تفجير أجهزة في لبنان تقلق التجارة العالمية

نيويورك – برس نت

يتصاعد جنون الارتياب عالمياً حيال سلاسل التوريد، بعد تفجير الاحتلال الإسرائيلي أجهزة النداء الآلي المحمولة “البيجر” في لبنان، ما يؤرخ لمرحلة تجارية جديدة بين الدول، عنوانها حظر السلع ونقل الإنتاج إلى مناطق أقرب إلى الأوطان، إذ تخطو أميركا والصين سريعاً نحو إجراءات لحظر متبادل لسلع حيوية تعتمد على البرمجيات المتقدمة خوفاً من تحولها إلى قنابل موقوتة، وسط توقعات بانتقال عدوى الحظر إلى بقاع أخرى، ما قد يقوض انسياب السلع ويضع نهاية لحرية التجارة.

وأثارت تفجيرات لبنان شكوكاً كبيرة بشأن الثغرات الخطيرة في سلسلة التوريد العالمية، التي باتت معقدة بشكل مذهل، لدرجة أنها ربما تتعدى نطاق سلطات الحكومات والشركات والمؤسسات الأخرى ذات الصلة، وهو ما اتضح في جريمة الاحتلال الإسرائيلي بتفخيخ أجهزة “البيجر”، التي يبدو أنها أطلقت شرارة حرب دولية ضد سلاسل التوريد.

من المتوقع أن تقترح وزارة التجارة الأميركية، اليوم الاثنين، حظر البرامج والأجهزة الصينية المُستخدمة في إنتاج السيارات المتصلة بالإنترنت والسيارات ذاتية القيادة، بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي. فقد أثارت إدارة الرئيس جو بايدن مخاوف جدية بشأن جمع البيانات من قبل الشركات الصينية عن السائقين والبنية التحتية الأميركية، بالإضافة إلى التلاعب الأجنبي المحتمل بالمركبات المتصلة بالإنترنت وأنظمة الملاحة، وفق تقرير لشبكة “سي أن أن” الأميركية، أول من أمس السبت.

هذه الخطوة تصعيد كبير في القيود التي تفرضها الولايات المتحدة على المركبات والبرمجيات والمكونات الصينية، فخلال الأسبوع الماضي فرضت إدارة بايدن زيادات كبيرة في التعريفات الجمركية على الواردات الصينية، بما في ذلك رسوم بنسبة 100% على المركبات الكهربائية، بالإضافة إلى زيادات جديدة على التعريفات الجمركية الخاصة ببطاريات المركبات الكهربائية والمعادن الرئيسية.

وقالت وزيرة التجارة، جينا رايموندو، في مايو/أيار الماضي، إن مخاطر استخدام البرامج أو الأجهزة الصينية في المركبات الأميركية المتصلة بالشبكات كبيرة، “يمكنك أن تتخيل النتيجة الكارثية إذا كان لديك بضعة ملايين من السيارات على الطريق وتم تعطيل البرنامج”.

ومن جهتها كشفت وسائل إعلام صينية أن انفجارات لبنان ستدفع بكين إلى مزيد من الحذر بشأن استخدام الأجهزة الإلكترونية وتسليح المنتجات الكهربائية. وأشارت إلى أن الصين قد تنظر إلى المنتجات الإلكترونية والاتصالات التي تصنعها الولايات المتحدة وحلفاؤها، بما في ذلك تايوان، بريبة أكبر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *