عين روسية .. على لبنان

najat-charaf-dineنجاة شرف الدين

توقف العديد من المراقبين أمام الكلام الأخير لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والذي تناول فيه الموضوع اللبناني عبر حديثه لقناة ” أن تي في ” الروسية الذي حذّر فيه من مغبة استمرار المحاولات الرامية الى تدمير الدولة في لبنان  على غرار ما جرى ويجري خلال السنوات الأخيرة في كلّ من العراق وليبيا وسورية، مؤكدا أن بلاده تسعى الى ” إيجاد حلول سياسية لجميع قضايا الشرق الأوسط بالتزامن مع مكافحة الإرهاب ” . هذا الموقف كان قد سبق التحركات التي شهدناها أمام السفارة الروسية في بيروت، الاول ضد التدخل الروسي في سوريا بقيادة هيئة العلماء المسلمين، والثاني تأييدا للتدخل بقيادة اللاجئين السوريين الموجودين على الاراضي اللبنانية .
كلام لافروف شكل هاجسا نتيجة تطور الأحداث في لبنان ، بعيد التدخل الروسي،  لجهة تصاعد التوتر السياسي بين الفرقاء، الذين إفترقوا أيضا في النظرة لهذا التدخل وبلغ التصعيد في المواقف التهديد بالانسحاب من الحكومة والحوار ، والذي ورد على لسان وزير الداخلية نهاد المشنوق ، المشارك شخصيا في الحوار مع حزب الله ، مما إستدعى ردا عاجلا لم يقتصر هذه المرة على وزير الصناعة حسين الحاج حسن ، بل تجاوزه ليصل الى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ، الذي رفع سقف الرسائل مشددا على أننا لا نُجبر أحدا على البقاء لا في الحوار ولا في الحكومة وقال ” إذا كان الكلام عن الحوار والبقاء في الحكومة من أجل الابتزاز، فنحن نرفض الابتزاز والذي يحب أن يبقى في الحوار والحكومة أهلا وسهلا فيه والذي يحب أن يذهب ، مع السلامة ” .
لا يمكن فصل الكلام العالي اللهجة عما يحصل على مقربة من الحدود، وإقتراب السوخوي الجوي من سماء لبنان مما سيترك بالضرورة تأثيراته على الأوضاع الداخلية اللبنانية، في ظل تباين المواقف الإقليمية والدولية من مشاركة روسيا عسكريا في الحرب في سوريا .
تزايدت في الفترة الأخيرة التحاليل والقراءات عن أفغانستان ثانية يمكن ان تتعرض لها موسكو على الاراضي السورية ، رغم العديد من الاختلافات الجيوسياسية والجغرافية وحتى الظروف السياسية ، إلا أن هذه القراءة تذهب في اتجاه تحول لبنان الصغير الى ما يشبه باكستان ( لما كانت تمثله أيام طالبان أفغانستان )، أي ممرا داعما للارهاب في وجه الهجمة الروسية والتخفيف من العبء على المعارضة السورية. ومن هنا يمكن قراءة التحذير الروسي للبنان وعودته ليكون ساحة مواجهة ، بقيت حتى الآن سياسية .
مما لا شك فيه أن الحديث عن خطورة الأوضاع في لبنان، قد أخذ منحى تصاعديا في الفترة الأخيرة، وَمِمَّا لا شك فيه أن الأزمة السياسية الداخلية كما الدستورية ساهمت في تعزيز هذا الهاجس ، إلا أن البؤر التي لا تزال مفتوحة في بعض المناطق ومنها المخيمات الفلسطينيية وأزمة اللاجئين السوريين، قد فتحت العين الروسية واسعا على لبنان من أجل ترتيب البيت الداخلي كي لا يتجاوز المواجهة السياسية لتصبح أمنية …

1 thoughts on “عين روسية .. على لبنان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *