الرئيسية » تكنولوجيا » طاقة »

ما جدوى منظمة الأوبك اليوم؟ (Orient XXI)

جان بيار سيريني*

بعد يومين من مفاوضات متوترة، توصلت 25 دولة منتجة للنفط الخام، تنتمي 14 منها إلى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) و11 إلى مجموعة تقودها روسيا إلى اتفاق وصفته الصحافة الرسمية الجزائرية ب“المُنقِذ”. وهو اتفاق يقضي بتخفيض الإنتاج ب 1.2 مليون برميل يوميا من النفط الخام اعتبارا من 1 يناير 2019، على أن يقوم بالتخفيض أعضاء أوبك (0.8 مليون برميل يوميا) وشركاؤهم (0.4 مليون برميل يوميا).

ويمثل هذا التخفيض 1 ٪ من الإنتاج العالمي وهو جد بعيد عن التخفيض الذي تقرر في ديسمبر 2016 ب 1,8 مليون برميل يوميا والذي سمح بارتفاع ملفت في الأسعار. كما جاء هذا التخفيض دون آمال الذين كانوا يطالبون بأن يكون ما بين 1.2 و 1.5 مليون برميل يوميا. ومع ذلك رحبت الأسواق في يوم الجمعة 7 ديسمبر/ كانون الأول، بالاتفاق وارتفع سعر النفط الخام بنسبة 5٪، قبل أن تُراجع الأسواق تقييمها وتخفض سعر البرميل بدولار واحد يوم الاثنين 10 ديسمبر.

ويُطرح السؤال فيما إذا كان الاتفاق سيتم تنفيذه في العام المقبل؟ فحتى داخل الأوبك هناك أعضاء ليسوا ملزمين بشيء. وتُعد فنزويلا مثلاً وإيران التي تعرضت الى عقوبات بدرجات متفاوتة من إدارة ترامب، من ضمن هؤلاء. وقد خاضت طهران معركة خلال يوم كامل قبل أن يتم إعفاؤها من أي التزام. وهناك من تم إعفاؤهم بسبب “الظروف” كما هو الحال بالنسبة إلى ليبيا حيث تتصارع المليشيات للتحكم في المستودعات النفطية. وهناك أخيراً قطر التي انسحبت رسميا من منظمة الأوبك التي كانت عضوا فيها منذ تأسيسها سنة 1960. والسبب المقدم لتبرير هذه الخطوة هو أن قطر بلد منتج للغاز أساساً الآن ولم تعد تصدر البترول.

وفي الواقع توجد قطر في حالة نزاع مفتوح مع السعودية وهي تخشى نزاعا مقبلا بين منظمة الأوبك والكونغرس الأمريكي المتحمس لمعاقبة “الأشرار” المنخرطين في ما يعتبره احتكاراً بغيضاً. وتعطي قطر بمغادرتها المنظمة إشارة إلى منتجين صغار آخرين قد يتخلوا بدورهم عن عضويتهم تفاديا للمشاكل.

تراجع نفوذ المنظمة يتأكد

ويبقى الاتفاق المبرم غامضا فيما يتعلق بتوزيع المليون برميل التي يتعين إلغاؤها. قد تأخذ العربية السعودية على عاتقها 40٪ على الأقل وروسيا بالكاد 15٪ والعراق 10٪… ويبقى ثلث الكمية، تستوجب التوزيع. وقد حذر وزير الطاقة الروسي، الكسندر نوفاك، بأن التخفيض الموعود ب 228000 برميل يومياً قد يستغرق شهورا لكي ينفذ وسيبدأ في يناير/كانون الثاني بتخفيض 50000 برميل يومياً. أما بغداد التى تعيش أوضاعاً سياسية معقدة وهي بين فكي كماشة واشنطن وطهران، فهي ليست متأكدة من أي شيء. ومن البديهي أن تمديد تنفيذ الاتفاق لعدة أشهر لا يضمن أي تأثير على أسواق لندن ونيويورك.

ومن اتفاق لآخر، أصبحت منظمة الأوبك تخسر مكانتها في اللعبة النفطية الكبرى. ما أبعدنا عن سياق 1973 حيث كان بإمكان شاه إيران، من قصره في نيافاران، أن يضاعف خمس مرات سعر النفط بمجرد حركة منه ليُدخل العالم في أول أزمة كبرى له بعد الحرب العالمية الثانية. أو عن بداية الثمانينيات حيث التهبت الأسعار من جديد بسبب الفوضى الناجمة عن ثورة آية الله الخميني والحرب بين العراق وإيران. أو بعد عام 2003، عند سقوط نظام العراق البعثي ثم خلال العقوبات المفروضة على طهران التي رفعت الأسعار إلى ما فوق 100 دولار لعدة سنوات.

وتعود آخر محاولة للأوبك لاستعادة سلطتها في مجال الطاقة إلى يونيو/حزيران 2014. بإيعاز من وزير الطاقة السعودي، علي النعيمي، اتخذ القرار بترك الأسعار تسير بشكل تلقائي دون ، تدخل أو دعم من المنظمة. وكان الهدف هو ضرب المنتجين الأمريكيين الجدد للنفط الصخري الذين بدأوا يبرزون في الساحة.

وقد انخفض على إثر ذلك سعر البرميل إلى أقل من 40 دولاراً، وتراجعت الاستثمارات الأمريكية بحدة في مجال الطاقة حيث انخفضت بنسبة 25٪ في عام 2015 ، ثم مجدداً بنسبة 25٪ في عام 2016. أما المنتجون الآخرون فكانوا يحتجون ويطالبون أكثر فأكثر بمراجعة السياسة. ثم تغيّر الملك في الرياض وكذلك الوزير وتغيرت السياسة المتبعة أيضا. وقد اقتنعت الرياض، بتأثير من موسكو خاصة، في ديسمبر 2016 بضرورة تقليص الإنتاج. ونجحت العملية. وكان الارتفاع الذي سُجل مذهلا: 45 دولارًا للبرميل في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 ، 70 دولارًا في يناير/ جانفي 2018 ثم 80 دولارًا أو أكثر قبل أن يشهد انخفاضًا كبيراً في أكتوبر ونوفمبر/تشرين الأول والثاني 2018.

حين يفيض المغطس النفطي

خلال الاجتماع السداسي للبلدان البترولية في يونيو/ حزيران خشي الروس والسعوديون من ارتفاع الأسعار حيث كان المحللون الأكثر تفاؤلا يتنبأون ببرميل ب 100 دولار مع نهاية السنة. فقد تراجع إنتاج كل من فنزويلا وأنغولا بشدة، كما أعلن الرئيس ترامب عقوبات ضد زبائن إيران، على الخصوص الآسيويين منهم (3,6 مليون برميل يومياً). ولم يكن من مصلحة أي أحد أن تطرأ زيادة مفرطة في الأسعار.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول، وهي مرحلة الذروة في إنتاجهم، قام الروس والسعوديون معا بزيادة الإنتاج بأكثر من مليون برميل يومياً. هل كان ذلك خطأ في التقدير أم مجاملة دبلوماسية؟ فلقد أثّر ذلك على كميات البترول المتوفرة في العالم والتي تشكل ما يسمى بالمغطس المشترك، الذي ينجم عنه سعر شبه موحّد للنفط في العالم بأسره، مع الإمكانية المتروكة طبعاً للحكومات الأعضاء ال193 في الأمم المتحدة بأن تثقله بالضرائب أو تخففه بالدعم المالي، فلقد شهد هذا المغطس فائضاً كبيراً. أصبح البترول الخام يتدفق من كل صوب وانخفضت الأسعار ب 20 ٪ خلال شهرين، خاصة وأن واشنطن أبدت نوعا من التسامح تجاه طهران حيث تم تجنيب ثلثي زبائنها العقوبات حتى أبريل 2019. وكانت الحال نفسها بالنسبة لميناء شاباهار في الطرف الغربي من الجمهورية الاسلامية، بحجة عدم تعريض تموين آسيا الوسطى للخطر حيث يتمركز عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين.

والأهم هو أن الإنتاج الأمريكي استمر في الارتفاع بفضل وفرة النفط الصخري. في تشرين الثاني/ نوفمبر، وللمرة الأولى منذ 45 سنة، قامت الولايات المتحدة بتصدير كمية من النفط أكبر من التي استوردتها، وفقا للتقرير الأسبوعي لوكالة معلومات الطاقة الأمريكية (IEA) الذي نشر يوم الخميس 6 ديسمبر/ كانون الأول. وفي أكتوبر/ تشرين الأول، كانت الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط الخام في العالم (13 مليون برميل يومياً) قبل روسيا (12 مليون برميل يومياً) والمملكة العربية السعودية (10.7 مليون برميل يومياً ).

ويعود هذا الإنجاز إلى حوض /بيرميان/ (200 ألف كيلومتر مربع) الذي يمتد من غرب تكساس إلى جنوب شرق نيو مكسيكو. ويمثل حالياً 45 ٪ من الإنتاج الأمريكي مقارنة مع الإنتاج شبه المعدوم في عام 2008. ووفقًا للوكالة الدولية للطاقة، ومقرها باريس، من المتوقع أن يتضاعف الإنتاج في أقل من عقد من الزمن وبإمكانه لوحده تلبية الارتفاع المتوقع في الطلب العالمي.

هذا ما يفسر التقارب بين موسكو والرياض، بغض النظر عن تعارضهما بخصوص سوريا وإيران أو اليمن. أصبحت اللعبة تدور بين ثلاثة أطراف، ثلاثة من كبار المنتجين يوفرون وحدهم ثلث الطلب العالمي، وسوف تزيد هذه النسبة لا شك في المستقبل. وهذه ليست مباراة يتنازع فيها طرفان ضد ثالث، بل محاولة للتوصل إلى اتفاق حول نطاق الأسعار لا يضر أيًا من اللاعبين الثلاثة. وهو سعر يدور حول 60 دولارا للبرميل، يتراوح بين 55 و65 دولاراً، وفقاً لفلاديمير بوتين، الشخصية الوحيدة التي تحدثت علناً في الموضوع. لكل واحد من الثلاثة ـ بما له من نقاط ضعف وقوة ـ مصلحة في وجود حد أدنى من الاتفاق لتجنب حرب أسعار تكون باهظة الثمن على الجميع.

إذا كان الرئيس ترامب يتظاهر بالحرص على الوصول إلى أقل سعر ممكن لصالح ناخبيه، فإن صناعة الاستخراج الأمريكية تحتاج إلى سعر“مقبول” نظرًا لارتفاع تكاليف الإنتاج. وإذا كانت هذه التكاليف قد انخفضت كثيرا في السنوات الثلاث الماضية، فإنها لا تزال أعلى ب 3 إلى 5 مرات من تلك الموجودة في المملكة العربية السعودية. ووفقا لشركة دراسات أمريكية، ر. س.اينرجي غروب، ومن أجل تحقيق ربح بنسبة 1% لإحدى الآبار البترولية لا بد أن يكون سعر التوازن 36 دولارًا في حوض /بيرميان/ و45 دولارًا في حوض /الباكن/.

وفي المحصلة، مع إضافة التكاليف الثابتة وإيجار الأراضي الذي قد يكون باهظا أحياناً، تحتاج صناعة النفط الصخري لسعر برميل يتراوح بين 50 و65 دولارًا. وهناك أيضا ضغوط البنوك التي تريد أن يتم تسديد الديون بصفة أسرع من الماضي، و ضغوط من المساهمين الذين قبلوا بالعديد من الزيادات في رأس المال ويتطلعون لرؤية عوائد استثمارهم

وتخشى روسيا من ارتفاع كبير لسعر البرميل الذي من شأنه أن يهدد توازناتها المالية. ففي هذه الحالة، يتعين على الخزينة العامة دعم المستهلكين الروس، وهو أمر مكلف للغاية ومن شأنه تقويض الخزينة العمومية. وفضلا عن ذلك، تعتزم موسكو تنويع اقتصادها. فهي قوة عظمى في مجال الحبوب وثاني مصدر للأسلحة في العالم، ولكن ذلك يتطلب قيمة للروبل لا ترتفع بصفة مفرطة في حال ارتفاع كبير لأسعار النفط. وأخيراً، فإن كون روسيا بلد يعتمد على إنتاج الغاز قبل أي شيء آخر يتأكد سنة بعد أخرى، فالإنتاج يشهد ارتفاعاً وكذلك الصادرات. والحال ليست كذلك بالنسبة للنفط.

وتعد اليوم المملكة العربية السعودية الحلقة الأضعف في الثلاثي حيث أن الأسعار الحالية للنفط (70 إلى 80 دولار) بعيدة عن تلبية احتياجاتها وتسبب لها صعوبات في الميزانية. لكن ضعفها يتجلى في الحقل الدبلوماسي أساساً بسبب تورط ولي العهد محمد بن سلمان في اغتيال جمال أحمد خاشقجي. ويعتمد بقاؤه السياسي على آخر دعم أجنبي له أي ذاك المتمثل بالرئيس ترامب الذي يبذل الجهد الجهيد في إنكار الحقيقة الساطعة. وتحرص الرياض على عدم إغضاب محاميها الأخير. وقد نزل وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري إلى السعودية بعد فترة وجيزة من مؤتمر الأوبك في فيينا للتشاور معها حول الخطوات القادمة.

لن يشهد العالم هذا الشتاء أي شح في النفط، فالسوق متخمة. وإن لم يتفاقم تباطؤ السوق بسبب الظروف الاقتصادية الدولية فسوف تستقر الأوضاع عند هذا الحد. الى حين تاريخ 6 أبريل، موعد مراجعة العقوبات الأمريكية ضد زبائن إيران، وفي انتظار ما قد تسفر عنه قضية الخاشقجي.

*صحفي ومدير سابق لمجلة “لو نوفيل إيكونوميست” Le nouvel Economiste ورئيس تحرير سابق لمجلة “الإكسبريس”.

** ترجم المقال من الفرنسية حميد العربي

اُكتب تعليقك (Your comment):

صحافة اسرائيل

إعلان

خاص «برس - نت»

صفحة رأي

مدونات الكتاب

آخر التعليقات

    أخبار بووم على الفيسبوك

    تابعنا على تويتر

    Translate »
    We use cookies to personalise content and ads, to provide social media features and to analyse our traffic. We also share information about your use of our site with our social media, advertising and analytics partners.
    Cookies settings
    Accept
    Privacy & Cookie policy
    Privacy & Cookies policy
    Cookie name Active

    Privacy Policy

    What information do we collect?

    We collect information from you when you register on our site or place an order. When ordering or registering on our site, as appropriate, you may be asked to enter your: name, e-mail address or mailing address.

    What do we use your information for?

    Any of the information we collect from you may be used in one of the following ways: To personalize your experience (your information helps us to better respond to your individual needs) To improve our website (we continually strive to improve our website offerings based on the information and feedback we receive from you) To improve customer service (your information helps us to more effectively respond to your customer service requests and support needs) To process transactions Your information, whether public or private, will not be sold, exchanged, transferred, or given to any other company for any reason whatsoever, without your consent, other than for the express purpose of delivering the purchased product or service requested. To administer a contest, promotion, survey or other site feature To send periodic emails The email address you provide for order processing, will only be used to send you information and updates pertaining to your order.

    How do we protect your information?

    We implement a variety of security measures to maintain the safety of your personal information when you place an order or enter, submit, or access your personal information. We offer the use of a secure server. All supplied sensitive/credit information is transmitted via Secure Socket Layer (SSL) technology and then encrypted into our Payment gateway providers database only to be accessible by those authorized with special access rights to such systems, and are required to?keep the information confidential. After a transaction, your private information (credit cards, social security numbers, financials, etc.) will not be kept on file for more than 60 days.

    Do we use cookies?

    Yes (Cookies are small files that a site or its service provider transfers to your computers hard drive through your Web browser (if you allow) that enables the sites or service providers systems to recognize your browser and capture and remember certain information We use cookies to help us remember and process the items in your shopping cart, understand and save your preferences for future visits, keep track of advertisements and compile aggregate data about site traffic and site interaction so that we can offer better site experiences and tools in the future. We may contract with third-party service providers to assist us in better understanding our site visitors. These service providers are not permitted to use the information collected on our behalf except to help us conduct and improve our business. If you prefer, you can choose to have your computer warn you each time a cookie is being sent, or you can choose to turn off all cookies via your browser settings. Like most websites, if you turn your cookies off, some of our services may not function properly. However, you can still place orders by contacting customer service. Google Analytics We use Google Analytics on our sites for anonymous reporting of site usage and for advertising on the site. If you would like to opt-out of Google Analytics monitoring your behaviour on our sites please use this link (https://tools.google.com/dlpage/gaoptout/)

    Do we disclose any information to outside parties?

    We do not sell, trade, or otherwise transfer to outside parties your personally identifiable information. This does not include trusted third parties who assist us in operating our website, conducting our business, or servicing you, so long as those parties agree to keep this information confidential. We may also release your information when we believe release is appropriate to comply with the law, enforce our site policies, or protect ours or others rights, property, or safety. However, non-personally identifiable visitor information may be provided to other parties for marketing, advertising, or other uses.

    Registration

    The minimum information we need to register you is your name, email address and a password. We will ask you more questions for different services, including sales promotions. Unless we say otherwise, you have to answer all the registration questions. We may also ask some other, voluntary questions during registration for certain services (for example, professional networks) so we can gain a clearer understanding of who you are. This also allows us to personalise services for you. To assist us in our marketing, in addition to the data that you provide to us if you register, we may also obtain data from trusted third parties to help us understand what you might be interested in. This ‘profiling’ information is produced from a variety of sources, including publicly available data (such as the electoral roll) or from sources such as surveys and polls where you have given your permission for your data to be shared. You can choose not to have such data shared with the Guardian from these sources by logging into your account and changing the settings in the privacy section. After you have registered, and with your permission, we may send you emails we think may interest you. Newsletters may be personalised based on what you have been reading on theguardian.com. At any time you can decide not to receive these emails and will be able to ‘unsubscribe’. Logging in using social networking credentials If you log-in to our sites using a Facebook log-in, you are granting permission to Facebook to share your user details with us. This will include your name, email address, date of birth and location which will then be used to form a Guardian identity. You can also use your picture from Facebook as part of your profile. This will also allow us and Facebook to share your, networks, user ID and any other information you choose to share according to your Facebook account settings. If you remove the Guardian app from your Facebook settings, we will no longer have access to this information. If you log-in to our sites using a Google log-in, you grant permission to Google to share your user details with us. This will include your name, email address, date of birth, sex and location which we will then use to form a Guardian identity. You may use your picture from Google as part of your profile. This also allows us to share your networks, user ID and any other information you choose to share according to your Google account settings. If you remove the Guardian from your Google settings, we will no longer have access to this information. If you log-in to our sites using a twitter log-in, we receive your avatar (the small picture that appears next to your tweets) and twitter username.

    Children’s Online Privacy Protection Act Compliance

    We are in compliance with the requirements of COPPA (Childrens Online Privacy Protection Act), we do not collect any information from anyone under 13 years of age. Our website, products and services are all directed to people who are at least 13 years old or older.

    Updating your personal information

    We offer a ‘My details’ page (also known as Dashboard), where you can update your personal information at any time, and change your marketing preferences. You can get to this page from most pages on the site – simply click on the ‘My details’ link at the top of the screen when you are signed in.

    Online Privacy Policy Only

    This online privacy policy applies only to information collected through our website and not to information collected offline.

    Your Consent

    By using our site, you consent to our privacy policy.

    Changes to our Privacy Policy

    If we decide to change our privacy policy, we will post those changes on this page.
    Save settings
    Cookies settings