داعش بين الاحتواء والتدمير

najat-charaf-dineنجاة شرف الدين

نجح تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) في تحويل إهتمام العالم الى ملف مكافحة الاٍرهاب، بعد عملية الطائرة الروسية في شرم الشيخ والتي تتجه الأنظار بشأنها نحو العمل الإرهابي، وبعد التفجيرين الإرهابيين في برج البراجنة في بيروت ، وصولا الى الاعتداءات الإرهابية في باريس ، وتحولت اجتماعات فيينا بشأن سوريا كما قمة العشرين الى بحث في أولويات محاربة الاٍرهاب وعلى رأسهم داعش .
عندما بدأ وزير الخارجية جون كيري مؤتمره الصحافي الى جانب نظيره الروسي وممثل الامم المتحدة، أراد أن يتحدث باللغة الفرنسية تعبيرا عن تضامنه مع المأساة الفرنسية، وعندما بدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما مؤتمره الصحافي في أنطاليا في ختام قمة العشرين، والذي أكد فيه على رفع مستوى المواجهة لتنظيم داعش، أراد أن يبدأه بسؤال  موجه له من ممثل وكالة الأنباء الفرنسية . هذه اللفتة من كيري ورئيسه ، لم تمنع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من توجيه إشارة ولو غير مباشرة الى أوباما، عندما حدد الخطوات المقبلة لمواجهة داعش ، من خلال  خطابه أمام مجلسي الشيوخ والنواب، بأن الامر لا يتعلق بإحتواء بل بتدمير داعش .
أوباما الذي حدد الاستراتيجية العسكرية في المواجهة عبر ممارسة الضغوط الشديدة من خلال الغارات الجوية واستهداف قادة التنظيم  واستكمال عمليات التدريب للقوات العراقية والعمل على تجفيف منابع التمويل والبحث عن مساعدة الحلفاء على الارض وتقوية القوات المستعدة لمقاتلة داعش ، تحدث أيضا عن استراتيجية مستمرة وتحتاج الى وقت .
في المقابل ، هولاند الذي عبر عن جرح فرنسا العميق نتيجة الجريمة الداعشية ، إعتبر أن فرنسا في حالة حرب ضد الاٍرهاب مع ما يستتبع ذلك من أدوات لهذه الحرب على المستوى الوقائي والعسكري والقضائي والامني وحتى التعديل الدستوري بما يتلاءم مع حالة الطوارىء من قوانين يمكن توفيرها لتسهيل مهمة القوى الأمنية في كشف الشبكات الإرهابية عبر إعطاء صلاحيات في التوقيف الاداري والاعتقال والمداهمات وغيرها من الإجراءات .
هولاند الذي أعلن عن سلسلة خطوات من إرسال حاملة الطائرات شارل ديغول الى ضفاف المتوسط الى استمرار الغارات كما حصل في الرقة ، حدد العدو الاول وهو داعش معتبرا أن سوريا أصبحت أكبر مصنع للارهابيين .

التحالف الدولي الذي كان بدأ حربه ضد داعش منذ أكثر من عام من دون تحقيق نتائج مباشرة في إحتوائه، كما قال الرئيس الأميركي، يبدو أن أشكال هذا التحالف ستتوسع وتتحول لتبدأ مرحلة جديدة يشكل فيها ما بعد الاعتداء الفرنسي خطا بيانيا أساسيا في رسم ملامحها.
العالم  قرر مواجهة داعش ، بدءا بالاحتواء الفعلي عبر تبني قرار الحل السياسي في سوريا، ولو بقي الخلاف في بعض التفاصيل حول مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد ، وصولا الى التدمير، ولو بعد حين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *