبارك، هدف جديد وهو الرجل الذي حل محله في قيادة مصر، المشير محمد حسين طنطاوي.
وفي أول رد على ما مقتل 74 شخص واصابة ألف آخرين على الأقل في الأحداث التي أعقبت مباراة المصري أمام الأهلي، أكثر أندية مصر نجاحاً، قالت مجموعة «التراس ميادين التحرير» في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»: “لا نريد سوى رأسك أيها المشير الخائن لذلك الوطن. كان بإمكانك أن تكتب اسمك بحروف من نور ولكنك تكبرت وظننت أن مصر وشبابها ممكن أن يعودوا خطوة إلى الخلف”.
ومما جاء في البيان «اليوم يا سادة، يرسل إلينا المشير وفلول النظام رسالة صريحة؛ ينقلب على الثورة أو يعاقبنا وينفذ فينا حكم الاعدام لمشاركتنا في ثورتنا ضد القمع والحريات». وأضاف «جريمة اليوم يا سادة ما هي إلا سلسلة جديدة من سلاسل جرائم النظام القمعي الذي يريد أن يقتل ثورة شباب مصر ويزيد عدد الشهداء ولكن لغباوته لا يعلم أن كل نقظة دم تنزف تزيد من الثورة اشتعالاً واصراراً». ومضى البيان يقول “الآن تتعالي الاصوات، لا نريد سوى رأسك ايها المشير الخائن لذلك الوطن. كان بامكانك ان تكتب اسمك بحروف من نور ولكنك تكبرت وظننت أن مصر وشبابها ممكن ان يعودوا خطوة الى الخلف”.
وتضمن البيان بعضاً من الملاحظات التي توحي بتعمد الأمن عدم تأمين المباراة ومن بينها أنه «لم يحضر المحافظ أو مدير الامن، لم نجد شرطة عسكرية أو أمن مركزي لأول مرة في تاريخ لقاءات الفريقين وانسحبت الشرطة من المدرج». وأضاف البيان «نعم مخططكم واضح بالنسبة الينا كوضوح الشمس ومن الان وصاعداً سندخل معكم حرباً جديدة في الدفاع عن ثورتنا وحقوق شهداءنا. سنستعيد واياكم ذكريات الثامن والعشرون من يناير عندما وقف كل من يحمي النظام السابق وشاهدونا ننتزع حريتنا مع ثوار مصر الذين نحن جزء منهم، تعرفونا جيداً فلطالما تواجهنا معا قبل الثورة وتدركون جيداً اننا ثورة قبل ان تبدأ الثورة. وحرب الشوارع وعمليات الخطف التي تمارسها، يمكننا ان نعلمها لك ولكل القوات المسلحة. ونحمد الله انه تم عمل مباردات من اجل تسوية الخلافات بين جروبات الاولتراس في مصر وهو ما لم يرضي جنابكم وعلى اثره بدأتم مخططاتكم». وتابع «نعلمكم انه يوجد مخطط من الان من أجل الاطاحة براسك بأيدينا وليس بأيادي خارجية. لن ننتظر حتى تقضوا علينا فرداً فرداً سنحافظ على ثورتنا وحقوق الشهداء بكل الوسائل الممكنة». وختم بيان الالتراس بالقول “نعم رسالتك وصلت. انتظر الرد قريباً”.
ومثل الكثيرين من الساسة والمصريين العاديين، ترى روابط مشجعي الالتراس أن سبب الغضب ليس اجتياح جماهير الكرة للملعب، لكن سببه هو قوات الأمن التي بدا أنها لم تفعل شيئاً يذكر لإيقاف ذلك، وسط تزايد السخط بين المصريين على فشل الجيش في فرض القانون وحفظ النظام بعد عام تقريباً من توليه مهمة ادارة البلاد.
كذلك، يشعر سكان بور سعيد مثل بعض الساسة ومجموعة التراس نفسها بأن هذه المجموعة كانت مستهدفة.
وقال أحمد بدر (45 عاما) وهو تاجر في بور سعيد “التراس تحظى بشعبية كبيرة لدى الثوار. التراس كانت الهدف (يوم الأربعاء) وجهزوا لهم المذبحة. المجلس العسكري وقوات الأمن هي المسؤولة فقط عن تأمين مثل هذه الأحداث”.
واستفاد التراس من خبراتهم السابقة في التعامل مع الشرطة في المباريات لمواجهة اساليب أجهزة الأمن لاخماد الثورة. والالتراس ليست مجموعة واحدة متماسكة بل توجد روابط التراس لمعظم الأندية الجماهيرية مثل «التراس أهلاوي» و «التراس وايت نايتس» الخاص بالزمالك القطب الثاني في كرة القدم المصرية.
وتضم «التراس ميادين التحرير» التي قالت إن طنطاوي هو هدفها مجموعة من المشجعين من مختلف الأندية اتحدت في ميدان التحرير، محور الثورة المصرية. وأدت أساليب الكر والفر الجريئة التي اتبعها مشجعو الالتراس وهم في المعتاد شبان ورجال في العشرينات من عمرهم وثباتهم في الصفوف الأولى لخط المواجهة وسط الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي خلال الاحتجاجات الشعبية الى ارهاق الشرطة حتى انهارت. وبعد أيام من بداية الثورة ضد نظام مبارك حل الجيش محل الشرطة.
ومنذ ذلك الحين بقي الالتراس في جبهة المعركة واشتبكوا مع الجيش والشرطة في احداث العنف التي اندلعت منذ سقوط مبارك في ميدان التحرير والمناطق المحيطة به حيث كان المحتجون يطالبون العسكر بتسليم السلطة للمدنيين.
وردد مشجعو الالتراس هتافات عدائية ضد الجيش في الاستادات لتصل رسالتهم للمواطنين العاديين الذين يتابعون المباريات في المنازل عبر التلفزيون. لكن بعض المصريين الذين يخشون الانفلات الأمني ما زالوا يعتقدون أن الجيش يبقى أفضل مؤسسة قادرة على حفظ النظام.
ومن بين هتافات الالتراس «آه يا شرطة عسكرية انتو كلاب زي الداخلية.. اكتب على سور الزنزانة قتل الثوار عار وخيانة.. يسقط يسقط حكم العسكر». وعبرت هتافات المشجعين في الساعات الأولى من الخميس عند العودة إلى محطة السكك الحديدية الرئيسية بالقاهرة من بور سعيد عن شعورهم عندما قالوا “الشعب يريد إعدام المشير”.
في غضون ذلك، حاول طنطاوي احتواء الغضب المتزايد بين المصريين، فأعلن أن الجيش لن يسمح لأي شيء بتعطيل انتقال السلطة وهو ما يقول الجيش إنه يعني تسليم السلطة في نهاية حزيران/ يونيو إلى سلطة مدنية. وتعهد طنطاوي أيضا بتعقب المتسببين في أحداث العنف في بور سعيد فيما أعلن الجيش في بيان الحداد في مصر لمدة ثلاثة أيام.
من جهته، ادان حمدين صباحي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية سقوط قتلى في «الفوضى المتعمدة والمخططة والممنهجة» وقال “لا نستطيع أن نغض البصر عما يمكن أن يكون تدبيرا لانتقام ثأري أسود وأحمق منهم ردا على دورهم وعلى هتافاتهم ضد السلطة ومعارضتهم لها”.