تودد «الشاب كوشنر» لاسرائيل استفز الأمن القومي الأميركي

نقطة على السطر

بسّام الطيارة

انتهت مهمة جاريد كوشنر زوج إيفانكا ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتم سحب التسهيلات التي كانت تسمح له بالوصول إلى الملفات المصنفة «سري جدا». هذا الحد من قدرته ينتقص كثيراً من أهميته لدى من يعتمد عليه من وراء الكواليس خصوصاً وأن مستشار الأمن القومي «هربرت ماك ماستر» سعى إلى أن «ينتشر الخبر» بشكل واسع وكأنه رسالة لكل من اعتمد على كوشنير وعلاقاته الشخصية معه.

الإعلام اليوم يغوص بالتحليلات التي ترى أن «كوشنر» وبسبب قلة خبرته وقع تحت تأثير جهات استفادت من موقعه.. من هي الجهات التي يقصدها والتي يبدو أنها كانت مستفيدة من التصاقها بالشاب الوسيم؟

هل هم رجال أعمال الروس الذين يبدو أن شركة كوشنر العقارية كان على علاقة ببعضهم؟ قد يكون المقصود هي العلاقة الموصوفة بـ«الحميمة» بين كوشنير ومحمد بن زايد آل نهيان ولي عهد الإمارت العربية. كما يمكن أن يكون الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية.

ما هي الأسباب التي منعت تجديد صلاحية كوشنر للاطلاع على أسرار الدولة؟ هل هو كما ذكرت عدة صحف أميركية النقص بالخبرة السياسية (٣٧ سنة) وهو المختص بالأعمال العقارية؟ وفي هذا المجال لا يبدو أنه ناجح كما وصفه الإعلام عندما كان في أوج سطوته هو زوجته إيفانكا وله كلمة نافذة لدى عمه الرئيس. فقد بدأت تتكشف أوضاع شركته العقارية المحملة بالديون والعجز الذي أصابها جراء عملية شراء برج ٦٦٦ في الجادة الخامسة في نيويورك، والتي وقف وراءها … كوشنر الابن.

جَرَدَ الإعلام كافة الجهات التي تعامل معها كوشنر، والأسباب التي قد تكون وراء فقدانه لصلاحياته… ما عدا جهة واحدة كانت المستفيد الأول من نفوذه …ألا وهي اسرائيل. هل يمكن استبعاد تأثير «يهودية» كوشنر على قرار ترامب التاريخي بالاعتراف بالقدس عاصمة اسرائيل، وهو الذي رفض الزواج من إيفانكا قبل أن تدخل الدين اليهودي؟ألم يمسك بالملف منذ اليوم الأول لوصول ترامب إلى البيت الأبيض؟

هذا القرار حول القدس، الذي انتقده العالم بكافة ألوانه الحلفاء قبل الخصوم، كان خروجاً عن الخط السياسي التاريخي للولايات المتحدة. كوشنير أمسك بالملف الفلسطيني وقاده حيث يريد اليمين الاسرائيلي من دون أي مراعاة لمصالح أميركا. وهو سَرَّعَ من مسألة نقل السفارة الأميركية إلى القدس بشكل غير طبيعي.

لقد أدرك القيمون على الأمن القومي هذا التوجه الخطير بالنسبة للولايات المتحدة ومصلحتها العليا والذي جعل مجلس الأمن يصوت لأول مرة للتنديد بخطوة أميركية سياسية، وهور توجه سحب من يد وشنطن ورقة الصراع العربي الاسرائيلي.

الصحف الأميركية قفزت عن سؤال ما إذا كان الملف الاسرائيلي هو الذي كان وراء تجريد كوشنير من هذا الصلاحية، ولكم لم يغب هذا عن القيمين على الأمن القومي الأميركي فاستعجلوا قرارهم قبل زيارة بنيامين نتانياهو إلى واشنطن في الاسبوع المقبل.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *