الرئيسية » رأي »

العوده الى عدن

أحمد عبداللاه

الحديث حول “العودة الى عدن” يحمل وقع الوعد الجميل الذي تتماسك عنده كل مفاهيم الانتماء الثقافي والحضاري والانساني لمدينة تكبر في أحلامنا كلما كبر في صدورنا الاحساس بالحرمان منها.

عدن ليست غيمة شاردة فوق الخلجان المنسيه، وليست رطوبة تدهن تجاعيد التلال البركانيه، ليست أسواق السمك أو منصة للخطباء وليست مأوى للضالين عن جادة المستقبل…

بل هي عدن قرينة الحياه ورديف الوعي على سطح البقاء… وفي ادبيات التكوين تكون عدن ضاحية الفردوس الشتويه وقلب الشمس الصيفي وفي الاغاني عدن تصبح أميرة البحور وملتقى المساء بعاشقيه.

تلك القارة الصغيرة الشديدة الخصوصيه،تمسك بخاصرتها الامواج الزرقاء ليل نهار، اجترحت تواريخ من العناء والمشقة وشاهدت ابناءها يتوزعون بين مواقع القهر والحنين.

لهذا سيكون الحديث عن العودة الى عدن شاق وجميل في وقت واحد.

وكما أسلفنا في وقت سابق بأن العوده الى عدن ليست رحلة في الاساطير ولا تتطلب شجاعة استثنائيه لانها وبكل بساطة بديهيه بل وضرورة كبيره في هذه اللحظه التاريخيه.

نزيد على ذلك بالقول : أنه من الغريب أن لا تكون مسألة العوده القريبه الى عدن هدف أولي وبارز ومعلن لكل من يرى بأنه قد أخرج منها قسرا وبان عودته تشكل تلاحمآ ضروريا مع شعب الحراك السلمي ولإؤلئك الذين تعتبرهم الجماهير قيادات على مستويات مختلفه.

وليست فقط القيادات معنية بهذا بل آلاف من الكوادر وطيف واسع من النخب المهاجرة، الذين استقر بهم الامر في بلدان الشتات على وجه هذه الارض.

ومع إدراكنا بأن العوده لا يمكن ان تتم بشكل فوري ونهائي لاسباب أمنية ومعيشيه وأسباب اخرى.. إلا ان حتمية وأهمية هذه المسأله تفرض على كل قيادات الخارج أن تتدارس بجديه وتحاول أن تجد منافذ للحديث مع جهات دولية وإقليميه لترتيب وضمانة عودتهم الى بلدهم بشكل تدريجي.

ولا أحد سيصدق بان العالم لا يرغب بعودة النازحين الى أرضهم خاصة حين تصب هذه العوده في المساعده العمليه على ترجيح كفة الاستحقاقات التاريخيه لشعب الجنوب واحداث توازن كبير بين القوى السياسيه في الشمال ونظرائها في الجنوب في سياق البحث عن استقرار وحلول عمليه للمعضلات السياسيه الكبيره التي باستمرار تأزيمها تهدد المنطقه برمتها لما توفره من بيئة خصبه لانتشار الفوضى و التطرف باشكاله.

وبإعتقادنا ان هذه الخطوه هي الاكبر والاهم لأحداث نقلة كبيره وتحريك القضيه الجنوبيه على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي خاصة حين يرى العالم بان هناك إرادة تثبت نفسها على الارض وتظهر قدرا عاليا من التحدي والاستعداد للتضحيه من اجل هدف مصيري.

ومن هذه الخطوة التاريخيه ستكتسب الجماهير ثقة اكبر بجدوى نضالها وتضحياتها وبمستقبلها و مزيد من المعنويات والطاقات الهائله حين تحس بان عدن عادت الى حيويتها التاريخيه وان الخوف من الانكسار والتمزق والاختراقات المؤلمه لم تعد مرجحة في الحسابات القادمه.

إن إدراك الاهميه الكبيره لهذه العوده يمثل أولويه في المعارف النضاليه فالمكان هو الشرط المثالي والأول لتحقيق اي نصر محتمل لأي قضية عادله حيث تملأ عناصر العوده الفراغ الكبير الذي تشهده الساحه السياسيه في الجنوب والتي تحاول عبثآ ان تملأها الشرائح السياسيه التابعه، والمتفرقه هنا وهناك بين الاحزاب والقيادات المحسوبة على السلطة في صنعاء.

كما ان العوده ستخلق توازنا صلبا على الارض وتستعيد أمل وتفاؤل الناس بمستقبل قضيتهم وتعيد لهم إحساسهم بالامان والتغلب على الخوف الذي تحمله الرصاص وتهديدات وصول الارهاب المصدر الى عدن.

والعودة هي احدى الضمانات الرئيسيه لانتصار ارادة الجماهير في الجنوب حيث ستصبح مفعمه بالاعتزاز بان كل القيادات والنخب على مقربه من صمودها وتضحياتها، وتحس بالإمتلاء الذي سيذكرها بأن عدن الأم اضحت تسير نحو استعادت حيويتها بعد زمن من التبعيه والظلم والشتات، كما انها تحفز كل الشرائح الصامته وتشجع العناصر المترددة على حسم موقفها تجاه قضية المستقبل..

لا احد يدعي هنا بان ما نسميها بالقيادات الجنوبيه هي جهة محدده ذات صفات متمايزه عن غيرها بل ان العوده المقصودة يجب ان تشمل كل ابناء الوطن بكل تواريخهم ومنعطفاتهم وتوجهاتهم قديمها وحديثها دون تحفظ او تفضيل هذا عن ذلك.

وان صفة( التاريخيه) لاي شخصية قياديه هي صفة تحمل بعدا زمنيا اكثر منها تشخيص قدرات او تسويق ما لفرد بعينه او لافراد.

عدن مدينة الماضي والمستقبل تعرف وتتعرف الى كل من يحمل همها على أكتافه دون ان تكون مطية لرغبات الفرد او التيارات او النخب.

ونحن هنا لا نغفل الخلافات التي تحدث قدرآ هائلا من الكآبة والغضب بداخلنا، ولا نغفل ان التخوف من اطالة أمد تلك الخلافات وتأثيرها على القيم الجديده التي تحملها ثورة الجنوب السلميه، بات يشاغلنا.

ان الجنوبيين منذ تاريخ بعيد يتعايشون مع خلافات قياداتهم في شتى مراحل الزمن الحديث منذ ما قبل الاستقلال… وحتى في هذه اللحظات الدقيقة والصعبه لم تزل بعض القيادات أسيرة خلافاتها حول القضايا الرئيسه وطريقة التفكير واختلاف جوهري في الخطاب الى غير ذلك من سلوك لا يخدم ما يتوق اليه ابناء الجنوب قاطبه ولم تدرك بأنه لم يعد امامها متسع من العمر للاختلاف وأنه قد حان الوقت لأن تقدم خلاصة سنينها الان وليس غد في اطار موقف قيادي مسئول.

ولطالما أحدث هذا النوع المتأصل من الخلافات شروخآ غائرة وسميكه في جسد وروح البشر ولهذا فان التحدي في هذا الزمن، الذي انتجت فيه الثورات، ومنها ثورة الجنوب، فلسفة جديده للتعامل مع قضايا الشعوب على قاعدة النهج الديمقراطي والانساني الذي يجب ان تتحلى به اي قيادات كيفما كانت ومهما علا شأنها، ذلك التحدي يكمن في : كيف تستطيع القيادات الجنوبيه – وهي خارج السلطه ولا تمتلك جيوشا او مليشيات او اموال عامه – ان تضيق خلافاتها وتخفف من حدة طباعها بل وتشكل إطارآ موحدا بحدود الضروره الملحه في شكله التنظيمي والعملي وقواعده النخبويه.. أو شكلآ تنسيقيآ متطورآ او ائتلافآ مشتركآ مستمدين من تجارب شعوب كثيره في مضمار معاركها المصيريه، كهذه التي تزهق ارواح شبابنا واهلنا بشكل يومي بذات الرصاص التي فجرت حرب ٩٤ وأخرجت الناس من ديارهم وأبعدتهم من الارض.

إن هذه المقاربه العامه لحالة العوده المفترضه الى الجغرافيا الأم والى المنهج العقلاني لترشيد الخلاف واستثمار الحاجه الملحه لمواجهة التحدي على الارض وأشياء أخرى مرتبطه بهذا السياق، ليست نزوة رومانسيه ولا منتج فكري بمواصفات الخيال بل التوق والامل اللذان ادمتهما قسوة الزمان السياسي والتجارب المتلاحقه التي استنزفت حياة وبقاء الأمة في الجنوب منذ الفترة التي سبقت خروج اخر جندي انجليزي وحتى انتظار عودة المشردين من جحيم وحدة صاغوها على عجل واعلنوا امام الأمم أول حالة للتدمير الذاتي، تحت نشوة الشعار، في التاريخ المعاصر

ألا يستحق الجنوب بعد كل هذا ان نتنازل عن اي إستحقاق شخصي أو غلو أو شعور بالاقتدار او إحساس بمركزية الشخصيه في هذا الخضم المتلاطم او أحقية وتنزيه الفكره التي يحملها هذا او ذاك.. وأن نربو فوق هشاشة التكتيك والامعان بالتراخي والصبر الممل والاقتداء بالرأي الخارجي على حساب عدالة قضية، ومصلحة الجنوب.

ألا يستحق الجنوب ان نلعن الاضواء والشاشات والطاولات الضيقة وجدران الصالات والصفقات السياسيه والحوارات المجزأه والتعامل وكأننا ضيوف على التاريخ وابناء غير شرعيين للجغرافيا الوطنيه التي نختلف في تعريفها بعد ان أتينا من صلب معاناتها وصدرناها دون عنوان حقيقي لتذهب في الضياع خلال فترة مهمة من حياتنا تم فيها نهب الاعمار وسحق الامل في الحياة الطبيعيه الهادئه…

ألا يستحق ؟

نقول هذا ليس من اجلنا او من اجل شخص او شريحه.. ولكن نقول هذا من اجل شعب يحلم في هذه الساعات بمستقبل تتحقق فيه كل عوامل الاستقرار بعد تاريخ الزلازل المتلاحقه.

إن على القيادات أن تطور خطابها وتكسبه صفة ديناميكيه بمنطق سياسي – حقوقي – إنساني بعيد عن تكتيك ألتكرار وحالات الإستنزاف السردي للوقائع والأحداث وأن تساق القناعات الجديده نحو تطوير نموذج سياسي حداثي لما سيكون عليه الجنوب في المستقبل.

وعلى تلك القيادات حسب رأينا المتواضع أيضًا أن تقدم نفسها كجزء من ثورة الجنوب السلميه وبأنها لا تعتزم العودة الى السلطه من أي بوابة كانت بل ان دورها ينحصر في تمكين الجماهير من تحديد مصيرها وأختيار مستقبلها وفقا لارادتها الخالصه النقيه.

وفي هذا السياق يجب التأكيد في نهجنا الاعلامي

أن حل هذه القضيه ينطوي على اهمية استراتيجيه لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقه وان الجنوب سيكون شعبا مسالما لا يقبل التطرف او أن يتصالح مع مظاهر التخلف والعصبيه ولن يكون هناك مكان لاعادة انتاج الماضي حتى بأدنى صورة له… وان يفهم العالم بان الشعب في الجنوب لم يعد قادرآ على التعايش تحت مظلة المفاهيم المتكلسه للوحده القوميه والشعارات المنتفخه بمعاناته وآلامه والتي اثبت الزمن والواقع انها تكونت في لحظة ثورية رومانسيه غير واقعيه ثم تم ارتجال الكيفيه المجحفه في تطبيقها وانتجت واقعا فصاميا شديد الخطوره بين الحقيقة والخطاب… وان تجربة الوحدة اليمنيه بمفاهيمها القديمه قد انتجت تعقيدات سياسية واجتماعيه ومعضلات كبيره داخليه كما انتجت تكريس للغلبة الساحقه للمجتمع التقليدي المحافظ بهيئاته وتراكيبه الاجتماعيه التي تعيد انتاج ذاتها بشكل متضخم بإمكاناتها ووسائلها الممانعه لأي انتقال طبيعي الى المجتمع المدني.

كما ان الوحده الغير متكافئه رسخت فكرة السلطة الطاغية ونمت شرائح رأسماليه قبلية وجهويه غير منتجه احتكرت العمليات الاقتصاديه المتاحه متطفلة على مشاريع الدوله والنشاطات المرافقه للاستثمارات الأجنبيه في بعض القطاعات الصناعيه وأنتجت في أعلى مراحلها دولة فاشله ممزقة الوجدان، شكلت عبئا على الاقليم والعالم وتشكل معضلاتها اليوم تهديدا للامن.

فاليمن ليست سكندنافيا أو وسط أوربا لتتحمل مشروع هائل فوق طاقتها بل ان الواقع اثبت بعد كل هذين العقدين من الوحده ان للقضية الشماليه بجذورها التاريخيه خصوصيات محدده في أسبابها ومجرياتها ومصائرها لا تلتقي تماما مع قضية الجنوب (الذي يتم تصدير الأزمات من المركز اليه لتحويله الى ساحة ساخنه بغية بقاءه ضعيفا ومواليآ )… وأن الحلول تتطلب تفرغ تام كل أمام قضيته ومستقبله – في اطار تنسيقي تكاملي بمفاهيم حضاريه حديثه دون السماح للتجريب من جديد بمصائر الناس أو إعادة انتاج المراحل من قبل ذات القوى القديمه المتجدده.

ولقد قدمت لنا الثوره في الشمال دليلا تاريخيا على هيمنة القوى التقليديه وقدرتها على التشبث بأعمدة الدوله والمجتمعات الشعبيه مذكرة بذلك حالات مماثله في تاريخ الشمال الجمهوري وإن اختلفت الالوان والوجوه والمسميات الا ان ألقوى هي ذاتها بأكثر قوه وقدره على التلائم مع منتجات الواقع الحالي.

إن مثل هذا التوجه في الطرح جدير بأن يتبلور ويتطور ليعكس خطاب ناضج حديث دون تكرار المفردات… مثل نهب الثروه والاراضي والوظائف باعتبار تلك مجرد ظواهر وسلوكيات لسلطة غير محموده.

لكن الحقيقه تكمن في فشل الوحده التي حملت تشوهات جينيه لانها ببساطه لا تملك اي من الشروط الاساسيه لبقائها وأن الجنوب لم يعد قادرا على الاستمرار كما أن اي سلوك لا يتعامل مع طموح هذا الشعب باختيار مستقبله يعتبر سلوكا لفرض أمر واقع بالقوه ويقود الى عواقب لا يتصورها احد.

اقرأ للكاتب نفس:

اُكتب تعليقك (Your comment):

صحافة اسرائيل

إعلان

خاص «برس - نت»

صفحة رأي

مدونات الكتاب

آخر التعليقات

    أخبار بووم على الفيسبوك

    تابعنا على تويتر

    Translate »
    We use cookies to personalise content and ads, to provide social media features and to analyse our traffic. We also share information about your use of our site with our social media, advertising and analytics partners.
    Cookies settings
    Accept
    Privacy & Cookie policy
    Privacy & Cookies policy
    Cookie name Active

    Privacy Policy

    What information do we collect?

    We collect information from you when you register on our site or place an order. When ordering or registering on our site, as appropriate, you may be asked to enter your: name, e-mail address or mailing address.

    What do we use your information for?

    Any of the information we collect from you may be used in one of the following ways: To personalize your experience (your information helps us to better respond to your individual needs) To improve our website (we continually strive to improve our website offerings based on the information and feedback we receive from you) To improve customer service (your information helps us to more effectively respond to your customer service requests and support needs) To process transactions Your information, whether public or private, will not be sold, exchanged, transferred, or given to any other company for any reason whatsoever, without your consent, other than for the express purpose of delivering the purchased product or service requested. To administer a contest, promotion, survey or other site feature To send periodic emails The email address you provide for order processing, will only be used to send you information and updates pertaining to your order.

    How do we protect your information?

    We implement a variety of security measures to maintain the safety of your personal information when you place an order or enter, submit, or access your personal information. We offer the use of a secure server. All supplied sensitive/credit information is transmitted via Secure Socket Layer (SSL) technology and then encrypted into our Payment gateway providers database only to be accessible by those authorized with special access rights to such systems, and are required to?keep the information confidential. After a transaction, your private information (credit cards, social security numbers, financials, etc.) will not be kept on file for more than 60 days.

    Do we use cookies?

    Yes (Cookies are small files that a site or its service provider transfers to your computers hard drive through your Web browser (if you allow) that enables the sites or service providers systems to recognize your browser and capture and remember certain information We use cookies to help us remember and process the items in your shopping cart, understand and save your preferences for future visits, keep track of advertisements and compile aggregate data about site traffic and site interaction so that we can offer better site experiences and tools in the future. We may contract with third-party service providers to assist us in better understanding our site visitors. These service providers are not permitted to use the information collected on our behalf except to help us conduct and improve our business. If you prefer, you can choose to have your computer warn you each time a cookie is being sent, or you can choose to turn off all cookies via your browser settings. Like most websites, if you turn your cookies off, some of our services may not function properly. However, you can still place orders by contacting customer service. Google Analytics We use Google Analytics on our sites for anonymous reporting of site usage and for advertising on the site. If you would like to opt-out of Google Analytics monitoring your behaviour on our sites please use this link (https://tools.google.com/dlpage/gaoptout/)

    Do we disclose any information to outside parties?

    We do not sell, trade, or otherwise transfer to outside parties your personally identifiable information. This does not include trusted third parties who assist us in operating our website, conducting our business, or servicing you, so long as those parties agree to keep this information confidential. We may also release your information when we believe release is appropriate to comply with the law, enforce our site policies, or protect ours or others rights, property, or safety. However, non-personally identifiable visitor information may be provided to other parties for marketing, advertising, or other uses.

    Registration

    The minimum information we need to register you is your name, email address and a password. We will ask you more questions for different services, including sales promotions. Unless we say otherwise, you have to answer all the registration questions. We may also ask some other, voluntary questions during registration for certain services (for example, professional networks) so we can gain a clearer understanding of who you are. This also allows us to personalise services for you. To assist us in our marketing, in addition to the data that you provide to us if you register, we may also obtain data from trusted third parties to help us understand what you might be interested in. This ‘profiling’ information is produced from a variety of sources, including publicly available data (such as the electoral roll) or from sources such as surveys and polls where you have given your permission for your data to be shared. You can choose not to have such data shared with the Guardian from these sources by logging into your account and changing the settings in the privacy section. After you have registered, and with your permission, we may send you emails we think may interest you. Newsletters may be personalised based on what you have been reading on theguardian.com. At any time you can decide not to receive these emails and will be able to ‘unsubscribe’. Logging in using social networking credentials If you log-in to our sites using a Facebook log-in, you are granting permission to Facebook to share your user details with us. This will include your name, email address, date of birth and location which will then be used to form a Guardian identity. You can also use your picture from Facebook as part of your profile. This will also allow us and Facebook to share your, networks, user ID and any other information you choose to share according to your Facebook account settings. If you remove the Guardian app from your Facebook settings, we will no longer have access to this information. If you log-in to our sites using a Google log-in, you grant permission to Google to share your user details with us. This will include your name, email address, date of birth, sex and location which we will then use to form a Guardian identity. You may use your picture from Google as part of your profile. This also allows us to share your networks, user ID and any other information you choose to share according to your Google account settings. If you remove the Guardian from your Google settings, we will no longer have access to this information. If you log-in to our sites using a twitter log-in, we receive your avatar (the small picture that appears next to your tweets) and twitter username.

    Children’s Online Privacy Protection Act Compliance

    We are in compliance with the requirements of COPPA (Childrens Online Privacy Protection Act), we do not collect any information from anyone under 13 years of age. Our website, products and services are all directed to people who are at least 13 years old or older.

    Updating your personal information

    We offer a ‘My details’ page (also known as Dashboard), where you can update your personal information at any time, and change your marketing preferences. You can get to this page from most pages on the site – simply click on the ‘My details’ link at the top of the screen when you are signed in.

    Online Privacy Policy Only

    This online privacy policy applies only to information collected through our website and not to information collected offline.

    Your Consent

    By using our site, you consent to our privacy policy.

    Changes to our Privacy Policy

    If we decide to change our privacy policy, we will post those changes on this page.
    Save settings
    Cookies settings