أجهزة الأمن تداهم مقر موقع إخباري مستقل وتحتجز ٤ صحفيين

أخلى الأمن المصري الأحد سبيل أربعة صحافيين من موقع “مدى مصر” الإخباري المستقل، هم لينا عطالله ومحمد حمامة ورنا ممدوح وشادي زلط، بعد ساعات من مداهمته لمقر الموقع.

وأورد موقع “مدى مصر” الإخباري المستقل الأحد أن أجهزة الأمن داهمت مقره في القاهرة واحتجزت الصحافيين داخله، غداة قيامها بتوقيف أحد محرريه بينما كان في منزله.

وكتب الموقع على صفحتيه في فيس بوك وتويتر “اقتحمت قوات أمن بزي مدني مكتب مدى مصر في القاهرة. فريق مدى في هذه اللحظات محتجز داخل المكتب وهواتفهم مغلقة”.

وبعدها ببضعة ساعات، قال الموقع إن قوات الأمن غادرت المقر بعد اعتقال رئيسة التحرير لينا عطالله والصحافيين محمد حمامة ورنا ممدوح. وبعد ساعات من الاعتقال نشر الموقع في تغريدتين نبأ إطلاق سراح صحافييه الأربعة.

وينشر الموقع تحقيقات عن الفساد والسياسة الخارجية والشؤون الأمنية باللغتين العربية والإنكليزية.
والأسبوع الفائت، نشر “مدى مصر” مقالا ذكر أن نجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي محمود تم نقله إلى موسكو في “مهمة عمل طويلة”.

وذكر التقرير أن نقله من منصبه الرفيع في جهاز الاستخبارات يأتي بعد تزايد الانتقادات بحقه داخل الجهاز. وتضمن أيضا تصريحات مسؤولين مصريين وإماراتيين لم يذكرهم بالاسم، مشيرا إلى تفاصيل عما يدور داخل الأجهزة الأمنية في حين تتراجع حرية الصحافة في مصر.

ولم يتسن الحصول على تعليق من المتحدث باسم وزارة الداخلية.

وقال صحافي، طلب عدم ذكر اسمه، في “مدى مصر” لوكالة الأنباء الفرنسية من خارج مكتب الموقع إن أفراد الأمن لا يزالون داخل المقر في حي الدقي غرب القاهرة. وأوضح الصحافي أنه شاهد عربات تابعة لقوات الأمن والتقى ضباط شرطة في ملابس مدنية في مدخل المبنى.

وقال أيضا “في البداية منعوني من الدخول ثم رافقوني للدور السادس حيث المكتب. طرقنا الباب ورأيت زملائي لأجزاء من الثانية”. وتابع أن “شرطيا أيضا في ملابس مدنية قال إنهم لا يريدون دخول أو خروج أحد قبل أن يسمحوا لي بأن أغادر”. وأشار الصحافي إلى أنه سيعود برفقة محام.

وفي وقت لاحق، أوضح الموقع الإخباري في بيان آخر أن الصحافيين ما زالوا محتجزين داخل المكتب بينهم رئيسة التحرير لينا عطالله. وتابع أنه لم يتم السماح لمحامي الموقع محمود عثمان بالدخول إلى المقر.

ومنذ الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في العام 2013، تشن السلطات المصرية حملة قمع واسعة ضد معارضين ونشطاء طالت أيضا صحافيين. ومصر في المرتبة الثالثة بعد الصين وتركيا لجهة عدد الصحافيين المسجونين، بحسب لجنة حماية الصحافيين ومقرها في نيويورك.

و”مدى مصر” واحد من مئات المواقع الإلكترونية التي حجبتها السلطات خلال السنوات الأخيرة، ولا يمكن تصفحها في مصر إلا عبر شبكة خاصة افتراضية. والموقع من المنصات الإعلامية المستقلة القليلة المتبقية في مصر حاليا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *