الرئيسية » رأي »

قلق اسرائيل له أسباب موضوعية

د. أحمد الزين*

لطالما كانت اسرائيل من الدول العظمى التي يهابها العالم أجمع،  فهي القوة التي لا تهزم، والجيش الذي لا يقهر عند الكثير. وحالياً تشهد اسرائيل العديد من التحديات الأمنية والعسكرية ، إن كان في الداخل أو على  الحدود الفلسطينية المحتلة. وهذه التحديات لم تكن يوما بعيدة عن تهديد الكيان الغاصب، فإسرائيل هي  قوة احتلال ولا يمكن  ان تتعرض لتهديدات، لكن الواقع يشير الى عكس ذلك فالعدو الإسرائيلي بات الآن يخاف ويقلق أكثر من أي وقت مضى، وذلك بسبب العديد من الأسباب الداخلية  والخارجية.

ومن الاسباب الداخلية:

تدني مكانة الجيش في الوعي الثقافي للبيئة الإسرائيلية  على عدة مستويات، أبرزها ما قاله رئيس هيئة الأركان السابق “أمنون ليبكين شاحاك” في خطاب تأبين “إسحق رابين” حول  العلاقات بين المجتمع والجيش، التي كانت قبل عقد أو عقدين مفهومة بحدّ ذاتها، تتصدر اليوم مركز قلق المؤسسة العسكرية، التي تعتبر الحفاظ على مكانتها في الوعي “الإسرائيلي” مهمتها الرسمية. ولقد أثرت  حرب 1973 على الجيش الإسرائيلي حيث تقوضت مكانته كجيش لا يمكن أن يخطئ.

من ناحية أخرى بات المجتمع الإسرائيلي بحد ذاته لا  يؤمن بأن “جيش الدفاع الإسرائيلي”، الأقوى في العالم، على العكس، فإن الإسرائيليين اليوم أكثر خوفاً، ولم يعودوا يؤمنون بالقدرة العسكرية الإسرائيلية. وأفاد استطلاع للرأي أجرته صحيفة “هآرتس” بأن ثقة الشباب الإسرائيلي في الجيش، انخفضت بنسبة 7% خلال السنوات الأخيرة، ما أزعج القيادة العسكرية، التي أجرت استطلاعات سرية أعطت نتائج مشابهة، وأقيمت لجنة خاصة لمعالجة المشكلة، ومنع تدهور الوضع أكثر.

قسم علوم السلوك والذي يدرس مواقف رجال الجيش، سأل رجال الخدمة الدائمة:  كيف يُنظر إلى المهنة العسكرية في أعين الإسرائيليين؟

عام 2005 أجاب 61% منهم أن المجتمع المدني يرى فيها مهنة “اعتبارية”، وبعد عامين، عام 2017، قدّر 16% فقط أن مهنتهم “اعتبارية”، ويقتنع الباقون أن الجمهور ينظر إليهم كـ”كومة من المتعطلين”. ومع مثل هذه الإحصاءات القاسية يرى الخبراء  أنه من الصعب بثّ روح ايجابية في الجيش، وزاد ذلك في أعقاب حرب غزة الأخيرة، حيث سمعت انتقادات موجهة لقائد الجيش وضباط هيئة أركانه، عبرت عن غضب وخذلان سُمع من أفواه الجنود، بعد التشويش في اتخاذ القرارات، والإحساس بالضياع لدى غير المدربين وقليلي التجهيز، والأوامر المتضاربة والمتغيرة باستمرار، وقلة التنسيق، وعدم الفهم للمهمات والأهداف، وهي عوامل أدت إلى فقدان الثقة بالقيادة العسكرية، ولذلك، لم يكن غريباً أن كثيراً من الجنود الإسرائيليين قالوا بأنهم إذا دعوا مجدداً للحرب، فلن يُلبوا الدعوة!

باتت الحالات النفسية والمرضية ظاهرة متفشية في الجيش الإسرائيلي، ولا يقتصر الأمر على من يلتحق به للمرة الأولى، فهناك ارتفاع كبير في نسبة الذين يتركونه بعد مضي فترة من الخدمة، وهناك من يخدمون ويعانون من مشاكل، ورفعوا دعاوى ضدّ وزارة الحرب باعتبار أن ما يمرون به أثناء العمليات العسكرية يسبب لهم ظواهر مرضية، كما تطالب نسبة كبيرة ممن أحيلوا للتقاعد بتعويضات نتيجة ما سببه الجيش لهم من مشاكل نفسية أثناء خدمتهم.

بلغة الأرقام، تتسع نسبة المرضى النفسيين بين جنود الجيش سنوياً، وبلغت سنة 2012 واحد من كل ثمانية جنود، يحصلون على تقارير تؤكد معاناتهم من أعراض نفسية، وتشير الإحصاءات إلى ارتفاع النسبة 60% مقارنة مع عام 2002، وأدى ارتفاعها وسهولة التعامل معها لخلافات بين المسئولين، وجهت خلالها اتهامات لمن يتعامل بتساهل مع هذه الشريحة من الشباب اليهود دون سن 18 عاماً.

في ذات السياق، واستمراراً لهذه المشاكل النفسية، فقد انتشرت ظواهر الانتحار بين صفوف الجنود، ما دفع بمراقب جهاز الأمن العقيد “يوسي بن هورين” فتح تحقيق حول عمليات الانتحار في الجيش بعد إثبات عجزه عن معالجتها، ودفع تزايد الظاهرة إلى إبلاغ الجيش للكنيست عن عدة خطوات لمواجهتها،ما جعلها تشكل أزمة حقيقية في إسرائيل. حيث رأى رئيس هيئة الأركان “أشكنازي” بأن عليه أن يتكفل بعلاج هذه التحديات قبل أن يسوء الوضع أكثر فأكثر.

كما ظهرت زيادة في تدهور “المادة القتالية”، وهم أعضاء القوات المسلحة، فقيادتهم ترى أن استمرار المواجهات العسكرية مع قوى المقاومة الفلسطينية سيؤدي لتصعيد فقدان المقدرة القتالية، وانخفاض الروح المعنوية، والإحساس العميق بالخوف واليأس.

وجاء في إفادة لجندي عائد من الخدمة على حدود قطاع غزة: “كان ذلك كابوساً حقيقياً، غزة أصبحت “عشاً من الدبابير”، وأنا أفضل خدمة شهرين على الحدود مع لبنان، على الخدمة أسبوعين على حدود غزة، كلما تذكرت أني سأعود لهذه الأماكن المقيتة اعترتني قشعريرة، وتصبب العرق من جبيني”!

والى جانب الاستعداد للحرب، ترى أوساط عسكرية أنه ينبغي القفز عدة درجات بمستوى الأداء القتالي المهني، ويجب العودة إلى تعليم أمور في التدريبات العسكرية من الأساس، وليس فقط للجنود، بل أيضاً للقادة. وعلى سبيل المثال، يحتاج جيش الاحتياط للبناء من جديد، بعد سنوات طويلة من الإهمال، فقد جرى حديث غزير عن إرسال جنوده لحرب غزة الأخيرة 2009، دون أن يتلقوا ما يكفي من تدريبات، لكن بعد أزمة الحرب، تؤكد محافل عسكرية أنه لا يكفي الاهتمام بالتدريبات فقط، بل توجد حاجة لإعادة الثقة، لأنه بدونها ستتزايد عمليات رفض الخدمة، والتمرد على أوامر الاستدعاء للاحتياط.

وجرى الحديث عن تقرير سري حول الأوضاع النفسية والمعنوية في الجيش، أثار قلقاً كبيراً لدى الحكومة، بعدما أظهر أن حالة الإحباط واهتزاز الثقة التي سادت الجيش إثر الحرب الأخيرة، دفعت 50% من الجنود للتفكير في ترك الجيش، والبحث عن عمل آخر.

واحتوى التقرير على نتائج استطلاع رأي أجري في صفوف الجنود، دلّ على وجود أزمة ثقة متفاقمة بينهم وبين قيادتهم، وحين سُئِل جنود الاحتياط عن نظرتهم ومدى ثقتهم واحترامهم لقادتهم، قال 25% إنهم يثقون، وحين وجه السؤال للجمهور العام، لم تزد نسبة الثقة كثيراً، وقال 40% فقط إنهم يثقون بقيادة الجيش.

وهو ما دفع بوزير الحرب “باراك”، ورئيس الأركان “أشكنازي”، لحمل هذه المعلومات لرئيس الوزراء “نتنياهو”، ومطالبته بالتعاون معهما في تنفيذ خطة لإعادة ترميم الروح المعنوية للجيش، عبر التدخل لدى وزارة المالية لتخصيص ميزانية خاصة لتمويلها، بقيمة نصف مليار شيكل، ما يعادل 125 مليون دولار.

ومن الأسباب الخارجية التي أضعفت اسرائيل:

– انتصار الدولة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد الذي شكل صاعقة لمخططات الكيان الإسرائيلي، فسوريا انتصرت و بعد ما كانت تسيطر على  15%  من الأراضي السورية اصبحت تسيطر على ما يزيد عن 80% من هذه الأراضي.

وجاء تعليق عضو مجلس الشعب السوري، أنس الشامي، على تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، عن انتصار الرئيس السوري بشار الأسد، في الحرب الدائرة في سوريا في مكانه الصحيح حيث رأى “إن هذه التصريحات قراءة تحليلية واقعية يدركها القاصي والداني بعد صمود الدولة السورية والرئيس بشار الأسد”. وأضاف  “هذا يعني أن ثمة دول إقليمية وخارجية سوف تعمل على فتح قنوات دبلوماسية مع الحكومة السورية بعد وقوف الحلفاء إلى جانب سوريا، والانتصارات التي حققها الجيش السوري”

وأردف الشامي، قائلا “إن من أهم العوامل التي تدفع هذه الدول إلى التقارب مع الدولة السورية هو مكافحة الإرهاب الدولي، لأن الجيش العربي السوري والاستخبارات السورية باتت تملك خبرة واسعة في هذا المجال، ولا سيما التنظيمات الإرهابية التي أنشأتها في الأساس دول استخباراتية غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية”. وهكذا استطاعت الدولة السورية ان تنسج علاقاتها الدولية من جديد  وأن تستعيد حدودها مع لبنان والأردن وفلسطين ومعظم الدول .

من جهة اخرى، تنظر “اسرائيل” بعين القلق  للتحول الاستراتيجي في قدرات حزب الله، لناحية الخبرات التكتيكية والميدانية التي اكتسبها من مواجهة جحافل التكفيريين الذين يمثلون دولاً كبيرة وقادرة ويستفيدون من دعمها، ولناحية امتلاك الحزب أسلحة وقدرات عسكرية، لا تعلم عنها “اسرائيل” الا انها فعالة وكاسرة للتوازن، وذلك استناداً الى معادلة التطور العسكري التي أثبتها حزب الله في مسار تصاعدي واضح، ظهر خلال كامل الحروب التي خاضها بمواجهة ” اسرائيل”.

مع هذا القلق من حزب الله، والذي يتجلى في مجمل التغييرات التي طاولت استراتيجية العدو، لناحية تغيير عقيدته من هجومية الى دفاعية وما تبعه ذلك من تحصين لجبهته الداخلية ومن تفعيل منظومات حماية اجوائه وكامل مناطق احتلاله من الصواريخ، ولناحية اقتناعه بان الحرب المقبلة لن تكون خارج الاراضي المحتلة  فقط بل ستكون حتما داخلها، مع هذا القلق، جاءت الجولة الاعلامية التي نفذها حزب الله بالأمس لوسائل اعلام محلية واقليمية وغربية، والتي اضاء فيها على اجراءآت العدو الدفاعية على كامل حدود فلسطين المحتلة الشمالية، وأرسل من خلالها للعدو ولغيره رسالة واضحة عن امتلاكه خارطة استعلامية كاملة عن هذه الاجراءات على الحدود وفي العمق، وعن جهوزيته في اي حرب تفكر “اسرائيل” بشنها على لبنان، مع احتفاظه بمناورة الغموض التي يمارسها بمواجهة العدو، وعن اسلحته وعن اجراءاته في الدفاع او في الهجوم.

حيث حذر مستشار الامن القومي الصهيوني السابق  اللواء احتياط يعقوب عميدرور، من المواجهة المقبلة مع حزب الله، مشيرا الى وجود ثغرات يمكن ان يستخدمها حزب الله للاضرار بـ”اسرائيل”. وفي حديث لصحيفة “هآرتس”، تحدث عميدرور المنتهية ولايته حديثا، عن امكانية ان تتطور الاوضاع الامنية بين اسرائيل وحزب الله نحو الاسوأ، وان تندلع المواجهة بصورة فجائية.

عميدرور المعروف بقربه الشديد من رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو، قال “رغم كل التحضيرات والاستعدادات لخوض حرب جديدة مع حزب الله، الا ان لدى اسرائيل وجيشها المنتشر على الحدود مع لبنان، نقاط ضعف في انتشاره العسكري، الامر الذي من شأنه ان يساهم لمصلحة حزب الله، وان يستغلها  لمصلحته، في حال اراد الرد”.

كما أن مصادر عسكرية صهيونية اشارت لـ”هآرتس “ان المنظر الخادع على الحدود مع لبنان، يمكن ان يتحول سريعا الى ترد امني ومواجهة، ويكفي ان يتحرش احد الطرفين بالاخر، اسرائيل او حزب الله، حتى تنفجر المواجهة التي ستتسم بانها مميتة ووحشية، وليست شبيهة اطلاقا بما حصل في المواجهات السابقة بين الجانبين”. من جهته اعتبر المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، ان “حزب الله قادر على اطلاق 3000 صاروخ يوميا باتجاه اسرائيل في حال وقعت الواقعة ونشبت الحرب”، مرجحا ان “يستمر تساقط الصواريخ على اسرائيل طوال شهر كامل، الامر الذي يبقي الاسرائيليين تحت رحمة النار، طوال هذه المدة وضمن هذه الوتيرة”.

وفي هذا المجال قال الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست يوفال ستانتيز بعد الانتهاء من سماع شهادات 54 ضابطاً وجندياً شاركوا في الحرب، إن «الصورة التي اوجدتها هذه الشهادات سيئة للغاية». وقال إن عدداً كبيراً من الجنود الذي شهدوا (خصوصاً الضباط) عبروا عن قلقهم من قدرة الجيش الاسرائيلي على مواجهة اي هجوم عسكري من قبل دولة قوية، تملك جيشاً قوياً، مثل مصر وسوريا». لقد سقط مبدآن في الحروب الاسرائيلية، بعد الحرب على لبنان:
الاول: «تصدير الحرب الى اراضي العدو وعدم السماح بحصولها على ارض اسرائيلية»، وقد افشل ذلك تساقط الصواريخ بكثافة على المدن والمواقع الاسرائيلية، ولا سيما في العمق من دون ان يتمكن الطيران من حل المعضلة التي بقيت حتى اليوم الاخير للحرب، ما أدى الى التدخل البري، لا بل ان امين عام «حزب الله» اعلن بعد الحرب في مهرجان «يوم النصر» انه ما زال لدى الحزب اكثر من 30 الف صاروخ.
الثاني: مبدأ «الحرب الخاطفة» الذي كانت اسرائيل عبره تحسم الحرب ببضعة ايام بقصف استراتيجي يكسر القوى المقابلة ويشل قيادتها وسيطرتها، مع احتلال سريع يجنّبها التورط في حرب استنزاف. الا ان سلاح الطيران لاقى الفشل الذريع مقابل الوظيفة الاستراتيجية التي باتت لسلاح الصواريخ، وهو الذي اجبر اسرائيل على خوض معركة برية خاسرة ايضاً. يضاف الى ذلك سقوط اسطورة خوض اسرائيل حروب من دون ضحايا اسرائيليين. كما ان ما يعرف بتيار «المتنورين» العلمانيين قد بدأ يفقد موقعه كنخبة قتالية. وما كان يعتد بها كنخبة قتالية مثل «لواء غولاني» لم تعد وحدات نخبة بل اصبحت مجرد الوية.

وبشأن مضيق باب المندب هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إيران بأنها ستواجه، حال أغلقت باب المندب، تحالفا دوليا يتضمن جميع صنوف قوات إسرائيل وسيعمل بكل تصميم على منع عرقلة الحركة في المضيق. وقال نتنياهو : “البحر يعطينا فرصا عديدة وفي مقدمة الأمر البحر يزيد من المساحة الجغرافية الصغيرة التي تتسع عليها إسرائيل”.

وأوضح نتنياهو، حسب ما نقله مكتب الإعلامي، أن بإمكان القوات الإسرائيلية نشر قطعها البحرية “على سطح البحر وتحته على مساحة هائلة. هذا يعطي دولة إسرائيل قوة كبيرة جدا””.

وأضاف مشددا: “لو حاولت إيران إغلاق مضيق باب المندب، فإنني على اقتناع بأنها ستجد نفسها أمام تحالف دولي مصمم على منعها من القيام بذلك. هذا التحالف سيشمل أيضا دولة إسرائيل على جميع أجنحتها”. ودعا نتنياهو مرارا في وقت سابق إلى إقامة تحالف دولي في الشرق الأوسط ضد إيران يضم “بلدانا معتدلة” في المنطقة.

و من اشارات الخوف الاسرائيلية الطلب من روسيا نشر جنود على الحدود مع سوريا. و هنا يتسائل المراقبين:

منذ متى تطالب اسرائيل بقوات فصل مع الدول العربية و اليس العكس كان صحيحا؟

وهكذا نجد ان القوة التي ارعبت العالم ترعب حالياً بسبب العديد من التحديات التي تواجهها وخاصة في ظل الأوضاع الراهنة، فهل ستصبح اسرائيل التي  تخيف العالم دولة اوهن من بيت العنكبوت وتخاف الغير ؟

وأخيراً لا أرى خاتمة لهذا التحليل أفضل من اقتباس ما ورد في تقرير موسع نشرته مجلة “نتيف” العسكرية “أن الجيش الإسرائيلي ترهل وشاخ وتقادم، وهو واهن العضلات ويتستر بـ”ورقة توت”، كما أن إرادة القتال فيه قد انهارت، والمفعول الانهزامي للانسحابات المتوالية يتراكم، وأصبح يترنح بين ضمور الروح العسكرية واللوذ بالفرار”.

* كاتب ومفكر لبناني

اقرأ للكاتب نفس:

اُكتب تعليقك (Your comment):

صحافة اسرائيل

إعلان

خاص «برس - نت»

صفحة رأي

مدونات الكتاب

آخر التعليقات

    أخبار بووم على الفيسبوك

    تابعنا على تويتر

    Translate »
    We use cookies to personalise content and ads, to provide social media features and to analyse our traffic. We also share information about your use of our site with our social media, advertising and analytics partners.
    Cookies settings
    Accept
    Privacy & Cookie policy
    Privacy & Cookies policy
    Cookie name Active

    Privacy Policy

    What information do we collect?

    We collect information from you when you register on our site or place an order. When ordering or registering on our site, as appropriate, you may be asked to enter your: name, e-mail address or mailing address.

    What do we use your information for?

    Any of the information we collect from you may be used in one of the following ways: To personalize your experience (your information helps us to better respond to your individual needs) To improve our website (we continually strive to improve our website offerings based on the information and feedback we receive from you) To improve customer service (your information helps us to more effectively respond to your customer service requests and support needs) To process transactions Your information, whether public or private, will not be sold, exchanged, transferred, or given to any other company for any reason whatsoever, without your consent, other than for the express purpose of delivering the purchased product or service requested. To administer a contest, promotion, survey or other site feature To send periodic emails The email address you provide for order processing, will only be used to send you information and updates pertaining to your order.

    How do we protect your information?

    We implement a variety of security measures to maintain the safety of your personal information when you place an order or enter, submit, or access your personal information. We offer the use of a secure server. All supplied sensitive/credit information is transmitted via Secure Socket Layer (SSL) technology and then encrypted into our Payment gateway providers database only to be accessible by those authorized with special access rights to such systems, and are required to?keep the information confidential. After a transaction, your private information (credit cards, social security numbers, financials, etc.) will not be kept on file for more than 60 days.

    Do we use cookies?

    Yes (Cookies are small files that a site or its service provider transfers to your computers hard drive through your Web browser (if you allow) that enables the sites or service providers systems to recognize your browser and capture and remember certain information We use cookies to help us remember and process the items in your shopping cart, understand and save your preferences for future visits, keep track of advertisements and compile aggregate data about site traffic and site interaction so that we can offer better site experiences and tools in the future. We may contract with third-party service providers to assist us in better understanding our site visitors. These service providers are not permitted to use the information collected on our behalf except to help us conduct and improve our business. If you prefer, you can choose to have your computer warn you each time a cookie is being sent, or you can choose to turn off all cookies via your browser settings. Like most websites, if you turn your cookies off, some of our services may not function properly. However, you can still place orders by contacting customer service. Google Analytics We use Google Analytics on our sites for anonymous reporting of site usage and for advertising on the site. If you would like to opt-out of Google Analytics monitoring your behaviour on our sites please use this link (https://tools.google.com/dlpage/gaoptout/)

    Do we disclose any information to outside parties?

    We do not sell, trade, or otherwise transfer to outside parties your personally identifiable information. This does not include trusted third parties who assist us in operating our website, conducting our business, or servicing you, so long as those parties agree to keep this information confidential. We may also release your information when we believe release is appropriate to comply with the law, enforce our site policies, or protect ours or others rights, property, or safety. However, non-personally identifiable visitor information may be provided to other parties for marketing, advertising, or other uses.

    Registration

    The minimum information we need to register you is your name, email address and a password. We will ask you more questions for different services, including sales promotions. Unless we say otherwise, you have to answer all the registration questions. We may also ask some other, voluntary questions during registration for certain services (for example, professional networks) so we can gain a clearer understanding of who you are. This also allows us to personalise services for you. To assist us in our marketing, in addition to the data that you provide to us if you register, we may also obtain data from trusted third parties to help us understand what you might be interested in. This ‘profiling’ information is produced from a variety of sources, including publicly available data (such as the electoral roll) or from sources such as surveys and polls where you have given your permission for your data to be shared. You can choose not to have such data shared with the Guardian from these sources by logging into your account and changing the settings in the privacy section. After you have registered, and with your permission, we may send you emails we think may interest you. Newsletters may be personalised based on what you have been reading on theguardian.com. At any time you can decide not to receive these emails and will be able to ‘unsubscribe’. Logging in using social networking credentials If you log-in to our sites using a Facebook log-in, you are granting permission to Facebook to share your user details with us. This will include your name, email address, date of birth and location which will then be used to form a Guardian identity. You can also use your picture from Facebook as part of your profile. This will also allow us and Facebook to share your, networks, user ID and any other information you choose to share according to your Facebook account settings. If you remove the Guardian app from your Facebook settings, we will no longer have access to this information. If you log-in to our sites using a Google log-in, you grant permission to Google to share your user details with us. This will include your name, email address, date of birth, sex and location which we will then use to form a Guardian identity. You may use your picture from Google as part of your profile. This also allows us to share your networks, user ID and any other information you choose to share according to your Google account settings. If you remove the Guardian from your Google settings, we will no longer have access to this information. If you log-in to our sites using a twitter log-in, we receive your avatar (the small picture that appears next to your tweets) and twitter username.

    Children’s Online Privacy Protection Act Compliance

    We are in compliance with the requirements of COPPA (Childrens Online Privacy Protection Act), we do not collect any information from anyone under 13 years of age. Our website, products and services are all directed to people who are at least 13 years old or older.

    Updating your personal information

    We offer a ‘My details’ page (also known as Dashboard), where you can update your personal information at any time, and change your marketing preferences. You can get to this page from most pages on the site – simply click on the ‘My details’ link at the top of the screen when you are signed in.

    Online Privacy Policy Only

    This online privacy policy applies only to information collected through our website and not to information collected offline.

    Your Consent

    By using our site, you consent to our privacy policy.

    Changes to our Privacy Policy

    If we decide to change our privacy policy, we will post those changes on this page.
    Save settings
    Cookies settings