الأقباط و”الثورة”

خاص – هارولد هيمان

لأول مرة نزل رجال الدين الأقباط الباريسيون للتظاهر في الشارع. وصرخ المتظاهرون الذين يقدر عددهم بـ ١٥٠ ألفاً في فرنسا «ساركوزي ساركوزي قل كفى للطنطاوي»، في إشارة إلى حادثة التاسع من الشهر الجاري، حين انقضت الدبابات على آلاف المتظاهرين في شوارع القاهرة المتوجهين نحو مبنى التلفزيون وخلفت ما يزيد عن ٢٠ قتيلاً، غالبيتهم العظمى أقباط دُهسوا بالسيارات المصفحة.
والذي دفع الأقباط المصرين للتظاهر هو سلسلة الحرائق التي طالت كنائسهم وكان آخرها كنيسة أسوان. ويعتقد البعض أن اللجنة العسكرية القابضة على زمام الحكم تستثير في الظل التحركات ضد الأقباط. ويذكر هؤلاء بأن هذه السياسة كانت معتمدة في عهد مبارك ولم تكن غائبة في عهد السادات حيث كان يشار إلى الأقباط وكأنهم أعداء الشعب المصري!
ولقد تكلمت مع بعض المتظاهرين ولا يبدو أياً منهم «متعصباً» رغم الصلبان التي حملوها إلا أنهم أكدوا أن هذا التحرك هو تحدي للسلفيين الذين يحركون الجيش المصري.
وبعكس مسيحيي لبنان وسوريا وفلسطين والعراق، فإن أقباط مصر لا يصنفون في فرنسا تحت شعار «المطلوب حمايتهم» وقد يكون السبب أن ٩٠ في المئة من الأقباط لا يرتبطون بالفاتيكان.
خلاصة هذه التظاهرة هي أن السلفيين يريدون أن «يكسروا الثورة المصرية على ظهر الأقباط» الذي يتهمون بالتبشير.

Harold Hyman

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *