الرئيسية » أخبار العرب »

هدم البيوت الفلسطينية… سلاح الاحتلال

orientxxi
هدم مئات البيوت الفلسطينية كل سنة يمثل إحدى أقدم السياسات التي تنتهجها إسرائيل منذ نشأتها. ولا يمكن للفلسطينيين أن يضمنوا في ظل هذه الظروف حقهم في السكن، إذ يبقى البيت بالنسبة لهم، منذ النكبة، رمز السلب المتجدد الذي يتعرضون إليه
حظِي فيلم “المكان” للمخرج الفلسطيني الشاب عمر رمّال بملايين المشاهدات عندما نشره على منصات التواصل الاجتماعي خلال الهجمة الأخيرة على حي الشيخ جراح والقدس وما تلاها من عدوان على قطاع غزة في أيار/مايو 2021.
تتجلى حياة الفلسطيني وتفاصيله وذكرياته جميعها، كما يظهر الفيلم، وهو من دقيقة ونصف، في بيته. لذلك يتحول البيت بمساحته الشخصية: المطبخ وغرفة النوم والمعيشة والحديقة، إلى ساحة صراع مع المحتل.
فبينما يعيش الفلسطيني تفاصيله اليومية ويبني أحلامه، تقوم في خلفية حياته سياسات اقتلاع مرئية وغير مرئية من الاحتلال ومستوطنيه، للسيطرة على هذا البيت/الحياة، وطرده منه ومنها، بما يحمله هذا من تهديد على حياته، وأمنه، واقتلاع من تاريخه، وسرقة ذكرياته وطمسها، في سعي لتغيير هوية المكان.

The place | فيلم المكان – YouTube
يروي الفيلم بشكل هادئ معنى البيت على لسان الأم، مطبخها الذي تعد فيه “أكلات بحُب لأبنائها”، والابن “غرفة المعيشة التي يلهو بها مع أصحابه”، وللابنة “بيت الألعاب” التي أهداها إياه والداها، وللأب حديقته وفيها “ظل الشجرة” التي ورثها عن أبيه.. لكنه ينتهي بتكريس المعنى الإحلالي للاستعمار في فلسطين. عندما يُحمل صاحب البيت من مجموعة مستوطنين، سرقوا محتوياته شيئا فشيئا، ثم قاموا بإلقاء صاحبه خارجه، واحتلوا مكانه.
هكذا يصبح البيت هو الحيز المغلق على حياة عائلة صغيرة، وهو أيضا الوطن المستهدف بشعبه كاملا. وفيه تمارس إسرائيل أنماطا مختلفة من العقاب الفردي والجماعي. فعبر سياساتها التي تستهدف بيوت الفلسطينيين، تتم عمليات الترحيل وتهويد الأمكنة والأحياء والمدن، وكذلك عمليات العقاب على أي فعل نضالي فلسطيني.
تقول الفلسطينية وفاء عبد الرحمن:
هُجّر أبي – الحاج أبو حسين- إلى قطاع غزة من بلدته الصغيرة دمرة (قرب بيت حانون شمالا). صبيا كان، بعمر الخامسة عشرة. سكن مخيم اللاجئين في جباليا، ثم انتقل مستقلا عن عائلته إلى مخيم خان يونس جنوبا. وحين تزوج، انتقل للعيش في مدينة دير البلح وسط القطاع، مستأجراً بيتاً ورافضاً بشدة امتلاك منزل رغم قدرته المالية.. كان الأمل الكبير بالعودة إلى دمرة يتملكه، ولم يخفت يوماً حتى بعد هزيمة 1967.
لم يستسلم الحاج أبو حسين لفكرة امتلاك بيت في بداية الثمانينيات، أي بعد أكثر من ثلاثين عامًا من النكبة، ولم يسلّم للحظة أنه لن يعود لبيت أبيه، إلا بعد ازدياد عائلته واضطراره لتأمين سكن دائم لها.
منذ عام 1948، بدأت علاقة الفلسطيني بالسكن تختلف، فالهجرة التي خلفتها النكبة آنذاك قلبت موازين معتقداته، والبيت الذي ورثه عن أجداده كما يحدث لكل الناس في العالم، أُجبر على مغادرته قسرا، تاركا متعلقاته وذكرياته وتاريخ عائلته. لم يحمل معه إلا مفتاح البيت، وفي المفتاح اختزل نكبته، وأيضاً أمله بالعودة القريبة التي لم تتحقق منذ 73 عاما. بل تتجدد لأجيال فلسطينية جديدة كل حين.
عام النكبة كان علامة فارقة في إعادة صياغة فكرة “السكن” وعلاقة الفلسطيني بالـ“مسكن”، ولذا يبدو مصطلح “السكن” غريباً بعض الشيء في السياق الفلسطيني حيث استبدل بمصطلح “البيت”، وهذا الأخير صار رمزاً لوطن ولحق الإنسان في العودة إليه، وكلما تقدمت السنوات دون حل عادل لقضية اللاجئين، يزداد التمسك بـ“البيت” الذي تحول إلى حالة “نوستالجيا” (حنين) تتوارثها الأجيال.
“البيوت تموت إذا غاب سكانها”
تميز المجتمع الفلسطيني بمعظمه كمجتمع فلاحي رغم سكن نسبة كبيرة منه في المدن المركزية. وفي المجتمع الفلاحي، كان البيت دون طوابق تحيطه أراض مزروعة بالأشجار والنباتات الموسمية.

إدعمونا
وفي المدينة، ميّز الحجر “القُدسي” بيوت العائلات المترفة، والحجر العادي للعائلات متوسطة الدخل، في مجتمع اعتمد على التجارة والصناعات الصغيرة وما يقدمه البحر للمدن الساحلية.
في النقاش حول معنى “البيت” عند الفلسطيني، تستذكر وفاء عبد الرحمن، نص “البيوت تموت إذا غاب سكانها” من قصيدة “لماذا تركت الحصان وحيدا؟” للشاعر الفلسطيني محمود درويش، وهي التي لم تزر مسقط رأس والدها في دمرة، لكنها تتوارث عنه الشعور الحزين ببيتها الذي مات في غيابهم.
في هذا النقاش أيضا، تستعيد الفلسطينية عزيزة نوفل ذكرياتها عندما قام الاحتلال عام 2005 بتفجير منزلها قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، بعد أن اعتقلوا زوجها وتركت وحيدة مع أطفالها بلا مأوى. قالت:“شعرت أنني إنسانة معلقة بالهواء.. لا مكان لي”.
ففي فلسطين، تُستخدم البيوت كعقاب في هدمها من أجل ترحيلهم، أو ترحيلهم ثم هدمها، أو لعقابهم على فعل مقاوم، أو في حملات تصفية جماعية كالحروب على غزة، أو ضمن سياسات تهويد واسعة للمكان كما يحدث في القدس والأغوار شرقي الضفة الغربية. أو كوسيلة لتهديد الأسرى في السجون الإسرائيلية أثناء التحقيق، “فإما هدم المنزل وتشريد العائلة أو تقديم اعتراف”.
500 قرية و170 ألف مسكن
تفيد معطيات مركز أبحاث الأراضي بأن الاحتلال الإسرائيلي دمر منذ النكبة أكثر من 500 قرية وبلدة فلسطينية. وقدر عدد المنازل التي هدمها منذ ذلك الحين بنحو 170 ألف مسكن فلسطيني. وفي النكبة نفسها هُجر نحو مليون فلسطيني من المناطق المحتلة عام 1948، أصبحوا الآن سبعة ملايين في أنحاء العالم.
وبحسب وحدة التوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة للسلطة الفلسطينية، فقد هدم الاحتلال 6114 منزلا فلسطينيا في الضفة الغربية والقدس من 2009 إلى 2019. ولا يشمل هذا العدد نحو 19 ألف منزل دمرها الاحتلال خلال حروبه الأربعة الأخيرة (2009 و2012 و2014 و2021) على غزة.
وبالتوازي مع هدم منازل الفلسطينيين وطردهم، تضاعف عدد المستوطنين في الضفة وحدها بحسب دائرة الإحصاء الإسرائيلية أربع مرات منذ توقيع اتفاق أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993.
المخيم كمأوى مؤقت
على خلفية النكبة، ظهرت في فلسطين تجمعات سكانية سمّيت بالمخيمات، لأنها أقيمت بالخيام بدايةً واستقبلت عشرات آلاف اللاجئين من المناطق المحتلة عام 1948، والذين هربوا إلى الأجزاء التي لم تحتلها إسرائيل في حينه كالضفة الغربية وقطاع غزة وشرقي القدس..
في هذه المناطق، أقيم مع تقدم السنوات 27 مخيما للاجئين، تحولت من الخيام إلى الوحدات السكنية الصغيرة. ومنها صار اللاجئين يضيفون إليها ما سمح به الحيز المكاني الضيق، حتى باتت أكثر المناطق الفلسطينية ازدحاما. هذا المكان الذي لا يتيح لسكانه ترف اختيار النوافذ وإطلالاتها أو إقامة سور أو شرفات، هو في معظم الأحيان مجرد وحدات سكنية متراصة تسقط فيها خصوصية الإنسان وتفاصيل حياته.
وتسجل إحصاءات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وجود نحو مليون و300 ألف لاجئ فلسطيني يعيشون بمخيمات ومناطق الضفة الغربية والقدس، بينما يعيش نحو مليوني لاجئ في مخيمات ومناطق قطاع غزة.
وحتى اليوم، أي بعد سبعة عقود على النكبة، لا يملك أي من هؤلاء الفلسطينيين وثيقة ملكية لغرفة في هذه المخيمات، لأنها لا تزال مسجلة بملكية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). ربما لذلك سمى اللاجئون أحياءهم وشوارع مخيماتهم بأسماء قراهم التي هجروا منها “كحارة الدوايمة” في مخيم الجلزون شمال رام الله، وعلى غرارها الكثير.
عقاب مضاعف
وتستخدم إسرائيل سياسة هدم المنازل كإجراء عقابي يستهدف عائلات منفذي عمليات المقاومة، سواء استشهدوا أو وقعوا في الأسر الإسرائيلي، رغم أن ذلك يدخل في إطار “العقوبات الجماعية” المحرمة في القانون الدولي. إذا لا يعاقب الإنسان بالقتل أو الأسر فقط، ولكن أيضا تعاقب عائلته بهدم بيتها وتاريخها وذكرياتها، إلى جانب فقدان ابنها.
منذ خريف عام 2015، حيث تصاعدت الهجمات الفلسطينية الفردية على أهداف إسرائيلية، صعّد الاحتلال من هدم منازل منفذي العمليات كإجراء عقابي ضد عائلاتهم. وسجلت المصادر الإسرائيلية هدم أكثر من 60 منزلا على هذه الخلفية خلال أعوام 2016 و2017 و2018.
على إحدى صفحات موقع منظمة الأمم المتحدة باللغة العربية، وثّق مندوبو المنظمة الميدانيين صورة لحذاء امرأة، يبدو جديدا ولم تستخدمه صاحبته بعد. بدا الحذاء شاهدا على بقايا ناس في البقعة المسماة “حمصة” في سهل البقيعة، حيث هجّر الاحتلال ست عائلات منها 24 طفلا، بعد أن هدم مساكنهم. وهذه كانت جزءا من حرب تشنها إسرائيل على الأغوار في العقد الأخير خاصة.
ويفيد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية “أوتشا”، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي هدمت أو صادرت 474 مبنى فلسطينيًا في الضفة الغربية المحتلة، منذ بداية العام الجاري.
وأوضح المكتب في تقرير حديث له أن “سلطات الاحتلال هدمت ما لا يقل عن 474 مبنًى من المباني التي يملكها الفلسطينيون، بما فيها 150 مبنًى موّلها المانحون، أو صادرتها أو أجبرت أصحابها على هدمها، ما أدى إلى تهجير 656 فلسطينيا، من بينهم نحو 359 طفلًا، في مختلف أنحاء الضفة الغربية”.
وحسب المنظمة الأممية، يمثل هذا زيادة قدرها 32% في عدد المباني المستهدفة، وزيادة تقارب 145% في استهداف المباني المموّلة من المانحين (معظمها مدارس ومراكز ثقافية)، وارتفاعًا يربو على 70 % في عدد السكان المهجرين، بالمقارنة مع الفترة المقابلة من العام 2020.
وقالت “أوتشا”: إن “تدمير الممتلكات على نطاق واسع، يشكل مخالفة جسيمة لاتفاقية جنيف الرابعة، وقد يرقى إلى جريمة حرب”.
“بيتي القدس”
وتوثق هيئة مقاومة الاستيطان الفلسطينية، هدم الاحتلال نحو ألفي منزل في مدينة القدس وحدها منذ عام 2009 وحتى 2019، بحجة “البناء دون ترخيص من الاحتلال”. وشهد حي وادي الحمص جنوب القدس المحتلة بتموز/يوليو 2019 أكبر عملية هدم طالت أكثر من 70 منزلا دفعة واحدة. لتمكين الاحتلال بحجة البناء بدون ترخيص، لكن السبب الحقيقي هو تأمين شارع تستخدمه دوريات الاحتلال العسكرية.
وبالإضافة إلى الحيلولة دون أي امتداد عمراني فلسطيني عن طريق مصادرة الأراضي وتشييد المستوطنات، لم تسمح إسرائيل للفلسطينيين سوى بالبناء والعيش على 13% من مساحة شرقي القدس المحتلة، مع تقييد كبير على منح تراخيص البناء.
هكذا تحول البيت في القدس إلى ساحة معركة وجودية: “إما الفلسطيني أو محتله الإسرائيلي”. أو كما عبر عنه المستوطن الذي يحتل جزءا من بيت عائلة الكرد في حي الشيخ جراح: “إن لم أسرقه أنا، فسيسرقه غيري”. لقد حوّلت إسرائيل حياة الفلسطينيين وميراثهم عن أجدادهم ووجودهم الذي يعطي هوية للمكان، ليصبح نهبا للسارقين.
لذلك، تستميت عائلة الكرد و28 عائلة في كرم الجاعوني بحي الشيخ جراح ومئات العائلات في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، في الدفاع عن وجودها المهدد بالطرد في أية لحظة. وتشير المصادر الحقوقية إلى أن عدد المنازل المهددة بالهدم في القدس قد يصل إلى 20 ألفا، يسكنها ما لا يقل عن 140 ألف مقدسي.
وبمناسبة اليوم العالمي للموئل (أو الإسكان) الذي يصادف الرابع من أكتوبر/تشرين أول سنويا، اعتبر مركز حماية الحق في الأرض والسكن، عقوبة “هدم المنازل ذاتيا”، من أقسى الجرائم التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسر المقدسية خاصة. حيث يُجبر صاحب المنزل على هدم منزله بيده كي لا يتكبد تكاليف هدمه من آليات بلدية الاحتلال الإسرائيلي. وتظهر بيانات المركز، أنه وفي عام 2020، حيث أجبِر الناس على الالتزام في بيوتهم بسبب ظروف وباء كورونا، قام الاحتلال خلال الأشهر التسعة الأولى منه، بهدم 450 مسكناً ومنشأة في الضفة الغربية والقدس، ودفع ما لا يقل عن 80 مقدسيا إلى هدم مساكنهم بأيديهم.
سياسة الاحتلال الإسرائيلي التي تحاصر البناء الفلسطيني لا سيما في القدس أجبرت السكان على البناء بلا ترخيص أو الهرب لمحافظات الضفة الغربية، حتى بلغت حاجة المقدسيين وحدهم لحوالي 25 ألف وحدة سكنية لتغطية زيادتهم الطبيعية.
بفعل هذه السياسة، قامت في محيط القدس بلدات وأحياء لم توجد تاريخيا مثل كفر عقب وشعفاط، التي لجأ إليها عشرات الآلاف من المقدسيين في حالة إحاطة موجعة بمدينتهم، يقيمون في أحياء متراصة وشقق صغيرة باهظة الثمن، ويدفعون عنها الضرائب الباهظة، كي يظلوا قرب عائلات وأقاربهم وأعمالهم… هكذا يصبح البيت مأوى في الجوار. ولبيوت القدس القديمة خاصة رونقا مختلفا، إذ عبرت عن الحالة الاجتماعية والثقافية المزدهرة لعائلات المدينة قبيل نكبة فلسطين التي التهمت الجزء الغربي منها، ثم أكملت على نصفها الشرقي بعد حرب 1967.
هذا ما حدا بالمؤرخ والناقد الفلسطيني العالمي إدوارد سعيد للكتابة قائلا: “الأرض كلّها فندق وبيتي القدس”. رغم أنه عاد إلى مسقط رأسه في القدس بداية التسعينيات، بعد نحو 40 عاما من الغياب، ليجد بيت عائلته بحي الطالبية غربي القدس وقد احتله الغرباء. حتى أنهم لم يسمحوا له بالدخول لتفقده.
تتفق مأساة إدوارد سعيد الواقف أمام بيته ممنوعا عنه، مع قصيدة سالم جبران وفيها حوار بين اللاجئ وبيته، متخيلا نفسه عائدا إلى صفد:
غريب أنا يا صفد وأنتِ غريبة تقول البيوت هلا! ويأمرني ساكنوها ابتعد.
في مبادرات حديثة تتحدى فقدان الذاكرة، ينشط فلسطينيون كطارق البكري، وجهاد أبو ريا وغيرهم، في الوصول إلى بيوت العائلات الفلسطينية المهجرة في القدس ويافا وحيفا وغيرها، ليعيدوا تذكير من تبقى من أصحاب هذه المنازل وأحفادهم الموزعين في الشتات، بجذور أجدادهم وربطهم بها، رغم أن معظمها مسكونة بالمستوطنين.

* اختارَ أوريان21 أن يكونَ مَوْقعاً مُستقلِاًّ ومجانيّاً ودونَ إعلانات تجاريّة، وأن يكونَ مضمونُه مُتاحاً للجميع. 
نرجو الترويج لموقعنا عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بكم، مع وضع رابط نحو orientxxi.info/ar.

 

 

اُكتب تعليقك (Your comment):

صحافة اسرائيل

إعلان

خاص «برس - نت»

صفحة رأي

مدونات الكتاب

آخر التعليقات

    أخبار بووم على الفيسبوك

    تابعنا على تويتر

    Translate »
    We use cookies to personalise content and ads, to provide social media features and to analyse our traffic. We also share information about your use of our site with our social media, advertising and analytics partners.
    Cookies settings
    Accept
    Privacy & Cookie policy
    Privacy & Cookies policy
    Cookie name Active

    Privacy Policy

    What information do we collect?

    We collect information from you when you register on our site or place an order. When ordering or registering on our site, as appropriate, you may be asked to enter your: name, e-mail address or mailing address.

    What do we use your information for?

    Any of the information we collect from you may be used in one of the following ways: To personalize your experience (your information helps us to better respond to your individual needs) To improve our website (we continually strive to improve our website offerings based on the information and feedback we receive from you) To improve customer service (your information helps us to more effectively respond to your customer service requests and support needs) To process transactions Your information, whether public or private, will not be sold, exchanged, transferred, or given to any other company for any reason whatsoever, without your consent, other than for the express purpose of delivering the purchased product or service requested. To administer a contest, promotion, survey or other site feature To send periodic emails The email address you provide for order processing, will only be used to send you information and updates pertaining to your order.

    How do we protect your information?

    We implement a variety of security measures to maintain the safety of your personal information when you place an order or enter, submit, or access your personal information. We offer the use of a secure server. All supplied sensitive/credit information is transmitted via Secure Socket Layer (SSL) technology and then encrypted into our Payment gateway providers database only to be accessible by those authorized with special access rights to such systems, and are required to?keep the information confidential. After a transaction, your private information (credit cards, social security numbers, financials, etc.) will not be kept on file for more than 60 days.

    Do we use cookies?

    Yes (Cookies are small files that a site or its service provider transfers to your computers hard drive through your Web browser (if you allow) that enables the sites or service providers systems to recognize your browser and capture and remember certain information We use cookies to help us remember and process the items in your shopping cart, understand and save your preferences for future visits, keep track of advertisements and compile aggregate data about site traffic and site interaction so that we can offer better site experiences and tools in the future. We may contract with third-party service providers to assist us in better understanding our site visitors. These service providers are not permitted to use the information collected on our behalf except to help us conduct and improve our business. If you prefer, you can choose to have your computer warn you each time a cookie is being sent, or you can choose to turn off all cookies via your browser settings. Like most websites, if you turn your cookies off, some of our services may not function properly. However, you can still place orders by contacting customer service. Google Analytics We use Google Analytics on our sites for anonymous reporting of site usage and for advertising on the site. If you would like to opt-out of Google Analytics monitoring your behaviour on our sites please use this link (https://tools.google.com/dlpage/gaoptout/)

    Do we disclose any information to outside parties?

    We do not sell, trade, or otherwise transfer to outside parties your personally identifiable information. This does not include trusted third parties who assist us in operating our website, conducting our business, or servicing you, so long as those parties agree to keep this information confidential. We may also release your information when we believe release is appropriate to comply with the law, enforce our site policies, or protect ours or others rights, property, or safety. However, non-personally identifiable visitor information may be provided to other parties for marketing, advertising, or other uses.

    Registration

    The minimum information we need to register you is your name, email address and a password. We will ask you more questions for different services, including sales promotions. Unless we say otherwise, you have to answer all the registration questions. We may also ask some other, voluntary questions during registration for certain services (for example, professional networks) so we can gain a clearer understanding of who you are. This also allows us to personalise services for you. To assist us in our marketing, in addition to the data that you provide to us if you register, we may also obtain data from trusted third parties to help us understand what you might be interested in. This ‘profiling’ information is produced from a variety of sources, including publicly available data (such as the electoral roll) or from sources such as surveys and polls where you have given your permission for your data to be shared. You can choose not to have such data shared with the Guardian from these sources by logging into your account and changing the settings in the privacy section. After you have registered, and with your permission, we may send you emails we think may interest you. Newsletters may be personalised based on what you have been reading on theguardian.com. At any time you can decide not to receive these emails and will be able to ‘unsubscribe’. Logging in using social networking credentials If you log-in to our sites using a Facebook log-in, you are granting permission to Facebook to share your user details with us. This will include your name, email address, date of birth and location which will then be used to form a Guardian identity. You can also use your picture from Facebook as part of your profile. This will also allow us and Facebook to share your, networks, user ID and any other information you choose to share according to your Facebook account settings. If you remove the Guardian app from your Facebook settings, we will no longer have access to this information. If you log-in to our sites using a Google log-in, you grant permission to Google to share your user details with us. This will include your name, email address, date of birth, sex and location which we will then use to form a Guardian identity. You may use your picture from Google as part of your profile. This also allows us to share your networks, user ID and any other information you choose to share according to your Google account settings. If you remove the Guardian from your Google settings, we will no longer have access to this information. If you log-in to our sites using a twitter log-in, we receive your avatar (the small picture that appears next to your tweets) and twitter username.

    Children’s Online Privacy Protection Act Compliance

    We are in compliance with the requirements of COPPA (Childrens Online Privacy Protection Act), we do not collect any information from anyone under 13 years of age. Our website, products and services are all directed to people who are at least 13 years old or older.

    Updating your personal information

    We offer a ‘My details’ page (also known as Dashboard), where you can update your personal information at any time, and change your marketing preferences. You can get to this page from most pages on the site – simply click on the ‘My details’ link at the top of the screen when you are signed in.

    Online Privacy Policy Only

    This online privacy policy applies only to information collected through our website and not to information collected offline.

    Your Consent

    By using our site, you consent to our privacy policy.

    Changes to our Privacy Policy

    If we decide to change our privacy policy, we will post those changes on this page.
    Save settings
    Cookies settings