الرئيسية » ثقافة وفنون » كتب جديدة »

“ناعورة سيدي حسن” لـ بن زليخة: رواية استعمار الجزائر

IMG_1386الجزائر- نصيرة بلامين

الجزائر البيضاء… أو لنقل هكذا كان يطلق عليها… الجزائر البيضاء وقصبتها القديمة، من السّهل أن تتوه داخل أحد أحيائها دون العثور على مخرج… طرقها توغل المتجوّل داخل مدينة القصبة لتدور به نحو أحياء أخرى وتلقي به بين أذرع حيطان تآكلها الدّهر… وكأنّه داخل دوامة يصعب الانفلات منها بل يتعذر عليه إيجاد سبيله إن لم يرافقه دليل…

كامرأة حسناء أوصدت الطّريق للوصول إلى قلبها وأقفلت عليه بمئات الأقفال قبل أن تلقي بها إلى عرض البحر، هكذا هي قصبة الجزائر أو لنقل هكذا يخال للمتجوّل عندما تحطّ عيناه لأوّل مرة على أحياء القصبة، أحيائها تعجّ بالألغاز وتخفي بين حيطانها البالية العديد من الحكايات والأسطورات… غير بعيد يتواجد قصر قديم لم يعد يبق منه إلاّ الحطام. البعض يقول أنّه كان يطلق عليه اسم “دار السّلطان” (أو قصر السّلطان)… يقولون أنّه على ذلك القصر كانت تحيط بأسواره وتعلوها أزهار الياسمين… أمّا اليوم فلا وجود لتلك الأسوار ولا وجود للياسمين بل حلّت محلها أكوام من الزّبل والقاذورات… عبر أحيائها القديمة كانت رائحة القهوة التّركية المرششة بقطرات ماء الزّهر تدغدغ الأنوف وتعبّق أحيائها الضّيقة… غير بعيد وعبر ممرات سرّية لا يعرفها إلاّ أهالي القصبة، يمكن للمتجوّل أن يجد نفسه أمام ناعورة ماء قديمة اسمها “عين سيدي حسن” أو “ناعورة سيدي حسن”… النّاعورة يزينها شريط زركش عليه هذه العبارة: “ولا غالب إلاّ الله!. البعض يقول أنّ هذه الناعورة يعود عهدها إلى فترة حكم المرابطين، وبالتّحديد في عهد يوسف ابن تاشفين.  Naoura

نحن متواجدون الآن في الجزائر، وبالتّحديد في شهر ماي من عام 1830… الدّاي حسين وصلته رسالة تخبره بأنّ فرنسا قررت الهجوم على الجزائر “المحروسة”.

“الأخبار كانت سيّئة، شارل العاشر اتخذ قرارًا حاسمًا، سيقوم بالهجوم على الجزائر العاصمة، لقد وضع دوبورموه ودوبريه على رأس جيش عدده 70 ألف رجل، الدّاي حسين كان واثقًا جدًا من قدرات الدّولة الجزائرية ليس فقط في الرّدّ على الهجوم بل وكذلك في إلحاق هزيمة نكراء بالفرنسيين”.

أحمد باي لم يكن يشاطر رأي الدّاي حسين كان “(…) يدرك جيّدًا أنّ الجزائر تجتاز مراحل حاسمة من تاريخها ولذا لم يكن متفائلاً مثل الدّاي حسين ورغم إخلاص الدّاي وربّما بسبب إخلاصه هذا لم ينتبه إلى المخاطر التّي كانت تترقب بالجزائر العاصمة من بعيد” ولكن مثل الدّاي تمامًا، “كان يريد أن يتخلّص من هذه البعثة الفرنسية التّي ستدفع بالدّولة الجزائرية إلى مواجهات وابتلاءات عظمى وحتّى وإن تعوّدت في الماضي على مثل من هذه الابتلاءات وقاومتها”.

قبّة “سيدي عبد الرّحمن” لم تكن بعيدة من مكان تواجد الباي أحمد، ربّما هي فرصة للذّهاب هناك من أجل الدّعاء… الدّعاء كثيرًا وبخشوع…

من خلال صفحات هذا الكتاب الذّي بين أيدينا للرّاوي الجزائري أحمد بن زليخة، أصدرته دار النّشر القصبة الجزائرية تحت عنوان: “ناعورة سيدي حسن”

يقصّ علينا الأجواء المحمومة التّي عاشتها مدينة الجزائر العاصمة في تلك الفترة وبالتّحديد قبل شهر واحد من الهجوم الفرنسي على شواطئ سيدي فرج. الجميع كان يردّد أنّ “حادثة المروحة” لم تكن إلاّ ذريعة صبيانية لفرنسا للدّخول إلى العاصمة. لكن في حقيقة الأمر، الجميع يدرك أنّ انهزام الأسطول الجزائري خلال معركة نافرين عام 1827 أضعفت سيادتها بكثير على الحوض الأبيض المتوسّط… لو كان الرّايس حميدو، أو خير الدين وأخوه عروج بربروس على قيد الحياة، لكان الأمر غير ذلك… هذا ما كان يردّده سكان العاصمة… نعم هذا صحيح ولكن تلك كانت فترة مضت وامّحت…

في الواقع، كتاب أحمد بن زليخة يروي قصة حبّ علاوة على كونه قصة تاريخية، هي قصة امرأتين جميلتين (إحداهما حقيقية والأخرى رمزية): “حسناء” ابنة رجل شريف من أصول بربرية يدعى “دا محند” و”المحروسة” والتّي ترمز إلى مدينة الجزائر العاصمة، المرأة الرّمزية والمشخّصة في مدينة القصبة الجزائرية.

المرأتان (حسناء والمحروسة) هما ينبوع حبّ عمّ فترة من تاريخ الجزائر، هو حبّ أهالي مدينة العاصمة للمدينة ونسائها، حبّ عميق لا يمكن وصفه، هو حبّ لا نهائي لحدّ أنّ سكانها سيهبون للدّفاع عنهما ولو على حساب أرواحهم.

هو حبّ “حسناء” كذلك للعاصمة ولاسيما مدينة القصبة القديمة، غير بعيد يمكن لها رؤية “قلعة بنو حمّاد”… “تلك المدينة المحصّنة، يقولون أنّه تمّ بناءها منذ قرابة ثمانية قرون على يدّ حفيد مؤسس عاصمة الجزائر، ربّما كان هذا علامة من القدر، فحماد ابن بولوغين يكون قد التحق بالشّجرة المباركة لسلالة جدّه الدزيري في مقاومة الأخطار التّي كانت تهدّد المدينة الأمّ”.

قلب “حسناء” كان يخفق كذلك لشابّ وسيم أسمر اسمه “مراد”، حبّها له كان يحتويها بكامله.

“ما أعظم ذلك الرّجل مراد! كان تجتمع فيه الشّجاعة والذّكاء، كان يعدل بين القلب والعقل، كان يظهر في الآن نفسه الإيمان العميق والرّغبة الجسدية، كان تجتمع فيه القوّة والحنان. كان رجلها، وكانت امرأته. كان يطلق عليها اسم “فاطمة” وكانت هي تناديه باسم “الحبيب”. الاثنان كانا شغوفين بشعر الحبيب بن قنون، ذلك شاعر الحبّ العظيم، المنحدر من مدينة معسكر، لقد كرّس حياته كلّها في نظم أشعار لمحبوبته “فاطمة”. “حسناء” ترتسم على وجهها الابتسامة عندما تتذكّر أوّل قصيدة كتبها لها خطيبها “مراد”، هي تحتفظ بها مع مجوهرات المرجان الأحمر التّي أرسلها إليها من مدينة القالة”.

والدها “دا محند”، كان رجل وقور، يحترمه الجميع وكان محبوبًا من قبل الدّاي حسين والباي أحمد، سكان مدينة القصبة كانوا يحبّونه لأنّه كان يلجأ دائمًا إلى حسم الخلاف بينهم بطرق سلمية دون اللّجوء و”المرمطة” أمام العدالة التّركية آنذاك. “دا محند” كان يحبّ كثيرًا وحيدته “حسناء”، لكنّ في الوقت نفسه كانت تختلجه مشاعر من الخوف والقلق ولو أنّ وحيدته كانت مخطوبة للشّاب “مراد”. ربّما هذه المخاوف يكون مردّها التّهديد الفرنسي للهجوم على أرض الجزائر وربّما لهذا السّبب كان قلقًا، إنّه يشعر بنوع من الضّيق وعدم اليقين… شعور بنهاية فترة…

“لقد كانت نهاية فترة من فترات التّاريخ الجزائري، إنّها نهاية كان ينتظرها الكلّ أن تكون عنيفة، وهم على ذلك في أمل أن يتفادوا ذلك العنف، والحفاظ على عادات يومية آلفوها، الحفاظ على حاضر وتأمين مستقبل. في جميع أنحاء العاصمة، لم يكن يشغل سكانها إلاّ الحديث عن الحرب. لقد شعروا بدنوّها وكأنّها تطفوا من بعيد على المياه، هل تكون نهاية هذه الحرب المحتملة على واجهة صخور البحر أم أنّها ستجرف معها الأمواج وتخربّ معها كلّ شيء يعترض طريقها؟ لا أحد يعرف ماذا ستجلبه هذه الحرب، وحده العالي القادر هو علاّم الغيوب”.

لكنّ قلب الأبّ نادرًا ما يخطئ فقد صدق أن تقدّم رجل فاحش الثّراء يدعى “سي عمّار” وطلب من “دا محند” يدّ ابنته “حسناء” وهو يعلم جيدًا أنّها مخطوبة لغيره وعرض عليه أن يشاركه في أعماله المالية إن قبل أن يزوجّه ابنته، غير أنّ “دا محند” الذّي وجد في تصرّف ضيفه مخلاً للآداب العامة غضب ورفض طلبه قائلاً: “لقد قلت لك أنّك أخطأت في العنوان عندما جئت إلى هنا، كما أنّك تتجرأ على طلب يدّ امرأة مخطوبة لغيرك وزيادة على ذلك تقايض ابنتي بأعمالك التّجارية، من قال لك أنّني أريد هذه الصّفقة التّي تعرضها عليّ؟ أنّا أرفض صفقتك وابنتي ليست للمغالاة”. عند سماع ردّ “دا محند”، امتقع وجه “سي عمّار” وأجابه مهدّدًا: “أظنّ أنّك أسأت فهمي، لذا سأعرض عليك صفقة أخرى، يا نسيبي المستقبلي، سأتزوج ابنتك… وإلاّ سأسلمك أنت وأصدقائك إلى الأتراك، وأنا أدرك تمامًا أنّهم سيجدون متعة كبيرة في تعذيبكم وتسميركم على الحيطان… فكّر في ابنتك… وإلاّ فلن يتزوجها أحد، إنّها في نظري ليست إلاّ أنثى مسكينة وسأجد لذّة في ذبحها كما تذبح الشّاة لكنّ قبل ذلك سأغتصبها أنا وعشرة من الرّجال السّود أيّها الشّيخ المخبول!”.

“حسناء” لم تكن تشكّ عمّا يدور من حولها، إلاّ أنّها في أحدّ اللّيالي وهي نائمة حلمت حلمًا أزعجها، لقد “رأت نفسها ماشية مساءً على طريق متعرّجة، عندما صادفها كلب كبير منقّط واعترض طريقها نابحًا ومكشرًا لها عن أنيابه”… فجأة، استيقظت “حسناء” من كابوسها، لقد أحست بنوع من الرّعب يحوم حولها… وقالت في نفسها، ربّما تكون مدينة العاصمة في خطر!

صحيح أنّ الوضعية كانت جدّية، ويبدو أنّ “الفرنسيين كانوا قريبين من الشّواطئ الجزائرية. الدّاي حسين كان قد أعلم وجهاء الدّولة الجزائرية بتعزيز جميع قواتهم، كما أنّ القوات الجهوية كانت في طريقها للاتحاق بالجيش في العاصمة، ويبدو أنّ المواجهة بين القوتين باتت حتمية”.

الباي أحمد قلق جدًا، يودّ أن يعارض استراتجية الدّاي حسين، بالنّسبة للبايّ يجب إبقاء أبواب مدينة الجزائر العاصمة مغلقة ومواجهة الأسطول الفرنسي على شواطئ البحر الأبيض المتوسّط، البايّ ينتابه شعور أنّ هذه المرّة تهديد الغرب هو من نوع آخر ولذا فهو يحاول ترسيخ صورة المحروسة التّي يعشقها في ذهنه.

نظرة البايّ أحمد كانت صحيحة، فقد جاء جنديّ ليخبره بتواجد: “ثلاثة أجنحة من فرق الجيش، أولاها كانت مخصّصة للحرب، أمّا الثّانية فكانت لتتوجّه نحو الشّواطئ الجزائرية والثّالثة أبقيت على حدا للاحتياط، هذا هو مجمل القوّات التّي كانت متواجدة على شاطئ سيدي فرج… تضايق البايّ لهذا الخبر وبدأ يسأل نفسه إن لم يكن الحلّ هو عصيان أوامر الدّاي حسين وقد تبيّن له الآن أنّ استراتجية الدّاي كانت خاطئة، ها هو الأسطول الفرنسي وقد جاء من الجهة الغربية للشّواطئ بينما كان الدّاي وزوج ابنته الآغا إبراهيم متؤكدين من وصول القوّات الفرنسية من الجهة الشّرقية للشّواطئ الجزائرية، حتّى أنّه تمّ تحويل مقرّ القوات الدّفاعية الجزائرية نحو برج الحراش”.

مع هذا التّخطيط الفاشل، يبدو جليّا أنّه سيتحتّم على جميع أهالي مدينة الجزائر العاصمة الانضمام إلى الجيش الانكشاري والدّفاع بالنّفس والنّفيس على العاصمة. وقد قرّر “مراد”، خطيب “حسناء” الانضمام إلى صفوف المدّافعين عن العاصمة، إنّه يدرك تماما وقلبه يتقطّر مرارة بأنّه مجبر على ترك “حسناء” وربّما “سيقضي حتفه خلال دفاعه عن المدينة، ولن يراها مرة ثانية، من يدري، فالأعمار بيدي الله، ليس له حلّ آخر، يجب أن يقوم بواجبه الوطني، ماذا لو تهرّب كلّ واحد منّا وترك العاصمة دون دفاع؟ من يمنع حينها المحتلّ الاعتداء على أيّ “حسناء” في بلد يكون فيها الآلاف من أمثال “مراد” تخلوا عنها؟ حينها يكون حاله مثل حال آخر أمراء غرناطة “أبو عبد الله” يبكي كالنّساء ما لم يستطع الدّفاع عنه كالرّجال”.

مدينة الجزائر العاصمة مهدّدة بالخراب من قبل الفرنسيين…

“حسناء” مهدّدة (دون علمها) بالمخطّطات الجهنمية لـ”سي عمّار”…

الصّراخ بدأ يتعالى من كلّ وجهة…

“سي عمّار” تمكّن من التسلّل إلى باحة دار “حسناء” عبر ممرّ سريّ…

الفرنسيون نزلوا على شواطئ سيدي فرج…

الجزائر العاصمة في خطر!

“حسناء” في خطر!

تاريخ اليوم هو 14 من شهر جوان من عام 1830، إنّها ليست إلاّ بداية صراع طويل سوف يدوم 132 سنة!

اُكتب تعليقك (Your comment):

صحافة اسرائيل

إعلان

خاص «برس - نت»

صفحة رأي

مدونات الكتاب

آخر التعليقات

    أخبار بووم على الفيسبوك

    تابعنا على تويتر

    Translate »
    We use cookies to personalise content and ads, to provide social media features and to analyse our traffic. We also share information about your use of our site with our social media, advertising and analytics partners.
    Cookies settings
    Accept
    Privacy & Cookie policy
    Privacy & Cookies policy
    Cookie name Active

    Privacy Policy

    What information do we collect?

    We collect information from you when you register on our site or place an order. When ordering or registering on our site, as appropriate, you may be asked to enter your: name, e-mail address or mailing address.

    What do we use your information for?

    Any of the information we collect from you may be used in one of the following ways: To personalize your experience (your information helps us to better respond to your individual needs) To improve our website (we continually strive to improve our website offerings based on the information and feedback we receive from you) To improve customer service (your information helps us to more effectively respond to your customer service requests and support needs) To process transactions Your information, whether public or private, will not be sold, exchanged, transferred, or given to any other company for any reason whatsoever, without your consent, other than for the express purpose of delivering the purchased product or service requested. To administer a contest, promotion, survey or other site feature To send periodic emails The email address you provide for order processing, will only be used to send you information and updates pertaining to your order.

    How do we protect your information?

    We implement a variety of security measures to maintain the safety of your personal information when you place an order or enter, submit, or access your personal information. We offer the use of a secure server. All supplied sensitive/credit information is transmitted via Secure Socket Layer (SSL) technology and then encrypted into our Payment gateway providers database only to be accessible by those authorized with special access rights to such systems, and are required to?keep the information confidential. After a transaction, your private information (credit cards, social security numbers, financials, etc.) will not be kept on file for more than 60 days.

    Do we use cookies?

    Yes (Cookies are small files that a site or its service provider transfers to your computers hard drive through your Web browser (if you allow) that enables the sites or service providers systems to recognize your browser and capture and remember certain information We use cookies to help us remember and process the items in your shopping cart, understand and save your preferences for future visits, keep track of advertisements and compile aggregate data about site traffic and site interaction so that we can offer better site experiences and tools in the future. We may contract with third-party service providers to assist us in better understanding our site visitors. These service providers are not permitted to use the information collected on our behalf except to help us conduct and improve our business. If you prefer, you can choose to have your computer warn you each time a cookie is being sent, or you can choose to turn off all cookies via your browser settings. Like most websites, if you turn your cookies off, some of our services may not function properly. However, you can still place orders by contacting customer service. Google Analytics We use Google Analytics on our sites for anonymous reporting of site usage and for advertising on the site. If you would like to opt-out of Google Analytics monitoring your behaviour on our sites please use this link (https://tools.google.com/dlpage/gaoptout/)

    Do we disclose any information to outside parties?

    We do not sell, trade, or otherwise transfer to outside parties your personally identifiable information. This does not include trusted third parties who assist us in operating our website, conducting our business, or servicing you, so long as those parties agree to keep this information confidential. We may also release your information when we believe release is appropriate to comply with the law, enforce our site policies, or protect ours or others rights, property, or safety. However, non-personally identifiable visitor information may be provided to other parties for marketing, advertising, or other uses.

    Registration

    The minimum information we need to register you is your name, email address and a password. We will ask you more questions for different services, including sales promotions. Unless we say otherwise, you have to answer all the registration questions. We may also ask some other, voluntary questions during registration for certain services (for example, professional networks) so we can gain a clearer understanding of who you are. This also allows us to personalise services for you. To assist us in our marketing, in addition to the data that you provide to us if you register, we may also obtain data from trusted third parties to help us understand what you might be interested in. This ‘profiling’ information is produced from a variety of sources, including publicly available data (such as the electoral roll) or from sources such as surveys and polls where you have given your permission for your data to be shared. You can choose not to have such data shared with the Guardian from these sources by logging into your account and changing the settings in the privacy section. After you have registered, and with your permission, we may send you emails we think may interest you. Newsletters may be personalised based on what you have been reading on theguardian.com. At any time you can decide not to receive these emails and will be able to ‘unsubscribe’. Logging in using social networking credentials If you log-in to our sites using a Facebook log-in, you are granting permission to Facebook to share your user details with us. This will include your name, email address, date of birth and location which will then be used to form a Guardian identity. You can also use your picture from Facebook as part of your profile. This will also allow us and Facebook to share your, networks, user ID and any other information you choose to share according to your Facebook account settings. If you remove the Guardian app from your Facebook settings, we will no longer have access to this information. If you log-in to our sites using a Google log-in, you grant permission to Google to share your user details with us. This will include your name, email address, date of birth, sex and location which we will then use to form a Guardian identity. You may use your picture from Google as part of your profile. This also allows us to share your networks, user ID and any other information you choose to share according to your Google account settings. If you remove the Guardian from your Google settings, we will no longer have access to this information. If you log-in to our sites using a twitter log-in, we receive your avatar (the small picture that appears next to your tweets) and twitter username.

    Children’s Online Privacy Protection Act Compliance

    We are in compliance with the requirements of COPPA (Childrens Online Privacy Protection Act), we do not collect any information from anyone under 13 years of age. Our website, products and services are all directed to people who are at least 13 years old or older.

    Updating your personal information

    We offer a ‘My details’ page (also known as Dashboard), where you can update your personal information at any time, and change your marketing preferences. You can get to this page from most pages on the site – simply click on the ‘My details’ link at the top of the screen when you are signed in.

    Online Privacy Policy Only

    This online privacy policy applies only to information collected through our website and not to information collected offline.

    Your Consent

    By using our site, you consent to our privacy policy.

    Changes to our Privacy Policy

    If we decide to change our privacy policy, we will post those changes on this page.
    Save settings
    Cookies settings