ترشيحات القلوب المليانة

najat-charaf-dineنجاة شرف الدين

عندما احتفل رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع  في معراب بتبني ترشيح رئيس كتلة الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية ، كان يعلم أن هذه الخطوة سيكون دويها بحجم ترشيح الرئيس سعد الحريري لرئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية ، وهو أراد أن يخلط الأوراق عبر الارباك في الداخل ، ويوجه رسائله متعددة الاتجاه داخلي وخارجي .
خطوة الترشيح تم الإعداد لها بشكل مدروس في الشكل والمضمون ، من خلال العناية الخاصة التي حرص عليها كل من أمين سر كتلة الإصلاح والتغيير النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز الاعلام والتواصل في القوات ملحم الرياشي الخبيران في ” النوايا” السابقة ، والدقيقان في تظهير المشهد مكتملا عبر التحضيرات لمضمون البيان إضافة الى شكل الاحتفال ، وأضاف إليها جعجع الرعاية التي كرسها للجنرال عون عبر الاهتمام الأبوي الذي أراد إظهاره .

خلط الاوراق بين الثامن والرابع عشر من آذار من خلال الترشيحات الرئاسية ، وما تبعها من اتصالات بين الأطراف المتخاصمين ، كرست مسألة وحيدة وهي مرشحين إثنين من الثامن من آذار أي فرنجية وعون ، ومحاولة من القوات للتواصل مع حزب الله ، والضغط عليه عبر توجيه جعجع رسالة متلفزة عبر قناة العربية الى الحزب، يدعوه فيها الى دعم عون وإلا فسيخسر أهم حلفاءه في الفترة الاخيرة اذا لم يعمل لإيصاله رئيسا للجمهورية قائلا ” إذا لم يؤيد الحزب العماد عون فسيكون لهذا الموقف تداعيات كثيرة عليه ” .
مما لا شك فيه ان جعجع إعتبر أنه تلقى صفعة من حليفه الرئيس الحريري من خلال ترشيح الأخير للوزير فرنجية للرئاسة، وَمِمَّا لا شك فيه أن القلوب المليانة نتيجة التراكمات خلال المرحلة الماضية لعبت دورها في التباعد ، فمن الحكومة التي لم يشارك بها جعجع الى الحوار أيضا وموضوع الحفاظ على مكونات الرابع عشر من آذار ، كلها عوامل جعلت جعجع يذهب الى خياره العوني لمواجهة خصمه فرنجية وترتيب وضعه الداخلي المسيحي وتحصينه من أجل المستقبل .
على الرغم من عجقة الترشيحات الرئاسية ، يدرك الجميع أن القرار الإقليمي لم يصدر بعد بتحرير الاستحقاق الرئاسي اللبناني ، نتيجة غياب التسويات الجدية حتى الآن وفي انتظار بدء خارطة الطريق السورية ، ومن هنا عاد الجميع الى طاولة مجلس الوزراء ، من خلال التوافق على تمرير تعيينات المجلس العسكري والتي تحفظ ماء الوجه للتيار الوطني الحر، للعودة والمشاركة في جلسات المجلس واقرار المشاريع وجدول الاعمال المتفق عليه، كما كان يحصل قبل تعطيل العمل الحكومي ، وإستعادة دور الحكومة في هذه اللحظة السياسية ، يشير الى أن ملف رئاسة الجمهورية والنقاشات في الترشيحات والأسماء وخلط الاوراق لا يزال بعيدا .. وبعيدا جداً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *