التشنج المهبلي يؤثر على حياة النساء ويمنعهن من ممارسة الجنس

خاص – قناة «بي بي سي»

“جسدي لا يطاوعني لممارسة الجنس، وعندما أفعل، فكأن شخصا يطعنني”. تعاني هانّا فان دي بير اضطرابا جنسيا مؤلما يسمّى التشنج المهبلي، والذي يؤثر على حياة عدد من النساء حول العالم.

وتُعرف هذه الحالة غير الشائعة بأنها ردّ فعل الجسم التلقائي إزاء أي تخوّف من الإيلاج بشكل معين أو بأي شكل.

تقول هانّا: “تحدثت إلى نساء كثيرات يعانين التشنج المهبلي. نبدو وكأننا جميعا عانينا شيئا واحدا هو الشعور بالوحدة”.

ويحدث أن عضلات المهبل تنقبض وتفقد المرأة السيطرة عليها.

وتعاني صاحبات هذا الاضطراب عند ممارسة الجنس ويشعرن بألم مبرّح، بل إن بعضهن يجدن صعوبة في استخدام سدادة قطنية لامتصاص دم الطمث.

وتتذكر هانّا، 21 عاما، كيف كانت تجربتها الجنسية الأولى: “قيل لي إن فقدان العذرية يؤلم الجسد – لكنني شعرت وكأن سكينا تُغرز وتتلوّى في مهبلي”.

وبعضهن يشبهن الأمر بالختان أو بوخز الإبر للجلد.

تقول ليلى فرودشام، استشارية النساء والتوليد المقيمة في لندن، إن التشنج المهبلي أحد المحظورات الجنسية التي لا تزال باقية.

“الشعور بالقلق عند ممارسة الجنس لأول مرة أمر طبيعي، وربما كلنا اختبرنا ذلك. لكن هذا الشعور يلازم النساء اللاتي يعانين التشنج المهبلي طوال العمر”.

أمينة، في مطلع العشرينيات من عمرها، تعاني هي الأخرى تشنجا مهبليا، وتقول إن معاناتها غيرت حياتها للأبد.

وتضيف: “خيّم التشنج المهبلي على حياتي الزوجية، وعلى قدرتي في الاختيار فيما يتعلق بالرغبة في الإنجاب.”

ويمكن أن تظهر أعراض المرض في أي مرحلة من عمر المرأة، ويمكن أن تظهر بعد المرور بخبرات كالولادة أو الإصابة بمرض القلاع أو التعرض لصدمة جنسية أو انقطاع الطمث.

وبعضهن يكتشفن الإصابة لدى المحاولة والفشل في ممارسة الجنس لأول مرة.

لكن ليلى فرودشام تضيف أن النشأة المتدينة يمكن أن تلعب دورا في الإصابة بالتشنج المهبلي.

وتقول ليلى لبي بي سي: “البعض ينشأن في وسط متدين ولا يعانين مشكلات على الإطلاق، لكن هناك أشخاصا أشبه بالإسفنج في امتصاص كافة الإيحاءات والأفكار”.

وتضيف: “إحدى هذه الأفكار أن الجنس يكون مؤلما للغاية في ليلة الزفاف، فضلا عن التطلع إلى رؤية خروج بعض الدم لإثبات العذرية”.

وعلى الرغم من أن أمينة لم تضطر إلى تقديم أي دليل على عذريتها، لكنها تقول إن الأفكار كانت دائما عالقة في ذهنها”.

وتقول: “ربما كان ذلك أحد الأشياء التي أرعبتني من الجنس”.

وتضيف: “في ليلة زفافي شعرت بأن جسدي لا يطاوعني. من الصعب الحديث عن ذلك لأن النساء لا يتفهمن الأمر. وقد يظنون أنني أبالغ في رد الفعل أو أختلق الأمر اختلاقا”.

وتتذكر هانّا ما قيل لها من أن ممارسة الجنس لا تبعث الشعور بالسعادة عند النساء. وتقول: “ذهبتُ إلى مدرسة الكنيسة، وهناك تعلمت أن ممارسة الجنس يمكن أن تورث ألما داميا أو حَمْلا أو أمراضا ينقلها الجنس”.

بالنسبة لأخريات، مثل آيزلي لين، يمكن للتشنج المهبلي أن يترك آثارا عاطفية كبرى على علاقات المرأة.

“أتذكر الشعور بالتخوّف من أن يظن الشريك أنني لا أبادله حُبا بحُبّ، أو أنني لست منجذبة إليه”.

ويحول الشعور بالخزي والخجل دون طلب كثير من النساء المصابات للمساعدة، على الرغم من أن التشنج المهبلي مرض قابل للعلاج.

وتحاول كل من هانّا وأمينة العلاج عبر وسائل توسعة المهبل، كأدوات ملساء على هيئة السدادات القطنية التي تُقحم في المهبل لامتصاص دماء الطمث، والتي من شأنها عمل توسعة بطيئة في محاولة لإرخاء العضلات، جنبا إلى جنب مع تلقّي علاج نفس-جنسي.

وتقول أمينة إن العلاج ساعد إلى درجة معينة. “أنا متزوجة منذ أكثر من خمس سنوات وأظن أنني أتحسن. ولكن كلما كانت وسيلة التوسعة أكبر حجما، كانت هناك صعوبة ملموسة في استخدامها”.

كما يركز العلاج على الجانب النفسي، والخوف من الإيلاج، عبر اتباع أساليب كالإرشاد النفس-جنسي.

وتقول فانيسا ماكاي، استشارية النساء والتوليد في مستشفى جامعة الملكة إليزابيث في غلاسغو إنه “نوع من العلاج بالتحدث يساعد في تفهُّم وتغيير النظرة للجسم”.

وبينما تقول هانّا إنها أحرزت تقدما ملموسا، فإنها لا تزال تعاني لدى الإيلاج، لكنها مصمِّمة على التحسن.

وتقول: “أرغب في الحصول على الإيلاج الذي يرضيني. أرغب في القدرة على المشي جيئة وذهابا واضعة سدادة قطنية أثناء دورتي الشهرية. لقد حددت أهدافا صغرى لنفسي وأسعى صوب تحقيقها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *