اللغة والوحدة الوطنية … والكاردينال

بسّام الطيارة
كنت أقرأ مقالة حول «حماية اللغة الفرنسية» وهي مهمة «الأكاديمية الفرنسية» التي يشكلها ٤٠ أديب وفيلسوف وباحث يشار إليهم بالـ«خالدين» نظراً لنتاجهم العلمي الذي أدخلهم في التاريخ. هذه الأكاديمية أطلقها «كاردينال دو ريشوليو» الوزير الأول والرجل القوي في عهد لويس الثالث عشر عام … ١٦٣٥ وأوكل لها مهمة «حماية اللغة الفرنسية … لحماية الوحدة الوطنية».
هنا توقفت عن القراءة والتفت إلى الخلف… ماذا (يقول) قال الكاردينال؟ «حماية اللغة…» سعياً لـ«حماية الوحدة الوطنية»؟؟
عما يتكلم هذا الكاردينال ؟ يخرج عن إطار الدين ليبحث بهيكلية اللغة لحماية الوحدة الوطنية؟
رحم الله هذا كاردينال فقد جاءته المنية قبل ٣٨٧ سنة (٢٠٢٢- ١٦٣٥) لتنقذه من رؤية حاضرنا … …حاضر شعوبنا … حاضر لغتنا … وبالتالي حاضر وحدتنا الوطنية.
رحم الله هذا الرجل الديني الذي حمل هم الوحدة والوطنية وعرف أن اللغة هي لبنة الوطن لبنة بناء الأوطان.
عدت أنظر يمينا ويساراً خوفاً من النظر إلى الأمام حيث الكابوس ينتظر العرب.
الحفاظ على اللغة العربية للحفاظ على الوحدة الوطنية ؟ حتى الضحك ممنوع نظراً للأسى الذي يتصاعد من حالة العرب الراكدة.
أربعون خالداً تحت سقف الأكاديمية يتناظرون ويبحثون في كلمات لغتهم وكيفية حمايتها من التحريف… والأنكلوساكسونية …. الضحك ممنوع … كذلك ممنوع المقارنة مع حالنا … لبنان مثلاً …
الضحك أيضاً ممنوع … إن نظرنا إلى مجمل «الدول» العربية …
هل نستيطع جمع أربعين عربياً دون أن تضج القاعة بالشتائم (بلهجات متعددة تسودها الكثير من الكلمات الأجنبية) والخلافات حول التعريفات والأسباب والمسببات؟
أيها الكاردينال «مجمع اللغة العربية» تحت قصف متعدد حبس حريات وقصف نظام وميليشيا وقصف روسي وقصف إيراني قصف تركي وقصف خليجي وقصف العولمة وقصف اسرائيلي … أضف إلى القصف الرقمي (فيسبوك وتيكتوك وانستغرام إلخ…) والكل يدهمه نقص الوقت فيكتب بكلمات مختزلة شتيمة لأحدى الفرق المقابلة قبل الذهاب إلى الفرن… أو إلى محطة البنزين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *